لماذا لم يتحرك محافظ الإسكندرية لتشميع مطعم مشويات إلا بعد موت طفل مسمومًا؟

منوعات

رضا فرحات، محافظ
رضا فرحات، محافظ الإسكندرية


■ والد المتوفى حرر محضرًا قبل التشميع بـ15 يومًا.. والمحافظة لم تتحرك إلا بعد مكالمة هاتفية مع "الإبراشى"

نبدأ بسم الله الرحمن الرحيم.. لا يحدث إلا فى مصر، مساء يوم الأحد الماضى استضاف وائل الإبراشى فى برنامجه التلفزيونى سيدة ذات مكانة وتدعى شيرين، قالت إنها فضحت "مافيا" ذبح الحمير فى محاجر ثم توزيعها على المطاعم فتم إقصاؤها من منصبها، وفى مداخلة هاتفية بالبرنامج أعلن مواطن عن وفاة ابنه فى 19 ديسمبر الماضي؛ بعد تناول وجبة فى قرية مشهورة بالمشويات فى محافظة الإسكندرية.

وأضاف، إنه وزوجته وباقى أسرته أصيبوا بتسمم دخلوا على أثره العناية المركزة الكلام ده مساء السبت الماضى، وذكر التقرير الطبى لبقايا الوجبة التى تناولها الطفل والأسرة أن جميع "السلطات" غير صالحة للاستهلاك الآدمى فيما عدا سلطة الكافيار والطماطم، أما الأرز بالجمبرى والسبيط الذى تناولته الأسرة فهو غير صالح للاستهلاك الآدمى، ويشتمل على بكتيريا السلمونيلا واستافيلوكوكس، كان ذلك بتاريخ 22 ديسمبر 2016، لاحظوا التاريخ، المهم المحضر تحرر برئاسة رئيس نيابة المنتزه ثان فى القضية رقم 96716/2016.

الناس سمعت عن الأمر دون معرفة أن هناك طفلا توفى بعدما تناول وجبة فى مطعم قرية المشويات، وله فرعان.. الأول بمنطقة الساعة والثانى فى بمنطقة الداون تاون، ولكن لم يكن هناك ما يؤكد ذلك حتى خرج الأب وأعلن ذلك، المهم.. دخل صاحب القرية ونفى الواقعة، لاحظوا هذا التسلسل، قوم ثانى يوم بعد خروج الأب يصرخ من تلك الواقعة، قامت المحافظة وحى شرق بحملة مكبرة بتاريخ 8 يناير وأغلقوا وشمعوا تلك القرية، وتم تشميع المطبخ بالكامل والمطعم، وطلع المحافظ صرح بأن ذلك للتأكد من سلامة المنتجات مع تزايد حالات الغش فى التصنيع والتخزين، كلام جميل جداً.. يعنى الولد يموت ويتعمل محضر فى 22 ديسمبر 2016، ويتم التأكد أن الأكل غير صالح للاستهلاك الآدمى، ولما الأب يطلع فى برنامج قوم ثانى يوم يتشمع المكان!

لهم حق أصحاب المطاعم يفعلوا معنا ما يحلو لهم، أكل فاسد وخذ عندك تلاعب فى كميات الأكل وفى وضع أسعار فلكية ولعوا بها الدنيا، حتى وصل سعر كيلو الكفتة لـ250 جنيها وهى أصلا لحمة مجمدة على دهون لحوم بلدى لتعطى نفس نكهة وطعم اللحوم البلدية، على شوية بهارات وبصل وخضرة واقلب، والفرخة بـ90 جنيها واللى يتكلم يقوموا بيه، أنا شخصياً آخر عهدى بالشراء من تلك القرية كان أول الصيف، طلبت أوردر كباب وكفتة وممبار، المهم الكمية قليلة والأسعار مرتفعة، كل هذا قبل «نطة» الدولار والحاجات دى، وتشاجرت معهم على طبق الممبار.. إزاى أكبر حجم وأغلى وفيه كمية قليلة، رد المسئول هو دا.. ولو ماكانش عاجبك، كأنك بتشحت منهم لأنهم محميون ويعرفون دية كل حاجة فى البلد، وعلى بلاطة.

