نادية صالح تكتب: كواليس زيارة لمكتبة د. جيهان السادات

مقالات الرأي



كعادتى ذهبت لمكان تسجيل البرنامج مبكراً ومعى المهندس والفنيون.. خصوصاً أنها زيارة لمكتبة السيدة جيهان السادات حرم الرئيس والزعيم بطل الحرب والسلام أنور السادات، واستقبلنا أهل البيت بترحاب مصرى كريم..، شاى وقهوة و«البيت بيتكو».. وفى تمام الواحدة ظهراً وكان هذا هو الموعد جاءت السيدة جيهان وأطلت بوجهها الجميل الصبوح ورحبت بالجميع وحادثت المهندسين وأزالت منهم رهبة اللقاء بل حرصوا على أخذ صور تذكارية معها ورحبت بذلك بكل الود المعروف عنها.

■ حرصت على التسجيل داخل حجرة المكتب حيث المكتبة التى تمتلكها أسرة الرئيس السادات والسيدة جيهان.. ورفوفها كانت من الأرض وحتى سقف الحجرة وكتبها ما بين كتب التراث العربى والموسوعات الأجنبية الإنجليزية والفرنسية بالإضافة إلى الكتب الإسلامية.. وكان نصيب الدكتورة جيهان السادات مع كتب الأدب العربى التى كانت تحبها منذ صغرها، كما قالت لنا حتى إنها قرأت بالاستعارة فى مكتبة «الروضة» حيث كانت تقيم هناك منذ طفولتها.

■ أصدرت السيدة الدكتورة جيهان السادات كتابين الأول: «سيدة من مصر» والثانى «أملى فى السلام»، ولأننى حضرت توقيعها للكتاب الثانى كانت مناقشتى معها فى جزء كبير منه ولم تمتنع عن الإجابة عن أى سؤال..، إنها سيدة لها من الذكاء والحكمة والشخصية الساحرة التى أهلتها لتحاضر فى جامعات أمريكا ولتحصل على هذا القدر من التواجد رغم رحيل زوجها واغتياله بيد غدر قدم لها عونا ولم ينل منها إلا الغدر.

■ اجابت عن سؤالى الذى وصفته بأنه عميق وكان عن دور زوجة الرئيس وهل هو ضرورى وفى جميع المراحل السياسية خصوصاً فى بلادنا..، ولم تتحرج أن تقول إن الدور الاجتماعى والثقافى الذى يمكن أن تقوم به زوجة الرئيس قد يحول بينها وبينه ظروف مثل تلك التى نعيشها الآن فى مصر..، وأشارت إلى معرفتها بزوجة الرئيس السيسى وأشارت إلى ثقافتها ووطنيتها ولكنها قالت إن الظروف الآن ربما لا تساعدها للقيام بنشاط هى قادرة عليه بالفعل..

■ معادلة العاطفة والعقل عند هذه السيدة على قدر كبير من التوازن وهذا سر من أسرار نجاحها وإصرارها..، عندما سألتها عن قراراتها وهل تكون بالعقل أم بالعاطفة أجابت: «رغم أننى عاطفية إلا أننى فى النهاية عندما اقرأ يكون عقلى هو الحكم الأول والأخير»، وقد ذكرتنى مقولتها بما قاله وكتبه الأستاذ والمفكر الإنسانى خالد محمد خالد: «اقرأ قراءة الاسياد ولا تقرأ قراءة العبيد»، أى لا تكون عبداً لما تقرأه..، ولعل ذلك من أسرار بعض مظاهر التطرف عندما يقرأ الإنسان ويقع فريسة لأفكار متطرفة تأخذه إلى مجاهل وتعصب أعمى.

■ هذه السيدة لا تنسى بلدها ابداً.. فعندما سألتها عن المكتبات التى انبهرت بها.. اجابت سريعا بأنها مكتب الكونجرس.. ولكن وبشكل أسرع قالت، مكتبة الإسكندرية كمان.. مصر لا تغيب عنها أبداً.. وعلى الأصح الوطن والكفاح الذى غرسته داخلها والدتها الإنجليزية التى كانت تحكى لها عن كفاح الطوب ومعاناة إنجلترا والحرب وطوابير الحصول على الطعام «بيضة كل أسبوع للفرد الواحد»، وربما اقتناعها بالكفاح والدور الراقى الذى يجب أن يلعبه المواطن المحب لبلده هو ما جعلها تعجب بالسادات بعدما سمعت عن كفاحه وتعرضه للسجن والرفت فأحبته وتزوجا وكانت بجواره سنداً ومؤازرة حتى النهاية..، وبعد الرحيل حرصت على أن يكون فى جامعة كارولينا الجنوبية بأمريكا «كرسى للسلام» باسم السادات..، للحق أحسست أنها عندما عنونت كتابها «سيدة من مصر» أنها سيدة من مصر، ولكن لأن من أضافت سيدة من مصر أحبت مصر وأحبها المصريون.

■ جيهان السادات كتبت شعرا تحت اسم مستعار هو «رحاب رءوف» ووعدت باستكمال الزيارة لنطلع على بعض أشعارها.. وقد تصادف أن أذيعت «مكتبة» جيهان السادات فى عيد الحب 14 فبراير ولعله تتويج لقصة حبها الخالدة لبطل الحرب والسلام أنور السادات، وهذه بعض كواليس زيارة لمكتبة «سيدة من مصر» جيهان السادات.