صوفيا إسماعيل تكتب: النبش في صندوق الأحزان

ركن القراء

صوفيا إسماعيل
صوفيا إسماعيل


بسم الله الرحمن الرحيم "يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي" صدق الله العظيم.

منذ أسبوعين وبعد معرفتي خبر وفاة جدي، بدأ الحزن يكبر بداخلي ويسيطر على كل شئ حولى بداية من ملامحي مرورا بتصرفاتي، وحتى ملابسي، فهذا الحزن أخذ ينهش في قلبي ككلب مفترس، وأنا لا أدري لماذا كل هذا الحزن الغاشم، هل لفراق جدي فقط، أم لان هذا الفراق نبش في صندوق ذكرياتي وأحزاني، فأخرج حنيني واشتياقي لجدتي التي رحلت منذ أكثر من 10 سنوات، فجدتي كانت بالنسبة لي أب وأم في آن واحد.

فكيف لطفلة مدللة ذات 15 عاما تجد نفسها وحيدة على الرغم من وجود أبويها على قيد الحياة، فاختزنت هذا الألم بقلبي، طوال هذه المدة، ويمر الوقت وأتذكرها وكلما تذكرتها نزلت دموعي دون قصد، فكيف يمكنني أن انسي الجدة الحنونة المضحية براحتها وسعادتها من أجل سعادة الأخرين دون انتظار مقابل، فكان لها دور أساسي في تشكيل شخصيتي على الرغم من رحيلها وأنا في مقتبل عمري إلا أنني اتذكر كل شئ عنها ، أتذكر حكمتها في إدارة أمور حياتها، وحياتنا جميعا وفصاحتها، وطيبة قلبها التي لم ولن أرى مثلها مرة أخرى.

جدتي العزيزة مازال  لكِ مكانة محفورة في قلبي ووجداني، لم يتم المساس بها، ولن يمكن لأحد أن يبلغ مبلغ الحب الذي في قلبي لكِ.

أتذكرك دائما وأنا في رحاب آل البيت، أتذكر أنك أنت من غرس في قلبي حب آل البيت، من خلال حديثك عن سيدنا النبي وجمال روح سيدنا النبي، ولا يمكن أن انسي حنينك وأمنيتك الوحيدة أن تزوري النبي وتملي عينيك منه، وأحمد الله عز وجل انه حقق لكِ أمنيتك قبل وفاتك بشهور قليلة.

ألم فراقك، والجرح في قلبي مازال ينزف، ووفاة جدي، أيقظت الجرح مرة أخري وجعلني أشعر إنني فقدتك أمس أو اليوم، فألم فراقك يا حبيبتي صعب، يشطر القلب والروح نصفين، ليتك باقية على قيد الحياة، فصغيرتك تحتاج إليكِ أكثر من أي وقت مضى، فكلما مر العمر يزداد اشتياقي وحنيني واحتياجي إليكِ، واعلم أنك تشعرين بي، وتأتي إليّ كل يوم لتضمدي جراحي، ولكن جرحي لن يتوقف عن النزيف إلا بعد اللحاق بكِ، وإنا لله وإنا إليه راجعون.