الجزائر تقوي نفوذها في ليبيا من بوابة المصالحة.. وهذا موقف مصر!!

عربي ودولي

خليفة حفتر
خليفة حفتر


وصل خليفة حفتر القائد العام للجيش الليبي الأحد، إلى الجزائر، في زيارة هي الأولى من نوعها منذ اندلاع الأزمة في الجارة عام 2011، لبحث آخر تطورات الوضع في بلاده.

زيارة تأتي في إطار وساطة تقوم بها السلطات الجزائرية منذ أشهر بين أطراف الأزمة للوصول إلى اتفاق سياسي. كما جاء بصحيفة "العرب" اللندنية

ويقضي المقترح الجزائري لحلحلة أزمة ليبيا -انطلاقا من تجربة المصالحة الجزائرية- بجمع الأطراف كافة من دون استثناء، وتفادي حصر المشكلة في جبهتين متنازعتين على السلطة. ويعني ذلك إشراك الخصم الثالث للحكومتين القائمتين، وهو المؤتمر الوطني العام المحسوب على الإسلاميين، بالإضافة إلى إعادة فتح الحوار مع مناصري الزعيم الراحل معمر القذافي.

وقالت الإذاعة الجزائرية الرسمية إن عبدالقادر مساهل وزير الشؤون المغاربية والأفريقية والعربية التقى حفتر الأحد، لبحث آخر تطورات الوضع في ليبيا.

ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية عن مساهل قوله عقب محادثات مع حفتر بالعاصمة إن "المحادثات بين الجانبين تمحورت حصريا حول التطورات السياسية والأمنية في ليبيا ووسائل تشجيع العودة السريعة للاستقرار في هذا البلد".

وأشار إلى أن بلاده "لم تدخر أي جهد لتشجيع الليبيين على التوصل إلى حل توافقي للأزمة". ولم تقدّم تفاصيل أكثر حول الزيارة التي لم يعلن عنها حفتر مسبقا وتعد الأولى من نوعها إلى الجزائر منذ عام 2011. والسبت، أعلنت وسائل إعلام ليبية ودولية أن قائد جيش طبرق يقوم بزيارة للولايات المتحدة بعد أيام من تنقله إلى موسكو لبحث الوضع في بلاده.

ونهاية الشهر الماضي، قام رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح، بزيارة للجزائر دامت يومين بحث خلالهما الوضع في بلده.

واتفقت تصريحات المسؤولين الجزائريين الذين أجروا مباحثات مع عقيلة صالح، بينهم مساهل، على ضرورة إجراء حوار ليبي – ليبي شامل يقود إلى مصالحة ليبية دون تدخل خارجي، ودون إقصاء لأي طرف، من أجل بناء مؤسسات جديدة والحفاظ على وحدة وسيادة البلاد، معتبرين أن التدخل الخارجي هو السبب في أحداث الفوضى المستمرة منذ 2011.

ومنذ عامين، وبوتيرة شبه متواصلة، تستقبل الجزائر وفودا رسمية وسياسية ليبية من مختلف التوجهات والانتماءات والمناطق في إطار وساطات لحلحلة الأزمة بالتنسيق مع البعثة الأممية هناك بقيادة مارتن كوبلر.

وقال أحمد ميزاب، رئيس اللجنة الجزائرية الأفريقية للسلم والمصالحة (غير حكومية)، إن "الجزائر تعمل طيلة الأزمة الليبية على المحافظة على مسافة متساوية من كافة الأطراف الليبية حتى تكون لها قاعدة صلبة تمهد لمصالحة ليبية".

وبشأن احتمال وجود فتور في العلاقة بين الجزائر وحفتر، المدعوم من دول إقليمية، أعرب ميزاب عن اعتقاده بأن بلاده "ليست لها مواقف من أشخاص في ليبيا، وإنما مع مؤسسات.. وهي تتعامل مع كل طرف يمكنه المساهمة في حل الأزمة".

وحفتر، بحسب ميزاب، "مثّل رقما مهما في معادلة الحل في ليبيا بفضل خبرته وموقعه ودوره في المعادلة الأمنية.. ولا يمكن تصور إمكانية إقصائه من أي مساع جزائرية لحل الأزمة، فالجزائر تنظر إليه كرجل يمكنه تقديم الكثير من أجل المصالحة".

وفي المقابل يتهم مقربون من السلطات شرق البلاد الجزائر بالاصطفاف إلى جانب الإسلاميين في بداية الأزمة لتنتقل فيما بعد لدعم حكومة الوفاق على حساب الحكومة المؤقتة والجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر.

لكن موقف الجزائر بدأ يتغير عقب سيطرة الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر على الموانئ النفطية سبتمبر الماضي واقتراب حسم المعركة في مدينة بنغازي.

واتسمت مواقف مصر والجزائر بالتناقض إزاء ما يحدث في ليبيا. ففي حين تعتبر مصر الداعم الإقليمي الأبرز للجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، فإن الموقف الجزائري اتسم بالكثير من الدبلوماسية التي اعتبرها كثيرون دعما مبطنا للجماعات المسلحة الإسلامية. لكن وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة خرج عقب اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة ليعلن عن انسجام موقف بلاه مع الموقف المصري.

واعتبر مراقبون هذه التصريحات بداية تراجع الجزائر عن موقفها الداعم للجماعات الإسلامية بعد أن رجحت الكفة لصالح مجلس النواب والجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.

وأثار موقف الجزائر بخصوص الأزمة الليبية ومساندتها لجماعات مصنفة على أنها إرهابية استغراب الكثير من المتابعين خاصة وأن الجزائر تعتبر من أكثر الدول تضررا من الإرهاب. وكانت استضافة الجزائر للقيادي بالجماعة الليبية المقاتلة عبدالحكيم بلحاج قد أثارت سخط الكثير من الليبيين الذين اعتبروا أن مثل هذه التصرفات لا ترقى إلى مواقف الجزائر المعروفة بعدائها للجماعات الإرهابية وفي مقدمتها تنظيم القاعدة الذي تنحدر منه الجماعة الليبية المقاتلة.