السعودية تعتزم سحب استثماراتها من أمريكا.. وخبراء: استمرارا للحرب

السعودية

سلمان وترامب
سلمان وترامب


في إطار الحرب الجارية على قدم وساق، لا تزال تتسع الهوة بين المملكة العربية السعودية، وبين الولايات المتحدة الأمريكية، فمنذ مجئ دونالد ترامب رئيس للولايات المتحدة الأمريكية والتصريحات تنهمر في خانة العداء الدائم الذي يصب في تفسخ وتدهور العلاقات السعودية الأمريكية، والتي وصل أوجها إلى تفكير السعودية في وقف استثماراتها الكائنة بالولايات المتحدة.

دراسة وقف الاستثمارات 
كان هذا ما أعلنت عنه صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، حيث أكدت أن السلطات السعودية تدرس إمكانية وقف استثماراتها قريبا في اقتصاد الولايات المتحدة، موضحة أن الرياض تراجع إستراتيجيتها الاستثمارية في الولايات المتحدة نظرا للتغيرات التي لحقت المشهد السياسي الأمريكي بعد انتخاب ترامب.

سبب هذا التوجه السعودي
كما كشفت الصحيفة أن هناك بعض الأسباب التي تؤدي لهذا التوجه السعودي، من بينه، تبني الكونغرس الأمريكي قانونا يمنح ذوي ضحايا هجمات، 11 سبتمبر عام 2001 الحق في رفع دعاوى قضائية في محكمة نيويورك ضد السعودية، وإعلان ترامب دعمه لهذا القانون ومحاسبة السعودية، هذا الأمر الذي أدى إلى قلق زعماء السعودية من أن عقد صفقات كبيرة في الولايات المتحدة قد يترك أصولهم مكشوفة أمام القرارات القضائية الصادرة عن المحكمة الأمريكية.

إجراءات تتخذ 
كما أكدت "وول ستريت جورنال" إن هناك بعض الإجراءات التي اتخذت ومنها تعليق إدارة صندوق الاستثمارات العامة السعودي،  استثماراته في اقتصاد الولايات المتحدة، حتى يتوضح النهج الذي ستختاره واشنطن إزاء علاقاتها مع الرياض، فضلا عن أن إدارة شركة "أرامكو" السعودية للنفط قد تجري عملية العرض العام الأولي لأسهمها، التي من المخطط تنفيذها في العام المقبل أو عام 2018، خارج أراضي الولايات المتحدة.
 
صعوبة سحب الاستثمارات
وفي سياق ما تقدم أكد محمد حامد، الباحث في العلاقات الدولية، إن التصريحات السعودية الخاصة في شأن سحب الاستثمارات السعودية من الولايات المتحدة الأمريكية، يعد أمرا صعبا وليس بالسهولة مع إطلاق هذه التصريحات سحب هذه المشروعات الكبيرة في السعودية.

حقيقة التحركات
حامد، أضاف في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن السعودية تقوم بهذه الخطوات في إطار شحذ جميع الطاقات التي لديها، وذلك للعمل على تغيير الموقف الأمريكي الذي توالد مع مجئ دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية.

من الصعوبة التنبؤ بمستقبل هذه العلاقات
وعن مستقبل العلاقات بين المملكة والولايات المتحدة، يرى الباحث في العلاقات الدولية، أنه من الصعوبة الشديدة التنبأ بما سيحدث مستقبلا في العلاقات بين أمريكا والسعودية، مبينا أن الرؤية ستتضح أكثر في المستقبل مع تولي دونالد ترامب رئيس فعلي للولايات المتحدة بعد رحيل أوباما.

غموض شديد وتقلبات في العلاقات
وذكر حامد أن السعودية لديها علامات استفهام كبيرة للغاية ولديها غموض شديد، بسبب السياسات الدولية المتقلبة في السنوات الأخيرة بشدة، مما يجعلها دائما في حيرة وشتات لضمان ترتيب علاقاتها. 
 
يجب أن تكون التحركات مدروسة
من جانبه أكد هشام عبد الفتاح، الباحث السياسي والمتخصص بالشأن الخليجي والإيراني، إن هذه الخطوات تأتي فعليا للرد المستمر على الاستفزازات الأمريكية الشديدة، تجاه المملكة العربية السعودية، والتي تعاظمت كثيرا ولا تزال مع تولي ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية.

وأضاف الباحث السياسي والمتخصص بالشأن الخليجي، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن السعودية لابد أن تضع في اعتبارها جميع الأفعال التي ستصدر منها تماما، بحيث تكون الخطوات مدروسة وفاعلة، بما يحقق الأهداف المنشودة.

هل ستكون بريطانيا بديلا؟
وبسؤاله، عن إمكانية اتخاذ بريطانيا حليف للسعودية بدلا من الولايات المتحدة وإمكانية وقوف هذه التصريحات وراء هذا التقارب، أشار إلى أن بريطانيا لا يمكن أن تتخذ سياسات مناهضة على الإطلاق للولايات المتحدة، مبينا أن الدولتين تتخذان نفس النهج الأزلي في تدمير المنطقة واللعب على دولها، مشددا على أهمية ألأخذ في الاعتبار الأدوار التاريخية لبريطانيا في تخريب المنطقة.

حلول واقتراحات
عبد الفتاح اقترح أيضا حلولا، جاء على رأسها أهمية أن تلتفت السعودية للدول العربية، وضبط العلاقات مرة أخرى بين مجموع الدول العربية، بحيث تواجه جميعها تلك الأخطار الشديدة التي تحاك لها، مذكرا بالدور الكبير الذي قامت به السعودية في قطع البترول عن الكيان الصهيوني إبان حرب 1973، التي ساعدت كثيرا في تحقيق الانتصار العربي.

استمرارا للحرب
كما أكد الدكتور سعيد اللاوندي، أستاذ العلاقات الدولية، إن هذه التصريحات تأتي أيضا في غضون المشكلات والحرب المستمرة بين الولايات المتحدة الأمريكية وبين السعودية.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الفجر" أن السعودية أمام مشكلات كبيرة في المنطقة، خاصة مع تولي دونالد ترامب الذي لديه مواقف مناهضة تماما للسياسات السعودية في المنطقة، بما يؤكد على أن العلاقات تحفها العديد من المشكلات.