واشنطن تعلن امتلاكها "أدلة قاطعة" على القرصنة الروسية للانتخابات

عربي ودولي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


فى تطور جديد لقضية القرصنة الروسية للانتخابات الأمريكية، أعلن ثلاثة مسئولين بالولايات المتحدة، أمس، إن أجهزة مخابرات أمريكية حصلت على ما تعتبرها أدلة قاطعة بعد الانتخابات الرئاسية فى نوفمبر الماضى على أن روسيا سربت معلومات حصلت عليها عن طريق التسلل إلى أنظمة الكمبيوتر الخاصة باللجنة الوطنية للحزب الديمقراطى لموقع ويكيليكس عبر طرف ثالث، فيما وصف السناتور الجمهورى البارز جون ماكين تلك الهجمات الإلكترونية بأنها "عمل حربى" يهدف لتدمير البلاد.

وقال المسئولون الثلاثة لوكالة "رويترز" للأنباء، إنه من المقرر أن تقدم المخابرات الأمريكية تقريرا عن واقعة التسلل للرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما خلال ساعات وللرئيس المنتخب دونالد ترامب اليوم الجمعة وإن كان محتواه لا يزال قيد المناقشة.

وأضاف المسئولون- الذين فضلوا عدم الكشف عن اسمهم، أن المعلومات التى ظهرت بعد الانتخابات أتاحت لإدارة أوباما التأكد من الدور الكامل للحكومة الروسية فى التسلل وتسريب الوثائق بدرجة أكبر من التى وصلت إليها فى السابع من أكتوبر الماضى، حين قالت أجهزة المخابرات الأمريكية إنها «واثقة» أن روسيا خططت للتسلل.

وذكر المسئولون أن المعلومات الإضافية وراء قرار الرئيس أوباما الرد فى 29 ديسمبر بطرد 35 يشتبه بأنهم يتجسسون لصالح روسيا وفرض عقوبات على وكالتى مخابرات روسيتين وأربعة من مسئولى المخابرات وثلاث شركات وهو قرار اختتم جدلا استمر أربعة أشهر فى البيت الأبيض بشأن كيفية الرد.

ويكتسب توقيت ظهور تلك المعلومات الإضافية أهمية لأن الرئيس أوباما واجه انتقادات من حزبه الديمقراطى بشأن السبب وراء استغراق إدارته عدة شهور للرد على الهجوم الإلكترونى. كما دعت قيادات بمجلسى النواب والشيوخ إلى إجراء تحقيق.

وكان مسئولون أمريكيون آخرون قد خلصوا قبل شهور إلى أن أجهزة مخابرات روسية هى التى أصدرت توجيهات بتنفيذ عملية التسلل، لكنهم لم يكونوا واثقين من قدرتهم على إثبات أن موسكو تحكمت فى تسريب معلومات أضرت بالمرشحة الرئاسية الديمقراطية، هيلارى كلينتون.

من جهته، شكك الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب مجددا، أمس الأول، فيما خلصت إليه أجهزة المخابرات الأمريكية، من أن روسيا تدخلت فى الانتخابات الرئاسية لمساعدته فى الفوز فيها، وأضرت بفرص منافسته هيلارى كلينتون.

فى غضون ذلك، اعتبر السناتور الجمهورى البارز جون ماكين أن الهجمات الإلكترونية التى استهدفت جهات حزبية أمريكية، "عمل حربى"، موضحا أن هناك "درجات" مختلفة من الأعمال الحربية، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال ماكين: "لست أقول إنه هجوم نووى. ما أقوله فحسب هو عندما تهاجم البنية الأساسية لبلد، وهذا ما يفعلونه (الروس)، فعندها يكون هذا عملا حربيا"، مؤكدا "عندما تحاول تدمير أسس الديمقراطية فأنت تدمر وطنا".

ويعتبر ماكين خصما شرسا لروسيا، وقد وصف مرارا رئيسها فلاديمير بوتين بـ"السفاح" و"المجرم"، بينما فرضت عليه موسكو بالمقابل عقوبات فى 2014، ردا على عقوبات أمريكية استهدفتها.

إلى ذلك، أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن ترامب بصدد القيام بإصلاحات مهمة فى أجهزة المخابرات الأمريكية عقب توليه السلطة فى 20 يناير الحالى.

ونقلت الصحيفة عن مصدر من فريق ترامب الانتقالى، قوله إن "الرئيس المنتخب يريد إجراء تغييرات على مستوى إدارة المخابرات الوطنية، معتقدا أنها تعرضت للتسييس بشكل كبير".

ومن المحتمل أن تخضع وكالة المخابرات المركزية "سى آى إيه" بدورها، لتغييرات تحت إدارة ترامب، وفق ما أكدته مصادر قالت إن مقر الوكالة فى فرجينيا قد يجرى تقليصه، كما أن عددا من عناصرها قد يتم إرسالهم للقيام بمهام فى الميدان حول العالم.