"مولانا".. فيلم كشف عورات شيوخ "الهوت شورت"

منوعات

فيلم مولانا
فيلم مولانا


ولأننا فى مصر ونضع الأشياء كلها فى سلة واحدة، فإن فيلم مولانا عن رواية إبراهيم عيسى الذى تم عرضه الأسبوع قبل الماضى بدور العرض بعدما تم عرضه فى مهرجان دبى السينمائى يلاقى نفس الموجة القديمة من الهجوم، «يحرض على الفتنة» والجديد «يدعو للتكفير»، وظهرت جماعات وشيوخ يصبون جام غضبهم على الفيلم لأنه يقدم الشيخ أو الداعية فى ثوب سيئ، فكيف يتم تقديم داعية يخطب فى الناس بالنهار وبالليل يجتمع بامرأة غير زوجته، وكيف يتم تصدير مشهد للرأى العام عن نموذج داعية يفعل ما لا يقول؟

والحقيقة أتعجب من هؤلاء الذين يطالبون بمنع عرض الفيلم حفاظا على شكل الداعية بحجة أن الشباب الآن يحتاج لقدوة، وإذا رأى ذلك الفيلم سيفقد الثقة فى الدعاة وهكذا لآخر القصيدة المعروفة، والسؤال هنا هو.. ألا يوجد داعية نعرفه كما نعرف خطوط يدينا يصدر للناس كلاماً ويفعل أموراً أخرى خلاف كلامه فى الدين؟.. وهذه الصفحة بل الجريدة على مدار تاريخ ظهورها نشرت نماذج من لحم ودم لنوعية من هؤلاء المشايخ، ألا يوجد شيخ يطلب من الفتيات الحجاب وهو يسير بزوجة بـ«الهوت شورت»، ألا يوجد شيخ كلما خطب فى مجموعة نساء وتعجبه إحداهن يخلو بها أو يتزوجها عرفياً ثم ينكر زواجه بها.

وشيوخ الإخوان الذين «ولعوا» مصر، هؤلاء من أى فصيل وبتوع التنظيم والجهاد وداعش، ثم ما الغضب من إظهار واحد من طائفة علماء على غير الشكل المألوف عندنا، كما يوجد الصحفى الشريف هناك أيضًا محفوظ عجب، وفيه طبيب ابن حلال وآخر يتاجر بالأعضاء البشرية، وفيه مهندس محترم وآخر يأخذ رشوة، وقاض محترم وقاض يتاجر فى الحشيش أو يبيع القضايا، ففى كل طائفة الصالح والطالح، والدعاة ليسوا معصومين من الخطأ، وكل شىء يؤخذ ويرد منه إلا صاحب المقام سيدنا محمد «صلى الله عليه وسلم».

وبهذه الطريقة أنتم جعلتم كل مصر تذهب لرؤية الفيلم رغم مشاهدتى له ورأيته ضعيفًا جداً، الإخراج ضعيف والإنتاج هزيل، وكان من الممكن أن يخرج الفيلم بشكل أفضل، والممثلون فى أسوأ أحوالهم ما عدا عمرو سعد، هو اللى شال الفيلم، لكن كجودة فيلم.. ومختلف عن الرواية ويعتمد اعتمادا كبيرا على الألغاز، والذى ساعد على دخول الناس للفيلم أزمة إبراهيم عيسى، وذهاب عادل إمام مع طاقم كبير من الزملاء للعرض الخاص صنع دعاية واسعة له.