الجهر بالمعصية كشف لستر الله وخرق لأخلاقيات المجتمع

إسلاميات

الجهر بالمعصية
الجهر بالمعصية


من عجائب هذا العصر أن وصلت الجرأة على الله من العصاة أن أصبحوا يكشفون ستر الله عنهم ويجاهرون بالمعصية بل ويبررونها بدعوى الحق والحرية الشخصية، وبذلك تشيع الفاحشة والمعاصي، وتخترق أخلاقيات المجتمع، ويصير الأمر المنبوذ في الدين وفي المجتمع أمر يدافع عنه الناس ويتضامنون معه في مشهد يدعو للدهشة والتعجب.. كيف يحاربون هؤلاء الله؟!!

والمجاهرة بالمعصية تكشف ستر الله عن العصاة، لأنهم ينتهكون ستر الله لهم والفرصة التي منحهم الله إياها ليتوبوا إليه دون أن يدري أحد من الخلق بما أجرموا، ولكنهم أبوا إلا أن يفضحوا أنفسهم ويسنون سنة سيئة في المجتمع، لذلك لا يعافيهم الله منها.

يقول الحبيب المحبوب سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم: "كلُّ أُمَّتي معافًى إلا المجاهرين، وإنَّ من المجاهرة أن يعمل الرَّجلُ بالليل عملاً، ثم يصبح وقد ستره الله عليه، فيقول: يا فلان، عملتُ البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربُّه، ويُصبِح يكشف سترَ الله عنه".

ليس هذا بحسب .. بل المجاهر بالمعصية أكثر ذنبًا من العاصي، بل هو ذنب خطير بمفرده، وقد وأخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن المجاهرة بالمعاصي لها عقوبات في الدنيا قبل الآخرة، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: أقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: "يا معشرَ المهاجرين، خمسٌ إذا ابتُليتم بهنَّ -وأعوذ بالله أن تدركوهنَّ-: لم تظهرِ الفاحشة في قوم قطُّ حتى يُعلنوا بها، إلا فَشَا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مَضتْ في أسلافهم الذين مضَوْا، ولم ينقصوا المكيالَ والميزان، إلا أُخِذوا بالسِّنين وشدَّة المؤونة وجورِ السلطان عليهم، ولم يَمنعوا زكاة أموالهم، إلا مُنِعوا القطر من السَّماء، ولولا البهائم لم يُمطَرُوا، ولم يَنقضوا عهدَ الله وعهدَ رسوله، إلا سلَّط الله عليهم عدوًّا من غيرهم، فأخذوا بعضَ ما في أيديهم، وما لم تحكُم أئمتُهم بكتاب الله ويتخيَّروا مما أَنزل الله، إلا جَعَل الله بأسَهم بينهم".

لذلك لا عجب في انتشار أمراض في مجتمعاتنا لم نكن نسمع عنها من قبل، فالمجاهرة بالمعصية أحد أسبابها الباطنية فضلًا عن أسبابها المادية الظاهرية.

والسبب في كل ذلك أن المجاهرة بالمعصية فيه نوع من الاستخفاف بحدود الله وعدم المبالاة بالله عز وجل والعياذ بالله، بل تعد مبارزة لله بالمعصية وعدم الاكتراث بأوامر الله سبحانه وتعالى، وهو أمر جدًا خطير ويورث الظلمة في القلب والروح ويغلق أبواب رحمات الله.