هل سيتولي مدرب وطني القيادة الفنية لمحاربي الصحراء؟

الفجر الرياضي

الجزائر
الجزائر


 

قدم مدرب الجزائر البلجيكي جورج ليكنز الثلاثاء استقالته من منصبه غداة إقصاء المنتخب من كأس الأمم الأفريقية في كرة القدم، في خطوة تعيد تسليط الضوء على الجدل حول جنسية مدرب المنتخب الوطني.

 

وخلال الأعوام القليلة الماضية، استبدلت الجزائر مدرب منتخبها الوطني لكرة القدم أكثر من مرة، علماً أن آخر مدرب جزائري للمنتخب يعود إلى العام 2011، ما دفع عدداً من نجوم اللعبة السابقين إلى طرح نقاش حول مدرب "الخضر": أجنبي أم جزائري؟

 

وقال ليكنز، بحسب ما نقل عنه الموقع الالكتروني للاتحاد، أنه "نظراً للضغط الممارس على الاتحاد والمنتخب الوطني، آثرت وقف تعاقدي بالتراضي"، ورفع ذلك إلى رئيس الاتحاد محمد روراوة.

 

مضيفاً: "لصالح الجميع، أفضل الرحيل على رغم أنني أقوم بذلك مع حسرة في القلب، متمنياً كل النجاح للمنتخب الوطني".

 

وكان المنتخب الجزائري من المرشحين البارزين لاحراز لقب بطولة 2017 المقامة في الغابون حتى الخامس من شباط/فبراير، لاسيما وأنه يضم في صفوفه لاعبين بارزين محترفين في أوروبا، يتقدمهم لاعب وسط ليستر سيتي بطل الدوري الإنكليزي رياض محرز، الذي نال جائزة أفضل لاعب أفريقي في 2016 من الاتحاد القاري للعبة.       

     

المدرب الوطني

ويتهم نجوم سابقون للعبة، درب بعضهم منتخب بلادهم خلال العقود الماضية، الاتحاد الجزائري بـ "تهميش" المدربين المحليين، منذ استقالة المدرب عبد الحق بن شيخة في 2011.

 

ومنذ ذلك الحين، لم يتول أي مدرب جزائري قيادة المنتخب، بل اقتصر ذلك على البوسني الفرنسي وحيد خليلوزيتش (2011-2014)، والفرنسي كريستيان غوركوف (2014-2016) الذي خلفه الصربي راييفاتش، قبل تعيين لينكز في تشرين الأول/اكتوبر 2016، إلا أن الاتحاد يؤثر عدم التعليق على هذا الجدل.

 

وقال قائد منتخب الجزائر في مونديال إسبانيا 1982 علي فرقاني في تصريحات سابقة لوكالة فرانس برس، إن الاتحاد يلجأ إلى المدربين الأجانب "لعدم ثقته بالمدربين المحليين".

 

وأشار فرقاني الذي درب المنتخب "الاخضر" في كأس الامم الافريقية 1996 إلى أن "ثمة من يمكن أن يقوم بهذه المهمة على أحسن وجه".

 

أما رابح ماجر، أبرز نجوم الكرة الجزائرية والذي درب أيضاً منتخب بلاده، فأشار إلى أن غالبية الألقاب التي أحزرها المنتخب الوطني، تمت في عهد مدربين محليين، لاسيما كأس الأمم الأفريقية 1990.

 

وقال لفرانس برس "لست ضد المدربين الأجانب، لكنني أتساءل كم كأساً افريقية فزنا بها مع هؤلاء المدربين؟ الجواب صفر".

 

يضيف "بهذه السياسة فلن نحل المشاكل".

 

تخبط إداري

ويرى فرقاني أن الاتحاد "أخطأ في الاختيار" بالنسبة إلى المدربين، لاسيما في عام 2016 التحضيري لكأس الأمم الأفريقية، والذي استبدل فيه مدربو المنتخب ثلاث مرات.

 

وأشار على سبيل المثال، إلى أن غوركوف "لا يملك اي تجربة في تدريب المنتخبات"، وأن اختيار راييفاتش لخلافته كان "كارثة".

 

مؤكداً في الوقت ذاته "تغيير المدربين في فترة قصيرة ليس جيداً ما نحتاج اليه هو مديرية فنية قوية وقوية جداً حتى لا ندع القرار بيد رئيس الاتحاد وحده"، مقترحاً أن يقوم الاتحاد بتعيين مدرب أجنبي "كبير"، يعاونه مدرب محلي "حتى يتعلم على يده ويخلفه في المستقبل".

 

ويسأل ماجر "هل نحن في حاجة الى مدرب اجنبي لتطوير كرتنا أو منتخبنا؟ لا أعتقد ذلك".

 

وكان غوركوف، الذي التحق بمنتخب الجزائر في 2014، فسخ عقده بإرادته في نيسان/أبريل بعدما كان يمتد إلى تموز/يوليو 2018.

 

إلا أن الاتحاد الجزائري تأخر في تعيين بديل له، معتبراً أن "أجور التقنيين من المستوى العالي مرتفعة جداً".

 

ورفض ماجر تبرير الاتحاد لناحية الأجور، مشيراً إلى أن المدربين الأجانب الذين تم التواصل معهم كانوا يخشون "عدم الاستقرار"، مذكراً بإقالة راييفاتش بعد التعادل ضد الكاميرون (1-1) في تصفيات كأس العالم، بعد ثلاثة أشهر فقط من تعيينه.

 

وكان المدرب الفرنسي رولان كوربيس الذي طرح إسمه لتولي المسؤولية، قال في تصريحات صحافية أن "العقد الذي تم اقتراحه علي كان قابلاً للإنهاء كل شهر على مدى الاشهر العشرين! كان أشبه بعقد لشهر واحد قابل للتجديد، وهذا أمر غير مقبول".


وأمام غياب مترشحين لقيادة المنتخب، بحسب ماجر، "تم الاتصال بليكنز الذي سبق له تدريب الخضر في 2003 قبل اقالته. وعاد لإنقاذ هؤلاء الاشخاص لانهم لم يجدوا مدربا آخر" وأضاف ماجر "أنا حزين على بلدي. حزين على كرة القدم وعلى المنتخب".