في مطلع 2017.. خبراء يكشفون الرسائل الحقيقية لـ"داعش" من عملياته الأولى

عربي ودولي

جانب من هجوم اسطنبول
جانب من هجوم اسطنبول


لم تمر ساعات قليلة على بداية العام الجديد إلا ويفتتحه تنظيم داعش بعمليات دامية جابت الكثير من المناطق، كان أكثرها دموية هو ما حدث البارحة من عمليتين قويتين في طرطوس السورية، وكذلك الهجوم الدامي على ملهى ليلي في تركيا، أثناء الاحتفالات بأعياد رأس السنة الميلادية "الكريسماس"

هجوم على ملهى في تركيا 
كانت هذه هى أولى العمليات التي أفتتح بها التنظيم عام 2017  الجديد، حيث شهد نادي ليلي شهير بمنطقة أروتاكوي الساحلية بمدينة اسطنبول أثناء الاحتفالات برأس السنة 2016 هجوما مسلحا نفذه شخص قيل إنه تحدث بالعربية قبل أن يبدأ في إطلاق النار.

روايات عن الحادث
هذا وأوضح نادل كان يعمل بهذا الملهى الليلي والذي عاين وقوع الحادثة،قائلا: "في لحظات أصابنا الرعب، هربنا إلى الأسفل حيث اختبأنا، ثم ذهب وأحضرت صديقا لي، قفزت من الأرض من الخوف"، مضيفا أنه رأى شخصين وهما يُطلقان النار، بينما كان داخل النادي ما بين 500 و600 شخص.

أعداد القتلى 
وبحسب تصريحات الشرطة التركية فإن الهجوم الدامي أوقع ما يقرب من  39 شخصاً قتيلا  بينهم 16 أجنبياً، فضلاً عن إصابة العشرات.

هجوم آخر في طرطوس
ولم يكن التنظيم ينتوي القيام بعملياته في تركيا فحسب، بل تزامن مع  حادثة تركيا وقوع عملية إرهابية قوية في منطقة طرطوس السورية، والتي تعد معقلا من أهم معاقل النظام السوري، حيث لقي شرطيان سوريان مصرعهما في عملية انتحارية قام بها انتحاريين تابعين لتنظيم داعش، حيث ربطا نفسيهما بحزامين ناسفين على الكورنيش البحري بمدينة طرطوس السورية.

تساؤلات 
وتأتي العديد من التساؤلات حول الرسائل الأولى التي يريد التنظيم إرسالها من خلال عملياته المرتكبة في الساعات الأولى من العام الجديد، لا سيما العملية الأكبر في تركيا وهي عملية الملهى الليلي التي خلّفت قتلى كثيرين. 

رسائل قاسية مفادها التربص والاستمرار على النهج
ويؤكد الدكتور عمرو عبد المنعم المتخصص في شئون الجماعات الجهادية والإرهاب الدولي، أن هناك رسائل قوية جدا يحملها تنظيم داعش في الأيام الأولى من العام الجديد، لا سيما مع ارتكابه أقسى العمليات في تركيا في غضون الساعات الماضية والتي خلّفت الكثير من القتلى والمصابين.

عبد المنعم أضاف في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن تلك الرسائل يدفع بها التنظيم ليؤكد على أنه لا يزال متواجدا وقويا في الساحة، بل وقادرا على فعل أي شئ يريده، لافتا إلى أن عملية تركيا تشير بقوة إلى أن أفراد التنظيم ينفذون الأجندة التي يطرحها التنظيم دائما وهي قتال المرتدين ثم ما يسميهم التنظيم المفحوصين يليهم بالطبع قتال الكفار الأصليين وهو التحالف الدولي.

