"الشيخ ريحان" شاهد علي ثورة عرابي

منوعات

بوابة الفجر


هو أحد أبرز شوارع القاهرة التي تنتمي قلباً وقالباً وتاريخاً إلي أسرة محمد على، فقبلهم كانت أرضه مرتعاً للبرك والمستنقعات والحيوانات الضارية، وبدايته من ناحية جاردن سيتي كانت ملكاً خاصاً لأبناء القائد إبراهيم باشا ابن محمد على، ونقطة نهايته تقع علي أعتاب شارع بورسعيد، فنلاحظ أن البدايه والنهاية تمتد كشريان متدفق في قلب القاهرة، وكرباط قوى بين أبرز آثارهم المعمارية.
 
أسم الشارع
يرجع أسمه إلي زاوية بها ضريح "الشيخ ريحان" وكانت تقع في متصفه، وقد اختلف حوله المؤرخون، منهم من قال أنه الصحابي "أبوريحانه" الذي قيل انه كان مولى الرسول الله صلى الله عليه و سلم،  ومنهم من أكد أنه من نسل الحسين بن على رضي الله عنه، وحتى الآن يحرص الكثيرين من أحفاده على زيارته، ويُعرفون في مصر كلها  باسم "الريحانية"، وبعد وفاة السلطان حسين كامل عام 1917م، وهو ابن الخديوى إسماعيل، تم تنصيبه سلطانًا على مصر بعدما عزل الإنجليز ابن أخيه الخديوى عباس حلمى الثانى، وأعلنوا مصر محمية بريطانية عام 1914 فى بداية الحرب العالمية الأولي، اطلق اسمه علي الشارع، غير انه لم يهنأ بهذا التخليد طويلاً، فبعد ثورة يوليو أطيح به من عرش الشارع ليعود إليه اسم الشيخ ريحان. 

مباني الشارع و مواصفاته 
خليط عجيب هي ونادر بين المتناقضات قلما تجد مثله في أى من مدن العالم، فهو يجمع بين بذخ وضخامة واتساع وتنظيم القصو  والمنشآت الملكية، و ضيق وعشوائية وأزدحام المحلات والدور الفقيرة، هذا الجمع الذي كن يتوافق تماماً مع منهج وأسلوب أسرة محمد على. 

الشارع طوله حوالى 1700 متراً، يبدأ الشارع من حافة ميدان (سيمون بوليفار)، حيث حمل الميدان اسمه وتمثاله المهيب بعد يوليو نتيجة للرغبه في كسب تأييد دول أمريكا اللاتينية لتوجيهات مصر الثورية في تلك الفترة، و من داخل استدارة الميدان تظهر في أول الشارع مبنى الكنيسة الأنجيلية الذي يحافظ علي طرازة المعماري الأنجليزي، والعديد من العمارات الضخمة، ومن الناحية الأخري يمتد الجدار الخلفي لمجمع التحرير الذي بنى علي أنقاض سراى الأسماعيلية، التي بناها الخديوي أسماعيل لزوجته، وبعد تقاطع قصر العيني تظهر بالشارع ناصية الجامعة الأمريكية بالقاهرة  ذو المبنى الأنيق يحافظ علي طراز العمارة الاسلامية، أيضاً يأتى في مواجهة الجامعة الأمريكية مبنى قصير نسبياً هو المجمع العلمى المصري، وبالقرب من ناصية شارع يوسف الجندى يتسع شارع الشيخ ريحان لواجهة الإدارة المركزية للمعامل، وواجهة قصر يشبة الي حد كبير قصور الريف الاوروبي، ومدرسة الثانوية التجارية، ومقر وزارة الداخلية الذي يواجة قصراً اخر به احد اقسام النيابة الادارية، ومروراً بتقاطع شارع نوبار تظهر عمارة ضخمة بها مركز تسوق و بنك القاهرة، وتوجد أيضاً القبة الخضراء "لسيدي عبدالله الحسنى" الذي قيل أنه أحد أنجال "الشيخ ريحان"، و هنا يبدأ الشارع يأخذ الطابع الشعبي بأرض فضاء مازالت تحمل بعض رفات بيته القديم .

أحداث تاريخية شهدها الشارع
كان لهذا الشارع دورا كبيرا خلال ثورة عرابي لقربة من قصر عابدين، فعندما رفض الجيش المصري ظلم "عثمان رفقي" وزير الحربية للضباط المصرين بتأخير رواتبهم وتعطيل ترقياتهم، وغيرها من التعسفات الظالمه لهم وكان ظلم رفقي وقتها للضباط المصرين دون غيرهم من ضباط أتراك أو شراكسه، لم يرضى أحمد عرابي ورفاقه عبدالعال حلمي وأحمد فهمي لذالك الظلم وكانت النتيجة ذهاب عرابي الى قصر الخديوي توفيق مندداَ بالظلم الواقع على ضباط الجيش المصري وترتب عليها إعتقاله.