رؤساء مصر والبطولة الأفريقية.. "مبارك" الأكثر تتويجًا.. و"السيسي" يساند الفراعنة في تحقيق حلم الجابون

تقارير وحوارات

رؤساء مصر
رؤساء مصر


لم يقتصر دور رؤساء مصر على السياسة فحسب، بل امتد ليشمل مختلف المجالات الأخرى كالاهتمام بالرياضة، ويرجع الفضل للرئيس الراجل جمال عبد الناصر، وتحقيقه حلم تعميق علاقات مصر الإفريقية عن طريق الكرة، لتنطلق أول بطولة لكأس الأمم الإفريقية في السودان عام 1957، وتتوالى البطولات، لتحول نكسة 67 عن مشاركة مصر في البطولة، ليأتي عهد السادات الذي لم يكن على ذات القدر من شغف "عبد الناصر" حيث لم تحقق مصر فوزًا بالبطولة مطلقًا في عهده، إلا أن حقق المنتخب  في عهد "مبارك" إنجازًا غير مسبوق بالفوز بخمس بطولات.

ترصد "الفجر"، إنجازات المنتخب المصري في عهد رؤساء مصر بدءًا من "عبد الناصر" وحتى "السيسي".

"عبد الناصر" يبدأ حلم كأس الأمم الإفريقية
يعد الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، أول من ربط الرياضة بالسياسة، حيث أنه لم يكن يرى كرة القدم لعبة ممتعة ولم يكن يتابعها إلا لأغراض سياسية بحتة، وكانت أولى نقاط التماس بين ناصر والرياضة عندما تحدث عن كرة القدم لأول مرة كرئيس مصر يوم طالب بأن تسهم كرة القدم في تسليح الجيش المصري وأن يخصص جزء من مباريات الدوري العام لتسليح مصر، مؤكدًا أن هذا هو أهم الأدوار التي يمكن أن تقوم بها كرة القدم، فاستجاب اتحاد كرة القدم والأندية في مقدمتها الأهلى والزمالك.

وعلى الرغم من ممارسة "عبدالناصر" لعدد من الرياضيات مثل التنس وتنس الطاولة والمشي والسباحة أحيانًا، لم تتغير فكرته أو اعتقاده بأن الرياضة وسيلة لدعم السياسة المصرية فقد كلف المسئولين عن الكرة بالاهتمام بإفريقيا لتعميق علاقات مصر الإفريقية عن طريق الكرة، وفي 8 يونيو عام ١٩٥٦، اجتمع المصري عبدالعزيز سالم كأول رئيس للاتحاد الإفريقي ومحمد لطيف ويوسف محمد، مع السودانيين عبدالرحيم شداد وبدوى محمد وعبدالحليم محمد والجنوب إفريقى وليم فيل في فندق بمدينة لشبونة عاصمة البرتغال، وبدأوا الخطوات الفعلية لتأسيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم.

 وفي انطلاق بطولة كأس الأمم الإفريقية، وتحقق حلم ناصر بتنظيم أول بطولة لكأس أمم إفريقيا في السودان في شهر فبراير عام ١٩٥٧، ولم تشارك فيها إلا ثلاث دول فقط هم مصر وإثيوبيا والسودان صاحبة الأرض التي حرص الرئيس عبدالناصر على إقامتها في السودان دعمًا للعلاقة بين البلدين، فلم يكن يفكر في الفوز بالبطولة بقدر رغبته في التقرب لبلدان القارة الإفريقية، وقد فازت مصر بالبطولة بأربعة أهداف سجلها الديبة في مرمى إثيوبيا.
 وفي عام ١٩٥٩ أقيمت البطولة الثانية بمشاركة نفس الدول الثلاث ولكن في القاهرة هذه المرة وحصلت مصر على اللقب بعد الفوز على السودان بهدفين مقابل هدف وهي آخر بطولة كرة قدم تحرزها مصر في عهد الرئيس الراحل.

بطولات حالت دون مشاركة مصر
 ففى البطولة الثالثة عام ١٩٦٢ خسرت مصر النهائي أمام إثيوبيا التي استضافت البطولة، وتأكيدًا على موقف الرئيس جمال عبدالناصر من الرياضة رفض مشاركة مصر في الدورة التي أقيمت بتونس عام ١٩٦٥ نتيجة خلافاته السياسية وقتها مع الرئيس بورقيبة، ومع النكسة المشينة عام ١٩٦٧ استحالت مشاركة مصر في بطولة ١٩٦٨ التى أقيمت في إثيوبيا وبقيت كرة القدم في نظر عبدالناصر ورؤيته مجرد نشاط ترفيهى لابد أن يتوقف وقت الأزمة والشدة، لذا توقف الدورى ولم تعد مصر مستعدة نفسيًا وسياسيًا وفنيًا للمشاركة في كأس الأمم.
 
عودة مشاركة مصر
وتراجع عبد الناصر، عن الحظر تدريجيًا سواء على المستوى المحلي أو الإفريقي فعادت مصر للمشاركة في بطولة كأس الأمم في السودان عام ١٩٧٠، وخسرت في الدور قبل النهائى أمام السودان.
 
