نادية صالح تكتب: محل "جروبى" و "ماسبيرو" وفيروس إسعاد يونس

مقالات الرأي



لأول وهلة لابد أن يندهش القارئ.. ما الذى جمع الشامى على المغربى كما يقولون؟!

ولذلك يحتاج الأمر أن أوضح لحضراتكم ما جرى لنتأمل معاً ما الذى يجمع بين جروبى المحل الشهير للحلوى فى وسط البلد، وبين ماسبيرو المبنى الإعلامى الذى يضم اتحاد الإذاعة والتليفزيون المصرى، ثم ما هذا الذى أسميته أنا «فيروس إسعاد يونس»؟!

وهذه هى الحكاية:

وصلنى تليفون صباحى جميل من زميلة عزيزة هى الإعلامية «حمدية حمدي» تسأل عنى وعن سبب غيابى عن الكتابة فى الأسبوع الماضى، وقد شكرتها وسعدت باهتمامها وهذا عهدى بها، زميلة غالية لها من الرقة واللطف نصيب كبير، وكلما أراها أو أسمع صوتها أحس أن «العالم يغني» وهذا أشهر برامجها الذى أسعدت به الناس والمشاهدين لسنوات طويلة.. وما أحوجنا هذه الأيام لنغنى بدلاً من هذا «الصراخ» الذى نعيش فيه.. لعل الله يرحمنا..، ومع كلمات ومحادثة «حمدية» عرفت منها أنها حزينة وتشكو من إغلاق محل «جروبى» وسط البلد لسنوات طويلة بعدما كان -وأظن أن معظمنا يعرف ذلك- أن هذا المحل «جروبى» كان ملتقى للمثقفين والأدباء والشباب الجميل، فلم يكن محلاً للحلوى فقط ولكن مقهى ثقافى..، وكما فهمت من «حمدية» أن منزل أسرتها كان قريباً منه.. وسألتها: هل أصبح المحل بعد إغلاقه هذه السنوات يمثل مشكلة أو مكانا به قمامة مثلاً؟! أو يعوق المارة؟! وقالت: لا.. أبداً.. بس كل ما أشوفه أزعل جداً على ما آل إليه حاله..، وتبادلنا التحسر على ما آل إليه الحال وتمنيت أن يكون السبب مشاكل بين ورثة المحل مثلاً أو ما يشبه ذلك وينتهى الأمر...، وربما يتحرك البعض من المسئولين للسؤال كما فعلت العزيزة «حمدية» وكما أعلن اليوم ليعود هذا المكان «جروبى» لينضم إلى طابور «كافيهات» أصبحنا وللأسف -مؤخراً- نفتقدها.. أفجعنا حادث القتل للشاب «محمود» بعد أن أصبحت الكافيهات تضم بعضها بلطجية تحت مسمى حماية الكافية! وربنا يستر، ربما يعود جروبى وغيره من تاريخنا الجميل ليلقى بظلاله على حياتنا ويجملها لنا..، وللحق.. ما أن انتهت مكالمة «حمدية» العزيزة حتى قلت لنفسي: إذا كان هذا حال جروبى على سبيل المثال.. وإذا كنا ننزعج من إغلاقه لهذه السنوات فماذا عن انزعاجنا على «ماسبيرو» ونحن نسمع عن احتمال -لا قدر الله- إغلاق ماسبيرو؟! هل يمكن أن يحدث ذلك؟! هذا بيت العيلة.. العيلة الإعلامية العريقة.. يضم سنوات شبابنا وكفاحنا.. رايحين.. جايين.. مستضيفين العالم كله فى برامجنا ومسلسلاتنا، الكل يضع يده على قلبه من هذا المصير المجهول حتى الآن لـ«ماسبيرو».. ويا أيها السادة المسئولون ماسبيرو يحتاج إلى بعض المقويات ليسترد عافيته وشبابه، وقوموا بعمل عصف فكرى لتصلوا إلى حل لا يجعلكم تعصفون بهذا التاريخ.. وتذكروا أن «من فات قديمه تاه».. ومن قديم ماسبيرو يمكن أن يطل جديد شاب بالأفكار الجديدة.. وأخيراً وليس آخراً وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فلابد أن نتأمل معاً ما ظل يطن فى أذنى ويقول: أنتشر بين بعض مذيعات الفضائيات فيروس جديد أطلقت عليه فيروس «إسعاد يونس» فى برنامجها «صاحبة السعادة» بعضهم يقلدون طريقتها الشقية الصبيانية فى الحديث والحوار.. ونسوا أنها «زغلول» من زمان وهذه شخصيتها وتميزها..، وكل ما أرجو أن يتذكر أو تتذكر كل من يقترب منها هذا الفيروس أن الدرس الأول فى الإعلام يقول لحضرتك: حاذر التقليد وكن نفسك وشخصيتك حتى لا تتوه... أما أنت يا عزيزتى إسعاد فلا حرمنا الله منك ولا من خفة ظلك وذكائك الإعلامى.