المهم يا سادة تم تشميع القرية، قوم بالليل حتى يتم مداراة الأمر وضعوا شادر وكهرباء وأنوار، ليخفوا الشمع الأحمر، وكتبوا مغلق للتحسينات، تمامًا مثلما فعل كافيه على البحر الصيف الماضى، ورغم أنهم كانوا بيجهزوا توضيبات بتلك القرية للمشويات منذ فترة بسيطة، كانوا فى نفس الوقت شغاليين وفاتحين عادى، السؤال الآن هو.. لماذا لا تقام حملات على مطاعم الأكل، ليس فى الإسكندرية فقط وإنما فى كل مصر، والمحل الفاسد يعلن اسمه ولا يتم إخفاؤه، لماذا تم السكوت 14 يومًا على قرية المشويات هذه ولم يتم تشميعها إلا بعد ظهور الأب فى برنامج فضائى، والأهم.. لماذا لا يتم استكمال الحملات وبشكل أسبوعى منتظم على كل مطاعم البلد، ليس بخصوص الجودة فقط وإنما فى الأسعار والكميات؟.. يا ناس ارحمونا.

الغريب إن فرع تلك القرية للمشويات بالدوان تاون تم تشميعه مع مجموعة أخرى من مطاعم الأكل الملاصقة، ليس لسوء الأكل وإنما لعدم وجود رخص تشغيل، يعنى فاتح من غير رخصة وأكل وإيه وإيه، وبعدها كسروا الشمع، وقالوا أيام المحافظ السابق محمد عبدالظاهر «ديتها إيه.. 55 جنيه غرامة كسر شمع وفتحوا محلاتهم»، هى دى البلد؟.. وبعدين تزودوا ولا تعوموا وتاركين التجار تنهش فينا، طب هل يصل الأمر إلى الصحة -لا أدرى هل هذا تبع الأحياء أم المديريات- بعدما وجدت لحوما فاسدة مخزنة فى أكبر مستشفى خاص بالإسكندرية وله فروع ضخمة بالقاهرة، وإعلاناته تملأ كل البلد، تخيلوا بيقدموا للمريض لحمة فاسدة، يا ظلمة، والصور والمحضر عندى، مع كام مستشفى آخر خاص، جرى إيه؟.. طب إذا كان الأكل الذى يتم تقديمه للمريض وعلى حسابه الخاص فاسد، يبقى الأدوية نظامها إيه؟

المسألة لا تحتاج إلى مخاطبة ضمير صاحب المحل والتاجر؛ لأنهم أعطوا ضمائرهم إجازة، فيجب المخاطبة بالردع والغلق والحبس والغرامات، فلن ينصلح الحال - أكل فاسد فى كل مكان وأسعار تنهش فينا فى بقالة وخضار وفراخ ولحوم وملابس، وكل واحد بمزاجه لحد ما ولعوا الدنيا - إلا بالردع، مفيش مخاطبة ضمائر.. هؤلاء لا دين لهم إلا «القرش»، فلم ولن يتقوا الله فى هذا البلد، والجزاء من جنس العمل، الردع حملات أمنية على المحلات، تفتيش دائم ومستمر مش «إتاوات» تذهب لبتوع إيه وبتوع إيه، ونحن يتم تسليمنا لهم تسليم أهالى، يبيعوا ويشتروا فينا، ولا نجد من نصرخ له، يا ظلمة الراجل عمل محضر بعد وفاة ابنه بيومين، تقوموا تتحركوا بعد أسبوعين، فين دا وفى أى مكان بالدنيا، وبعدين ما هو موقف صاحب القرية من القانون وهو يدلس على الناس بإخفاء التشميع بالزينة والكهرباء، فين من يحكمونا وفين المحافظ والحى والأمن، مطاعم الإسكندرية التى أتعامل معها -ما عدا واحد بتاع سمك- سيئة فى الجودة والخامات والأسعار والكميات.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.