مولد الحسين.. مزار سياحي (تقرير)

تقارير وحوارات

مولد الحسين
مولد الحسين



لم تقتصر إحتفالات مولد الإمام الحسين، على المصريين  فقط، بل يشاركهم أيضًا الأجانب، بالرغم من عدم معرفتهم بطقوس المولد إلا أنهم حرصوا على مشاركتهم واندمجهم في حلقات الذكر كغيرهم من محبي الحسين، وهو ما أكده بعض المراقبون، لذلك طالبوا باستغلاله لجذب السياح عن طريق تنظيم حملات إعلامية للمعرفة به في جميع أنحاء العالم لأهميته القصوى في انتعاش السياحة الإسلامية وبالتالي الاقتصاد المصري.

وتشهد ساحة الحسين والأماكن المجاورة، العديد من الفعاليات منذ الخميس الماضي، حيث توافد المئات من أبناء الطرق الصوفية ومحبي الإمام الحسيين من كل مكان للاحتفال، والذي سوف يشهد الليلة الكبيرة يوم الرابع والعشرين من يناير الجاري موعد ختام الاحتفالات.

تعود أصول الاحتفالات إلى نقل رأس الحسين بن على حفيد رسول الله سيدنا محمد إلى مكانه الحالي في منطقة الحسين الشهيرة بالقاهرة.

وترصد"الفجر"، فيما يلي أراء بعض المراقبون في الشئون السياحية والأثرية حول استغلال الاحتفالات الإسلامية في مصر للترويج للسياحة.

تنظيم حملات إعلامية
من جانبه قال الدكتور رأفت النبراوي، خبير الآثار الإسلامي، إن الاحتفال بمولد الحسين ينتظره كثير من السياح العرب والأجانب أيضًا ويأتون إليه من معظم أنحاء العالم، لذلك يجب على وزارتي السياحة والأثار الإهتمام جيدًا بمنطقة الحسين، واستغلالها لجذب السياح وعودتهم مرة أخرى لمصر.

وأضاف "النبراوي"، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أنه كان يجب على وزارة الآثار تجهيز حملة إعلانية مُعرفة بمولد الحسين في البلاد العربية والغربية، وعدم الإكتفاء بحصر أماكنهم لحمايتهم فقط، بل يجب حسن استقبالهم، ومعاملتهم ومعاملة الجميع بشكل يليق بمصر وبتاريخها التراثي، وتشديد الرقابة الأمنية.

منع مخالفات التجمهر
وأشار خبير الآثار الإسلامية إلى أنه لابد من تنظيم الزائرين ووضع ضوابط تمنع المتجمعين من المواطنين من قيامهم بطهي الطعام وتوزيعه وبياتهم أمام المسجد، لأن هذه الظاهرة ترسل صورة للغرب عن أن المصريين لا يقدرون ثمن تراثهم واحترام عقائدهم الدينية.

ومن جانبها طالبت الإدارة العامة لشرطة السياحة والآثار، الشركات السياحية بضرورة إبلاغها بأماكن تجمعات السائحين بمنطقة الحسين، لاسيما وأن هذه المنطقة مزارا سیاحیا ذو سمة خاصة وارتیادها من جانب أعداد كبیرة من السائحین من مختلف الجنسیات والشخصیات الھامة محلیا ودولیا على مدار الیوم.

 السياح تهتم بطقوس الاحتفالات الدينية
وفي سياق متصل قال الدكتور جمال عبدالرحيم، خبير الآثار الإسلامية، إن هناك العديد من الأجانب غير المسلمين يأتون بشكل خاص للاستمتاع  بالعادات والطقوس الشرقية  الموجودة داخل مصر في معظم  الاحتفالات الدينية ومنها  الاحتفال بمولد الإمام الحسين.

وأضاف "عبد الرحيم"، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن ضريح الإمام الحسين عليه السلام يعد من الأماكن الأولى التي توضع في خريطة البرامج السياحية، مشيرًا إلى أن ليالي مولد الحسين يعتبر حالة خاصة عند الكثير من السياح العرب أيضًا، لذلك الإهتمام بالسياحة الإسلامية وترميم الأثار الإسلامية نهضة في السياحة الإسلامية.

القضاء على ظاهرة الازدحام العشوائي
وشدد خبير الأثار، على دور وزارة الثقافة في الاهتمام بالمنطقة من حيث توعية  بأهمية المكان وعدم  الازدحام العشوائي، خاصة أنه بيظهر مصر بصورة غير حضارية بعكس الازدحام المنظم، فضلا عن القضاء انتشار ظاهرة "الشحاذين" الذين ينفروا منهم السائحين.

انتعاشة للاقتصاد المصري
من جانبه قال الطيب عبدالله، مرشد سياحي، إنه إذا استغلت وزارة السياحة هذه الاحتفالات بشكل صحيح كنوع من أنواع الدعاية السياحية سوف يكون هناك انتعاشة سياحية، وبالتالي سيكون هناك نهضة اقتصادية.

وأضاف "عبدالله"، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن هناك رحلات روحانية لبعض السياح الأجانب تأتي إلى مصر للتامل من خلال احتفالات مولد الإمام الحسين، ومتابعة  حركات الذكر الصوفي.

ولفت المرشد السياحي، إلى أن السياحة الإسلامية مهملة جدًا في مصر بعكس السياحة الفرعونية والتي تتمثل في زيارة الأهرمات والمعابد الفرعونية فقط، بالرغم من أن السياحة الإسلامية هي أكثر جاذبية لدى جميع السائحين في جميع بلدان العالم.