"السادات" لم يفز بالبطولة مطلقًا
أما الرئيس محمد أنور السادات، لم يهتم بكرة القدم كاهتمام "عبد الناصر،  ولم تكن ضمن قائمة اهتماماته، فلم يثبت عن "السادات" أنه مهتم بالكرة أو مشغوف بها أو يتابعها حتى من بعيد، غير أنه كان يحب النادي الأهلي ويشجعه ولكن دون المعني الحقيقي والمباشر للتشجيع الكروي، ولم يكن السادات مهتمًا بنتائج مصر الكروية ولم يذهب طيلة فترة رئاسته لأي ملعب كرة ولم يحضر أي مباراة مثلاً لمنتخب مصر.. وربما توافق ذلك مع نتائج أول مشاركة لمصر السادات في كأس الأمم التي ستقام عام 1972 في الكاميرون.. وفشلت مصر لأول مرة في تاريخها للتأهل للنهائيات.. فازت علي ليبيا ذهابًا وإيابًا ثم خرجت أمام المغرب.

وجاء عام 1974 لتستضيف مصر أول بطولة كأس أمم في زمن السادات وللمرة الثانية في تاريخها، وواصلت مصر مشوارها في البطولة حتى الدور قبل النهائي، حيث كانت المفاجأة القاسية والحزينة لكل المصريين، فقد خسرت مصر على أرضها ووسط جماهيرها أمام زائير، واكتفت بالمركز الثالث الذي حققته بعد الفوز على الكونجو برازافيل في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع.

وفي البطولة التالية في إثيوبيا عام 1976، تأهلت مصر للنهائيات، واجتازت الدور الأول لتلعب الدور الثاني الذي كان عبارة عن دوري من دور واحد شاركت فيه أربع منتخبات وخرجت مصر، بل إنها خسرت مبارياتها الثلاث، أمام المغرب ثم غينيا ثم نيجيريا.

 وفي البطولة التالية لم تنجح مصر في التأهل إلي غانا 1978 بعد الخسارة أمام تونس، ثم في بطولة نيجيريا عام 1980، تأهلت مصر للبطولة، واجتازت الدور الأول لتخسر مباراة الدور قبل النهائي أمام الجزائر، ثم تخسر أمام المغرب في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع. ويموت الرئيس السادات دون أن يفوز بهذه البطولة مطلقًا.

5 بطولات في عهد "مبارك"
وكان الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، أول رئيس مصري, يحضر مباريات المنتخب القومي ويشارك اللاعبين والشعب المصري فرحته، حيث حقق المنتخب في عهده، كأس الأمم الأفريقية 5 مرات، منها 3 مرات على التوالي في إنجاز غير مسبوق على الإطلاق.

وكان لـ"مبارك"، اهتمام بالغ بالرياضة، ففي نهائي دوري أبطال إفريقيا عام 1986، حضر "مبارك"، نهائي أبطال إفريقيا بين منتخب مصر لكرة القدم، ونظيره الكاميروني، وتوجت مصر بالبطولة حينها، وكان الرئيس يتابع المباراة بالمدرجات وسط الجماهير دون حراسة أمنية مشددة، وقام بتسليم الميداليات للفريقين والكأس للكابتن مصطفى عبده، لاعب منتخب مصر حينها.

وبعد عدة سنوات، وبالتحديد في فبراير 2006، حضر "مبارك" نهائي بطولة أمم إفريقيا 2006، حيث تابع الرئيس وعائلته مباراة المنتخب المصري ونظيره ساحل العاج من خلال المقصورة الرئيسية.

نفس المشهد كرره مبارك  في إبريل 2007، حينما حضر مباراة الأهلي وبرشلونة في احتفالية النادي الأحمر بالمئوية، باستاد القاهرة، وكان الرئيس الأسبق يتابع المباراة من وراء غطاء زجاجي، وذلك نتيجة انخفاض شعبية الرئيس في ذلك التوقيت.
 
مبالاة "مرسي" بالرياضة
أما الرئيس المعزول محمد مرسي، ظلت طيلة فترة حملته الرئاسية، وحكمه لمصر، لم يتحدث محمد مرسي أبدًا عن كرة القدم أو الرياضة، دعاه كثيرون لتقديم أفكاره وبرامجه وطرح رؤاه إلا أنه لم يستجب لذلك ولم يلتفت أبدًا للرياضة ولكرة القدم باستثناء التهنئة التي قدمها لمنتخب مصر حين فاز على غينيا في مشوار تصفيات مونديال البرازيل.

"السيسي" يساند الفراعنة
أما بالنسبة للرئيس عبد الفتاح السيسي، فلم يظهر في حدث رياضي ضخم مثل بطولة قارية، غير أننا وجدناه في مشهد بدورة الألعاب الإقليمية الخاصة، التي استضافتها مصر عام 2014، يلقي كلمة افتتاح البطولة وسط حراسة أمنية مشددة، وكان حينها وزيرًا للدفاع، كما تابع السيسي، المباراة قبل النهائية للمنتخب المصري ووجه له التهنئة وجهازه الفني على أدائهم البطولي على مدار مباريات كأس الأمم الأفريقية الحادية والثلاثين، معربًا عن ثقته في أنه مهما كانت النتائج فإن شباب مصر سيبذلون أقصى ما في وسعهم لرفع اسم بلدنا الغالي عاليا.