الأطفال التوائم.. نعمة بطعم العذاب (تقرير)

تقارير وحوارات

الأطفال التوائم -
الأطفال التوائم - أرشيفية


يربطهما ارتباط غريب، متشابهان في الشكل وأحياناً في الصفات، وبالرغم من الرابطة القوية بينهم كونهم توأمان، إلا أنهما شخصين مستقلين لكل فرد منهما احتياجات مختلفة، وبخلاف السعادة التي يدخلاها في قلب الأم، لكنهم يحتاجان معاملة خاصة مختلفة، فهما يحتاجان لصبر وطرق تربية مختلفة نظراً لطبيعتهم الخاصة.

التوأمان، من أكثر الأمنيات التي تتمناها أي فتاة، بأن يرزقها الله بطفلين توأم، لم تستطع أي فتاة أن تدعي بأن يتحقق حلم إنجابها لتوأم بالرغم من إدراكها مسئولية تربيتهما الصعبة، "الفجر" تواصلت مع عدد من الأمهات سمعت من خلالها معاناتهن مع اولادهن وبناتهن التوائم.

سوبر ماما
روت هديل محمد، أم لتوأمان "فريدة وثائر"،حكايتها مع طفليها التوأم، وأشارت أن إنجاب التوأم يتطلب من أي أم أن تتحول لـ(سوبر ماما)، فتقول: "أنا نفسياً أصبحت مشوهة بسبب ثائر وفريدة، فهما شقيان لدرجة قد تسوق للجنون، كل شئ يفعلوه شبه بعض، عصبيين دايماً، صوتهم عالي، وبيكون عندهم طاقة للعب كبيرة".

وأضافت: "تربية طفل واحد صعبة في تلك الأوقات، فما بال أي أحد أنك تربي فردين بنفس السن بنفس المتطلبات والاحتياجات، فهي معاناة كبيرة لا يتحملها غير الأم، مطلوب مني ألبسهم مع بعض وأكلهم مع بعض،وأشيلهم مع بعض، كل حاجة سوا، بخلاف الشقاوة اللي بتكون من طفل واحد صعبة فشقاوة طفلين أصعب، هو صحيح حلم أن ربنا يرزق الأم بتوأم حلم جميل بيتمناه كتير بس تربيتهم صعبة جدا محتاجة مجهود مضاعف".

الماديات والظروف الاقتصادية الصعبة
وأشارت ماري كرلس، إلى جانب آخر بخلاف المجهود البدني المضاعف للأم، وهو أعباء الحياة الاقتصادية، فقالت: "انا أم لثلاثة توائم، أزمتي مع ولادي بخلاف حكاية المجهود المبذول في تربية 3 أطفال من نفس السن بيعملوا كل حاجة مع بعض، إلا أن الكارثة الأكبر في الماديات".

واستكملت: "أنا لازم اشتري لبن وحفاضات لثلاثة اطفال، في حالة مرضهم يمرضون سوياً ومصاريف الكشف والعلاج، ومصاريف لبسهم وطعامهم، كل شئ يضرب في ثلاثة، هذا بخلاف الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي نمر بها والغلاء الطاحن للجميع، فغلاء الأسعار حول نعمة التوائم لنقمة يبتلى بها الأباء والأمهات".

غيرة وخناق وشقاوة.."إنجاب التوأم عذاب بطعم العسل"
ووصفت راندا فتحي، أم لولدين توأم، إنجاب التوائم بـ"العذاب"، وروت حكاية عذابها مع طفليها منذ الولادة وحتى بدايات دراستهم الآن، قائلة: "أنا زي أي أم أول ما عرفت أني حامل في توأم فرحت جداً، بس مع بدايات الحمل بدأ العذاب، ولان كل حاجة حلوة لازم ليها شوية عذاب، فكانت فترة حملي متعبة جدا فوق التعب العادي اللي بتحس بيه أي أم، وكالمثل كانت الولادة وفترة الرضاعة مجهود مضاعف".

واستكملت: "بعد فترة الرضاعة اللي هي كانت صعبة، تبدأ بعدها على طول المرحلة الأسوأ والأصعب فترة التربية، وقتها التوأم فعلا بيوروا أمهاتهم الويل، فأي توأم بيكونوا بيغيروا جدا من بعض، وعلى طول في خناق، فمثلا لو جبت لواحد فيهم تيشرت أحمر وملقتش للتاني نفس اللون بيبقى يوم اسود، خناق وزعل وإتهامات بقا انتي بتحبيه اكتر مني وهكذا".

واضافت راند: "كمان التوأم وخصوصاً اللي بيكونوا من جنس واحد بيعلموا بعض الشقاوة، مثلا مستحيل تزوري حد ومعاكي ولادك، بتتمنعي من الزيارات العائلية خصوصاً المرضى، الأفراح ده قليل جدا لو فكرتي تحضري فرح بيهم، مفيش مكان بيكونوا موجودين فيه إلا ولازم تحصل كارثة، وكمان لو انتي حامل في توأم أعرفي أن شقتك هتتحول لجنينة حيوانات بعد الولادة بسنة، هما أه نعمة وجنة بس عذاب".

ضياع لصحة الأمهات
فيما أشارت ملك السيد، لضياع صحة الأمهات الذين ينجبون توائم، فقالت: "أنا عندى تؤام ولدين، هما حاليا أربع سنين، مريت بصعوبات كتير، من أول ما كانوا لسه مولودين، كانوا بيصحوا مع بعض وعايزين يرضعوا في نفس الوقت وفعلا كنت بأكلهم مع بعض، ده غير العياط والزن وقله النوم".

وأضافت: "أنا  كنت مبعرفش أنام بنام نص ساعة على بعض، وطبعا مابعرفش أكل كويس وجسمي ضعف، وأوقات مابسرحش شعرى وكانت حالتي النفسية وحشة، بسبب تغير شكل جسمي والترهالات اللي في بطني".


تحذيرات وضروريات للأهالي في معاملة الأطفال التوائم
ومن جانبه قال جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي، أن هناك عدة تحذيرات يجب على كل أم وأب أن ينتبها لها أثناء تربية أبناءهم التوائم، التحذير الأول، إختلاف الملابس، فيجب على الوالدين أن يقوما بشراء لبس متشابهة التوأم حتى لا يخلقا الغيرة بينهما، والتحذير الثاني، هو التفريق في المعاملة بين الطفلين.

وأضاف فرويز، في تصريحات خاصة لـ"الفجر" أنه يجب على الوالدين مناداة كل طفل من أبناءهم التوأم باسمه الخاص حتى يتعرف كل منهما على شخصيته منذ الطفولة، ويجب أن يكون لكل طفل منهما أغراضه الخاصة، وأن تكون تلك الأغراض متشابهة، كما يجب ترك مجال لكل طفل على حدة أن يختار هوايته ولعبته وملابسه، وعدم إجبارهم على شئ، حتى لا يتسبب ذلك الإجبار في خلق مشاكل نفسية لأحدهما في مرحلة الشباب، مشيراً أن الإجبار يجعل شخصية الطفل مهزوزة.