ربيع جودة يكتب: البرادعي وصندوق العرائس ‎

ركن القراء

ربيع جودة يكتب: البرادعي
ربيع جودة يكتب: البرادعي وصندوق العرائس ‎


حكي لي والدي عن رجل كان صديقاً لثعبان.. يذهب الي جحره كلما اشتد فقره .. وتعثر أمره.. فيجلس عند بابه يعزف بالناي.. حتي يخرج اليه الثعبان وفي فمه قطعة من ذهب.فيأخذها الرجل حتي إذا أنفقها أعاد الكرَّة.. وذات يوم أخذ معه ولده.. ولم يخبره بأمر الثعبان.. فلما رأي الفتي الثعبان يخرج من جحره.. ضربه بسيفه فقطع ذيله.. فالتفت الثعبان اللي الغلام فقتله.. ذهب الرجل حزيناً علي ولده.. ومضت فترة طويلة.. حتي اشتدت حاجته.. واعتصره الفقر.. فذهب إلى جحر الثعبان.. وجلس يعزف ويعزف.. حتي خرج اليه الثعبان وذيله مقطوع.. فقال للرجل ماذا جاء بك.. قال انت صديقي جئت لأعزف لك.. قال الثعبان ارحل يا هذا.. فلن تنسي قتلي لولدك.. ولن أنسي قطع ذيلي.

لقد تذكرت تلك القصة بينما أتابع أخبار الأسبوع كعادتي.. وأطالع الصحف. وأقف عند كل حدث.. حتي ينزف قلمي قبيل كل جمعه.. وما إن طفح الكيل من أحداث مسلسل العرائس الخشبيه.. الذي قام ببطولته الفنان محمد البرادعي.. الذي يخرج علينا من حين لآخر.. معلنا اقتراب عهد المهدي المنتظر.. ولا أدري ما فائدة هذا العرض الباهت.. لرجل قضي نحبه سياسياً منذ أجل بعيد.. ولا أري أثراً لما طالعتنا به تسريباته إلا أنه بات كمن يتوضأ من بوله.. فكيف بيد تمتد للإصلاح.. والأخرى تحمل معول الهدم.. وما سر هذا التوقيت وهو الذي لم يغادر صندوق العرائس منذ فترة.. وما هذه الثقة التي يخاطب بها دوله.. بيننا وبينها (عداء بارد) ولا تربطنا بها سوي موائد الحوار السياسي المعقد.. الذي يحمل من الخديعة أكثر مما يحمل من الود.. ولها أنياب في أجساد أمتنا العربية لا تزال تنزف.

وهل كَفَّت العقول.. إلا من فراسته.. حتي يكتب لنا دستوراً نمشي به في الناس.

سيدي البرادعي.. بكل أسف لم نعد بحاجة إلى تلك الوجوه التي تتزعم كل منعطف سياسي ضحل.. وهي هي نفس الوجوه التي حاولت امتطاء جواد الثورة.. علي حساب خيرة الفتيان.. وهي هي نفس الوجوه.. التي تطل علينا كل فترة ترشيح تلعب دورها التقليدي العفن.. وهي هي نفس الوجوه التي نراها عند كل مصيبة.. ليخرج أحدكم بتغريداته الحمقاء وكأنه يقف علي حافة السماء الأولى لينطق بلسان وحي الله.. تنتابه القشعريرة.. مع كل جملة يكتبها زاعماً أنه أصاب عين الحقيقة.. وما إن يتحقق لنا نصر.. تكفون أيديكم وأقلامكم.. وكأنها أصابتكم في مقتل.. مسرحية معلوم نهايتها فباتت مملة.. وقصة اليوم.. تحكيها أحداث الأمس ولعلك تذكر دورك في رواية التفتيش يا صاحب الذرة.. ارجع إلى صندوق العرائس يا سيدي..اكتفينا من عروضك فلن ننسي شوارع العراق الحبيبة التي أضحت خراباً علي يديك .. كما لن تنسي قطع ذيلك سيدي الثعبان