شادي خفاجة يكتب: انتبهوا.. هذه العقبات أمام خطط تمكين الشباب

ركن القراء

شادي خفاجة
شادي خفاجة


العزف على أوتار الشباب ظل نغمة رائجة تغنى بها كل من أراد المتاجرة بأحلامهم وتطلعاتهم وحقوقهم المشروعة فى مستقبل أفضل.. وذلك على مدار عقود طويلة وانظمة متعاقبة وان تعالت هذه النبرة بشدة بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير على اعتبار ان الشباب هم من فجرها وكان وقودها الحقيقى.. ورغم ما وصف بمحاولات التمكين الا انها كانت جميعا مبتورة ومشوّهة ولذلك كان من المنطقى الا يكتب النجاح لأى منها .

ولكن عندما تحدث الرئيس عبد الفتاح السيسى منذ اللحظة الأولى لاعلانه دخوله فى السباق الرئاسى عن تمكين الشباب لم يكن اكثر المتفائلين يرى فى ذلك اكثر من حزمة وظائف عليا لشباب مختار بعناية من صفوة الخريجين وبخاصة فى الجامعات الأجنبية , وفى يوم 13 سبتمبر 2015، تغيرت الصورة تماما واستوعب الجميع مفهوم التمكين قبل التعيين كمسار صحيح لشباب مصر

ففى هذا اليوم اطلق السيسى البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة، الذى يهدف إلى تخريج قيادات شابة قادرة على الإدارة.

وعكس هذا البرنامج ان رئاسة الجمهورية تقوم بدور لا يفترض لها ان تقوم به بنفسها، ولكنها تبنته فى ظل غياب دور الاحزاب السياسية وغير من المؤسسات، على أمل ان تعطى نموذجاً تتبعه فيما بعد مؤسسات الدولة الاخرى للاسهام فى بناء شباب قوى قادر على النهوض بالبلد، وعكست هذه المبادرة التزام السيسى بالتواصل الحقيقى والمستمر مع كافة قطاعات الشباب كما اكد منذ ان كان مرشحا للرئاسة وبعد ان تولى.

ويُقصد بتمكين الشباب فسح المجال أمامهم للتعبيرعن أنفسهم، وتوظيف قدراتهم في المجالات المختلفة، واحترام إرادتهم في التغيير، بالإضافة إلى تفعيل مشاركتهم المُجتمعية، ودفعهم نحو الإنتاج، وفتح الآفاق الواسعة أمام الأفكار الريادية لتحقيق طموحاتهم الشخصية وبالتالي تنمية الرغبة لديهم بخدمة مجتمعهم والنهوض به نحو أفضل المستويات .

عقبات أمام خطط تمكين الشباب

•       غياب الإدراك العام بأهمية مفهوم تمكين الشباب

•       تغيب الجهات الرسمية لتفعيل مفهوم تمكين الشباب ضمن خططها واستراتيجياتها

عدم تجاوب الشباب مع الخطط المقترحة من قِبل الهيئات الرسمية لأسباب عديدة أبرزها :

•       عدم إيمانهم بجدوى تلك الخطط

•       قناعاتهم المُسبقة عن ضعف الأدوار الحكومية تجاه التنمية

•       انتشار الجهل بين بعض الشباب مما يُفقدهم القدرة على فهم التطبيقات العملية لاستراتيجية التمكين

•       غياب التمويل اللازم للقيام بالعديد من المشاريع في المجالات المختلفة التي تهدف إلى تمكين الشباب

•       انتشار الفساد ، مما يؤدي بالمحصلة لتفاقم الفقر، والبطالة، ومستوى الجريمة، والانحراف، وهذا ما سبب في هجرة الشباب .

•       توقف التفاعل مع مشاريع تمكين الشباب، مما يُعزز دافع الإحباط لدى فئة الشباب

•       معاناة المجتمع من جملة أزمات وإشكاليات عويصة تُفشل أي محاولة جادة لتفعيل دور الشباب

خطوات يجب مراعاتها لتمكين الشباب

•       التواصل مع الفئة الشابة في المجتمع، والاحتكاك المتواصل بها عبر الندوات واللقاءات المباشرة

•       رعاية المُتميزين من الشباب في كافة المجالات

•       محاولة الاستفادة من تجارب البلدان السباقة إلى تمكين الشباب، مع مراعاة الفروق الأساسية بين البلد المُنفِذ لتلك التجارب والبلد المُقبل عليها.

•       تخصيص جزء من الميزانية العامة السنوية لمجالات رعاية الشباب، وعدم إلغاء ذلك حتى في أوقات الأزمات .