هل تنجح التجربة اليابانية في إصلاح التعليم المصري؟

تقارير وحوارات

مدرسة
مدرسة


أثار قرار وزير التربية والتعليم تنفيذ التجربة اليابانية "توكاتسو" في المدارس المصرية، جدلاً واسعًا بين المختصين في الشئون التربوية، مؤكدين أنه من الصعب تطبيقه في مصر وإنما ممكن الاستفادة منه.

وقرر الدكتور الهلالى الشربينى، وزير التعليم، تنفيذ التجربة اليابانية"توكاتسو" في المدارس المصرية، وإنشاء وحدة تختص بتطبيق "التجربة" في المدارس، تخضع للإشراف الفني المباشر لمدير المشروع المصري الياباني بالتنسيق مع رئيس قطاع التعليم العام، بهدف تحقيق التنمية المتوازنة بين الجوانب الاجتماعية والعاطفية للطفل، والجوانب الأكاديمية، بالإضافة إلى تنمية روح التعاون، ومهارات التعامل مع الآخرين، من أجل إعداد شخصية إنسانية متزنة ومتكاملة.

"التوكاتسو" هو نوع من الأنشطة التربوية التي تطبقها الدولة في المدرسة اليابانية في جميع مراحل التعليم ما قبل الجامعي وتقوم على تنمية الشعور بالجماعة والمسئولية لدى التلاميذ والطلاب تجاه المجتمع بادئًا بالبيئة المدرسية المحيطة بها المحافظة على المباني الدراسية والأدوات التعليمية والأثاث، ناهيك عن إدارة التلاميذ بعض المناقشات ووضع خطة عمل وقواعد من أجل تحقيق المزيد من الاستمتاع بالعمل والمدرسة.

وتستعرض "الفجر"، فيما يلي، تباين أراء بعض المختصين حول مدى نجاح التجربة اليابنية "توكاتسو" في المدارس المصرية.

صعب تطبيق التجربة

في ضوء ما سبق قال الدكتور كمال مغيث، الخبير التربوي والباحث بالمركز القومي للبحوث التربوية، إنه من الصعب تطبيق تجربة نظام التعليم الياباني في مصر، نظرًا لأن نظام التعليم داخل البلدان يكون له أسس وأفروع مرتبطة بالنسق العام في الدولة.

وأضاف "مغيث"، في تصريح خاص لـ"الفجر"، أن مصر ممكن أن تتجه إلى اليابان في الاستفادة من ادماج بعض التكنولوجيا، وعمل نماذج للامتحانات تقيس بها مهارات الطلاب، فضلا عن تعليم الطلاب عمل علاقة بين المواد العلمية وما بين الواقع، إنما نقل النظام فهذا شيء ليس له أي معنى وتجربة فاشلة، واصفًا إياه بـ"كلام فاضي.. و بالونات اختبار" ومضيعة للوقت-بحسب وصفه-.

وأشار الخبير التربوي، إلى أن كان يجب على الوزير وضع خطة لتطوير المناهج، وكيفية رجوع هيبة  المدرس واحترام الطالبة له، بالإضافة لحس التلاميذ على الاجتهاد وجلب وسائل تعليمية وأنشطة تزيد من حماس الطالب، بدلا من تجارب ليس لها مغزى ولا تتناسب مع المدارس المصرية.

تأهيل الطلاب

وقال الدكتور محمد رياض أحمد، الخبير التربوي، إن نظام "التوكاتسو" كان مطبق في مصر من قبل، ولكن مع تراكم تدهور النظام التعليمي بدأت تتلاشى فكرة العمل الجماعي بين الطلاب.

وأضاف "أحمد"، في تصريح خاص لـ"الفجر"، أنه من سهل تطبيق نظام التعليم الياباني في مصر، ولكن بالبداية يجب تأهيل الطلاب لذلك، والنهضة بالمدارس، لأن هناك العديد من المدارس، لاسيما في المحافظات والأماكن النائية خالية من التطور التكنولوجي والاهتمام.

وأشار الخبير التربوي، إلى أن وزارة التربية والتعليم في مصر ماهرة في وضع القوانين دون تنفيذها بأرض الواقع، موضحًا أنه تم طرح العديد من الأفكار التي من الممكن تغير نظام التعليم في مصر إلى أن جميعها مجرد "كلام" يقال لانهاء الاجتماعات المغلقة.

بروباجندا إعلامية

في سياق متصل  قال الدكتور محمد صالح الإمام، مستشار وزير التربية والتعليم السابق والخبير التربوي، إن نظام التعليم في مصر يطبق فقط على العناوين والنظريات، دون أن يكون لدينا الإجراءات السليمة واستراتيجيات فى أرض الواقع، ودائماً نحاول أن ننقل التجارب الخارجية دون أن يكون هناك تمهيد لتلك التجارب على الأرض المصرية.

ووصف "الإمام"، في تصريح صحفي له، نقل نظام التعليم اليابني بمصر بـ "البروباجندا الإعلامية"، متابعًا أن هيئة الأبنية التعليمية لم تصمم المدارس في مصر على أن تكون مدارس يابانية، ومن المؤسف أن يكون لدينا مدارس نموذجية في مصر يتم إهمالها حتى تفقد قيمتها وتحول إلى مخازن وكنترول للمدارس الثانوية العامة.

وتابع مستشار وزير التربية والتعليم السابق، أن نظام التعليم في مصر يحاول أن يقرر على الورق فقط أن المدارس تحاول أن تساعد في العملية التدريسية والتفكير، ولكن في أرض الواقع والامتحانات نبتعد تماماً على العملية، كما أن البنية الأساسية للتعلم في مصر مفقودة بشكل كامل.