"عم نادر" إمبراطور النقش على النحاس: تأتي الثورات بما لا تشتهي المهن

الفجر السياسي

بوابة الفجر


نقش الخط الإسلامي على النحاس، مهنة كان يمتاز بها المصريون من قديم الزمان، احترفوها نقشًا وزخرفة، وإبداعًا، جذبت السائحين من كل دول العالم لجمالها ولما تعكسه من زخرًا فنيًا تراثيًا يعبر عن إرثًا حضاريًا لمصر العريقة.

ولكن تأتي الثورات بما لا تشتهي المهن، حتى اندثرت المهنة في أخر 7 سنوات، من عمر ثورة يناير، والتي غيرت موازين الدولة الاقتصادية والسياسية والسياحية أيضًا، لينعكس مردودها، على حرفة النقش على النحاس، وإبدال الأسواق لفنانوها بالبديل الصيني، لبخث سعره، وتوافره، على الرغم من ترديه خامة وجودة، الأمر الذي أثر بالسلب على ملوك هذه المهنة، حيث أغلقوا عشرات الورش، والمحال، وبحثوا عن مهن أخرى لا تتعلق بالفن ولا الإبداع.


حاور "الفجر تي في"  "عم نادر"، أحد أباطرة النقش الإسلامي، على النحاس، والذي قضى ستون عامًا منذ ميلاده بين أروقة حى الجمالية.

بوجه بشوش ونظرة حزينة راضية بقضاء الله وقدره وحكمته، ورزقه، تحسر عم نادر على مهنته، والتي اعتبر أن ثورة يناير كانت بداية النهاية والاندثار لها، بسبب غياب السياح تمامًا عن سالف الزمان، وهجر أصحاب المهنة لهمن أخرى لكسب رزق حلال يمكنهم من الإنفاق على أسرهم.

وأوضح "عم نادر" أن المنتجات الصينية لعبت دورًا أساسيًا، في اختفاء هذه المهنة من السوق المصرية، بسبب رخص سعرها الذي لا يقارن بأسعار النحاس المصري، وترديها.

وخوفًا منه على مهنته التي رافقها خير أهل له طيلة حياته، طالب "عم نادر" بتوريث المهنة لأجيال قادمة، وإقامة معارض كبرى لها، لإعادة بث الروح في جسدها من جديد.