التنظيم باق ومستمر 
وأوضح عبد المنعم، أن هذا يأتي ليؤكد أيضا أن التنظيم لا يلفظ أنفاسه الأخيرة كما يعتقد البعض، لافتا إلى أن استهداف تركيا بات أمرا واضحا لدى التنظيم، لا سيما بعد النجاح الكبير في سحبها بعيدا عن دعم المعارضة السورية، فضلا عن انضمامها لروسيا والتحالف الدولي، وهو الأمر الذي يجعل تركيا في محط استهداف التنظيم.

وتابع " تنظيم داعش في الأيام المقبلة سيزداد قوة، خاصة مع التقصير الكبير الذي يحدث في العالم العربي حيث فشل كبير في أساليب المعالجة لهذا الفكر، بينما يتصاعد في ذات التوقيت هذا الفكر تماما.

أسباب محاربة تركيا
من جانبه أكد الدكتور مصطفى أمين، الخبير في الحركات الجهادية والتنظيمات المتطرفة، أن استهداف تركيا ليس أمرا جديدا، مشيرا إلى أن العديد من الأسباب هي التي جعلت تركيا في استهداف دائم لتنظيم داعش وعملياته الإرهابية.

وعن تلك الأسباب أوضح أمين، أن انضمام تركيا للتحالف الدولي وكذلك مشاركتها في العمليات ضد داعش، ودخول المناطق السورية، جعلت التنظيم يقوم بتلك العمليات القوية ضد تركيا، قائلا أن عملية الملهى الليلي كانت متوقعة للغاية، نظرا للمواجهة التي باتت مشتعلة بين الطرفين.

مناسبات كفرية
وبيّن أن التنظيم ينتظر كثيرا المناسبات التي لديها دلالات كفرية كما يقولون، مثل أعياد رأس السنة والميلاد، وغير ذلك من الأعياد، وبالتالي يحاول أن يؤكد من خلال عملياته أن هذه الأعمال كفرية ومنهي عنها وهي لنا هدف في كل وقت ومكان.

وعن نهاية التنظيم في 2017، وصف أمين بتسطيح من يقولون به، مؤكدا أن تنظيم داعش لديه الكثير من المعارك، من بينها الموصل والرقة، فضلا عن الصعوبة الكبيرة في العمليات ذاتها كما الحاصل في الموصل. 

رسائل التنظيم الجديدة
وأوضح منير أديب، الخبير في شؤون الحركات الإسلامية والإرهاب الدولي، أن الرسائل التي يريد تنظيم داعش إرسالها من خلال عمليته القوية في تركيا، مطلع هذا العام، تأتي لتؤكد أن التنظيم لا يزال قويا للغاية ولا يزال قادرا على تنفيذ العمليات المسلحة في العديد من العواصم الأوروبية والعربية، مشيرا إلى أنما يحدث يعد ضريبة قوية يدفعها العالم بسبب تخاذله الكبير في المواجهة.

الدعم لتحقيق أهداف
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن هناك الكثير من الدول تستخدم تلك التنظيمات لتحقيق أهدافها، بما يجعلها مستمرة تماما، لافتا إلى أن عدم وجود رؤية هامة في معالجة هذا الفكر يجعل هناك مشكلات كبيرة للغاية، قائلا أن العالم لا يزال مقصرا تماما في مواجهة تلك التنظيمات وهو ما يعد أمرا مفلحا بالنسبة لها كثيرا.

مستقبل داعش
وعن مستقبل التنظيم في العام الجديد، قال أديب، أن الفكر الخاص بالتنظيم سيتسع كثيرا في عام 2017، بل ستتسع عملياته أيضا على حد تعبيره، قائلا أنهم ينجحون كثيرا في جذب الكثير من الأفراد والشباب.

وعن المعركة بين تركيا وبين التنظيم في ظل العام الجديد، أكد أنه سيكون هناك معركة قوية بين الطرفين، حيث تقف تركيا موقف الضعيف تماما، بعد هذا الكم من تلك الاستهداف وما يقوم به أردوغان من سياسة سيئة أوحل بها البلاد أيضا.