"الأخصاص" أمروا بحرقها لشرها وحولها الخديوي لموطن الأثرياء

منوعات

بوابة الفجر


الزمالك
السكن في تلك المنطقة يكون بمثابة الحلم الذي يصعب وربما يستحيل تحقيقه بالنسبة لعامة سكان القاهرة، حيث تحرص الطبقة الثرية عبر كل المراحل والعهود التي شهدتها مصر الإقامة بمنطقة داخل مدينة القاهرة تبني فيها دورها التي هي عادة ما تجمع بين الفخامة والأناقة، وتحتكر العيش فيها بمفردها وتكون دليلاً قاطعاً علي تميزها، وعلامة بارزة علي معني الثراء ذاته، فبمجرد ذكر اسم منطقة الزمالك تتبادر الي الذهن فوراً المظاهر الأسطورية للحياة المترعة بالثراء والرقي والفخامة والبذخ.

جغرافية المكان
تقع الزمالك علي الضفة الغربية لفرع نهر النيل الأساسي، تستأثر الزمالك ببعض شذرات التاريخ الثقافي والسياسي المصري كغيرها من مناطق الأثرياء، نُصب في الميدان الفاصل بين كوبري قصر النيل وواجهة مبني الاوبرا الجديدة في مدخل الزمالك تمثال لسعد زغلول، أيضاً يوجد بها عدة شوارع شهيرة مثل 26 يوليو الذي يتوسط الجزيرة ويقسمها الي شطرين.

سكان الحي
الزمالك الآن من أجمل وأروع مناطق القاهرة لما تحتوية من قصور وفيلات، يحيط بها النيل من كل جانب وتظللها الحدائق وترطب أجوائها المساحات الخضراء، وسكانها خليط من صفوة الفنانيين والرياضيين وأثرياء الإنفتاح وبقايا الأرستقراطية المصرية القديمة إلي جانب العديد، من أبناء الأسر العربية والأجنبية الذين يفضلون الإقامة فيها لأسباب متعددة أهمها مجاورة سفارات وقنصليات بلادهم المنتشرة فيها.

تاريخ الحي 
"الأخصاص" هو الاسم الأول لمنطقة الزمالك، فقد كانت منطقة تتكون من بيوت الغاب والعشش الفقيرة والمتهالكة، وموطناً لأرباب الخلاعة والفجور والخارجين علي القانون لدرجة ان السلطان الكامل "شعبان بن قلاوون" أمر بحرقها لكي يقضي علي شرور سكانها، وظلت علي هذه الحالة إلي أن اضطر الخديو "إسماعيل" لتنظيفها وإقامة واحد من اكبر قصوره فيها وهو قصر الجزيرة أو سراي الجزيرة التي أقامها علي 60 فدان من أرض الزمالك، وبناه كي يناسب جلال وفخامة وجمال ورقة الملكة "أوجيني" إمبراطورة فرنسا التي أعلنت عزمها عن زيارة مصر لحضور حفل افتتاح قناة السويس، ثم اشترى هذا القصر فيما بعد اسرة "لطف الله" وحولته الي فندق باسم "عمر الخيام" وهو الآن من أكبر فنادق القاهرة وهو فندق الـ "ماريوت" وبعد إنشاء هذه القصر أصبحت الزمالك جزيرة غناء بالمعنى الحرفي للكلمة وساعد علي سرعة تعميرها.