منال لاشين تكتب: زانكس خالد يوسف والطائرة الروسية

مقالات الرأي



ما حدث مع النائب والمخرج الكبير خالد يوسف أشبه بفيلم سينمائى هابط، فيلم لا علاقة له بمستوى أفلام خالد الرائعة والصادمة، ففجأة نشط موظفو مطار القاهرة فى إجراءات التفتيش إلى درجة ضبط علبة دواء، أكرر علبة دواء فى حقيبة مسافر حتى لو لم يكن نائبًا ولا مخرجًا شهيرًا، وفجأة تطور الأداء الحكومى المتهالك فى مصر إلى درجة معرفة الأدوية المحظور تداولها بدون روشتة طبيب، كما أن الأمر تطور بالإحالة للنيابة، ووسط شماتة البعض فى خالد يوسف، فإن فئة أخرى رأت فيما حدث معه فى مطار القاهرة «قرص ودن» سياسية وعقابًا على مواقف خالد سواء تحت القبة وخارج البرلمان.

وحتى بعض المعارضين لخالد يوسف والكارهين لأفلامه لم يبلعوا قصة توقيفه فى المطار بعلبة دواء زانكس المهدئ.

ومن حيث المبدأ أنا مع تطبيق القانون وتشديد الإجراءات على الجميع، ولكن ما يجعل القصة غير قابلة للبلع، أن أداء الحكومة متهالك وفاشل بشكل لم يسبق له مثيل، وأن إهمال الإجراءات فى أماكن مهمة وخطيرة هو سيد الموقف والمسيطر على المشهد العام، بل إن آلية الإجراءات فى مطار شرم الشيخ ساهم فى أزمة وقوع الطائرة الروسية، وهو إهمال ندفع ثمنه كثيرًا ومن «دم الحى» كما يقولون لأنه تسبب فى وقف السياحة الروسية وغيرها لأكثر من عام.

ومن باب حسن النوايا أتمنى أن تتخذ الحكومة بكل هيئاتها وأجهزتها ما حدث مع خالد يوسف دليلاً للعمل، الدقة فى الإجراءات الأمنية ومنع التهريب فى كل نوافذ مصر، خاصة التهريب الذى خرب صناعة النسيج والملابس فى مصر.

وبل إننى أتمنى أن تعتبر حكومتنا الرشيدة، كل مواطن هو خالد يوسف، وتدقق معه جدًا، ، خاصة التجار والبقالين الذين يرفعون الأسعار كل يومين ثلاثة بدون أى رقابة والحكومة مطنشة ولا تراهم، فالحكومة التى رأت علبة الزانكس فى حقيبة خالد لا ترى لافتات ارتفاع الأسعار التى تسد عين الشمس فى كل محل أو سوبر ماركت، والحكومة التى لقطت علبة الدواء فى حقيبة مسافر هى نفسها التى لم تلتقط مافيا الأدوية التى تهرس المصريين كل يوم.

أما خالد يوسف فمن وجهة نظرى أنه خرج أكثر قوة وأتمنى له السلامة وألا يتم توريطه فى أفلام هابطة أخرى.

كفر اضطهادًا لمخرج عظيم وأعظم أعماله كانت تصوير ثورة 30 يونيو العظيمة.. قليل من العقل يا سادة.