كريمة مختار.. رحيل لا يعنى الغياب

منوعات

الفنانة الراحلة،
الفنانة الراحلة، كريمة مختار


وفاة "ماما نونا" تسببت فى جلطة لأشهر جراح فى مصر.. وعتاب الأصدقاء لأنس الفقى


رحم الله أم السينما المصرية كريمة مختار، التى أخذت اللقب من أم السينما السابقة فردوس محمد ومن بعدها أمينة رزق، فكريمة هى الممثلة الوحيدة فى تاريخ السينما المصرية التى حملت بطولات أفلام ومسلسلات كاملة، قامت فيها بدور الأم لمعرفة المنتجين أن اسمها له جمهوره، ليس فقط فى الأسرة المصرية البسيطة ولكن على مستوى كل الشرائح.

كانت بطلة مسرحية «العيال كبرت»، بالإضافة إلى بطولات مسلسلات لا حصر لها منذ سبعينيات القرن الماضى وحتى أواخر أيامها، وشكلت مع وحش الشاشة فريد شوقى ثنائيا سينمائيا فى أفلام «وبالوالدين إحسانا»، «يارب ولد»، «رجل فقد عقله»، «أنقذوا هذه العائلة» و‌«سعد اليتيم»، علاوة على العديد من الأدوار التليفزيونية التى كانت ولا تزال من علامات الدراما، مثل «صابر يا عم صابر» و «البخيل وأنا».

كما شكلت ثنائياتها مع الراحل حسن عابدين فى التليفزيون بثمانينيات القرن الماضى علامات فارقة فى تاريخ الدراما المصرية، ولعل أشهرها «فيه حاجة غلط» و«عائلة السيد أبوالعلا البشرى»، وأيضًا دورها الرائد أمام نيللى فى «برديس» و«لا أنسى فى طفولتى»، علاوة على دورها فى المسلسل الدينى الأشهر «لا إله إلا الله»، وقيامها بدور أم سيدنا موسى الذى ما زال محفورًا فى ذهنى حتى الآن.

وكانت أدوارها استثنائية فى مسلسلات «سيدة الفندق»، «القاهرة 80»، «الحب العظيم»، «المحطة الأخيرة»، «حدث فى بيت القاضى»، «أنا اللى جبته لنفسى»، «العرضحالجى» و«زهرة والمجهول»، أضف إلى ذلك «إعدام طالب ثانوى»، «تمضى الأيام»، «أنقذوا هذه العائلة»، «الليلة الموعودة» و«مايوه لبنت الأسطى محمود»، إلا أن الجمهور المصرى خصوصًا والعربى عمومًا وقف عند أداء كريمة مختار فى 2007 أمام يحيى الفخرانى فى المسلسل الأشهر «يتربى فى عزو».

ماما نونا التى قلبت موازين الدعاية والترويج التليفزيونى لى شخصيا مع دورها التاريخى، وهى تدلل ابنها الكبير، أمام هذا الدور أذكر أن الدكتورة ألفت السباعى زوجة أحمد شفيق الجراح الأشهر فى مصر قالت إن زوجها عندما شاهد مشهد وفاة ماما نونا بالمسلسل ظل يبكى بشدة بعد أن تذكر وفاة والدته حتى أصيب بجلطة، نقل على إثرها للمستشفى وتوفى متأثرًا بوفاة ماما نونا.

أما وزير الإعلام الأسبق، أنس الفقى، فقد نعى كريمة مختار بشكل غريب، حيث كشف لأول مرة أنه عندما كان وزيرًا للإعلام فى 2007 وأثناء عرض مسلسل حمادة عزو وبينما هو فى فندق الفورسيزونز شرم الشيخ، التقى ببعض أصدقائه فى آخر شهر رمضان، وما أن انتهوا من الإفطار وانصرفوا.. عادوا مرة أخرى ولكن والحزن يخيم على وجوههم، حتى قال أحدهم: لماذا اخترتم هذه النهاية.. ألكى تبكونا ليلة العيد؟.

فرد عليه الوزير: وكأنى أنا الذى أكتب نهايات المسلسلات أو أقوم بتأليفها، ودار حوار طويل حول رمزية «ماما نونا» والطفل المدلل «حمادة عزو»، فرأى البعض أنها رمز لمصر التى تدلل أولادها، وما كان ينبغى أن تموت، إن ما لم يعلموه أننى شخصيا تأثرت مثلهم وأبكتنى وفاة «ماما نونا» فى كل مرة شاهدت فيها نهاية الحلقة الأخيرة، فمنذ عام 2007 رحلت رمز الأمومة التليفزيونية، حتى رحلت رحيلا حقيقيًا فى عام 2017.. الحقيقة يكفى هذا الكلام.

كريمة مختار اسمها الحقيقى عطيات البدرى وتمتد جذورها إلى دمياط، وكان لها أخت شقيقة مذيعة إذاعية كبيرة، وهى نعمات البدرى، وتنتمى لعائلة البدرى الكبيرة بدمياط ولكنها ولدت بالقاهرة، ومن المغالطات التى تبعت خبر رحيل الفنانة الكبيرة مانشتات من نوعية «رحيل آخر أبطال مسرحية العيال كبرت»، يقصدون رحيل أحمد زكى ويونس شلبى وسعيد صالح وحسن مصطفى ثم هى، ونسوا أن بعض من شاركوا بالعمل ما زالوا على قيد الحياة، مثل نادية شكرى التى قامت بدور الابنة.

نادية شكرى هى مطلقة الراحل سامى العدل وأم ابنته رشا، وحاولت العودة للأضواء مرة أخرى بعد رحيله مستغلة تسليط الأضواء عليها لكن دون جدوى، والآن يتم النشر بصورتها على أنها ما زالت آخر أبناء العيال كبرت، والغريب أن دور -الأم - «زينب» بالعيال كبرت كان دور نبيلة السيد، التى اعتذرت عنه فذهب إلى كريمة مختار ليصبح أحد علاماتها.

فى كل الأحوال.. رحم الله كريمة مختار زوجة ملك الفيديو بلا منازع فى مصر نور الدمرداش، المخرج والممثل الكبير الذى أخرج أجيالا فى تاريخ الفن المصرى، وارتبط بأم السينما المصرية كريمة مختار التى جسدت دور الأم وقتما كانت فى عنفوان شبابها.. رحمها الله.