بعد مقتل شاب "الكافيه".. ملف كافيهات كفر عبده والإسكندرية

منوعات

الضحية محمود بيومي
الضحية محمود بيومي - كافية مصر الجديدة


عندى كلمتين بخصوص توابع مقتل الشاب محمود بيومى فى كافيه «كيف» بالقاهرة، وما تبع ذلك من فتح ملفات الكافيهات فى مصر وتكسير المحال غير المرخصة، أقول وبسم الله الرحمن الرحيم، كنت أود فتح هذا الملف قبل عام ونصف العام من الآن، عندما شن أحد البرلمانيين السكندريين حملة على الكافيهات، وتحديدا بعض الكافيهات المتواجدة بمنطقة كفر عبده بالإسكندرية، تلك المنطقة التى كانت قبل ثورة يناير سكن «علية القوم» وكلها قصور وفيللات وحدائق غالبيتها أثرى.

عندما كنت تسير هناك كنت ستشعر وكأنك ركبت طائرة وسافرت لإحدى مقاطعات أوروبا الراقية، جنة داخل مدينة ساحلية، تتميز بشوارعها الضيقة التى تمر بها السيارات بالعافية، المهم يا سادة.. قامت هوجة بالمنطقة بدأتها سيدة ومعها مجموعة من الشركاء، اشتروا فيللا برقم فلكى وقرروا فتح مطعم لبراند لبنانى موجود فى مول العرب، وحددوا أرقاما فلكية، طبق الفول للإفطار به حبتى فول بـ«40» جنيها، دا كان قبل أربع خمس أعوام، واحد شيشة بـ«100» جنيه، لاحظوا الأرقام.. واللى يعترض على الأسعار لا يسمع سوى رد جاهز «محدش ضربك على إيدك، إحنا بنبيع اسم المكان»، كأن اسم المكان سيوضع فى الساندوتش أو زجاجة الماء.

أصبح المكان قبلة للمعوجين والمرضى النفسيين اللى معاهم قرشين، وعايزين يظهروا أنهم يجلسون فى مكان زجاجة الماء فيه أغلى من سعرها فى الفورسيزونز، وفجأة بقدرة قادر لاحظ عدد من الأطباء والمهندسين ورجال الأعمال من أصحاب الأسماء الرنانة بالثغر أن منطقة كفر عبده وحكاية «المينمام تشارز» شغالة كويس ولها زبونها، فلماذا لا يدخلون هم الآخرون فى اللعبة وفتح كافيهات؟.. قام كل مجموعة من رجال الأعمال وأساتذة الجامعة الذين ليس لهم فى بيزنس كوب ماء وحجر شيشة بتأجير فيللات بالمنطقة، وفتح كافيهات على ذات المنوال للكافيه زى البراند اللبنانى بتاع الست السورية الأصل والـ«12» شريكا معها، كانت المفاجأة الأولى أن تلك الكافيهات والمطاعم غير مرخصة، ثانيا حولت منطقة كفر عبده لقنبلة موقوتة من شدة الزحام، وحتى لم يستطع قاطنو المنطقة أنفسهم من دخول بيوتهم.

فجأة، تحولت المنطقة إلى «ركن العشاق»، صيفًا وشتاءً كأنك فى العجمى أو مراسى، وأصبح أصحاب الكافيهات تدخل فى سباق فيما بينهم.. من يرفع السعر أعلى من الآخر ويذهب له زبائن، فحول هؤلاء أسعار الإسكندرية لنار أكثر مما هى نار، يعنى لما كافيه مش مرخص يقدم زجاجة ماء صغيرة بـ«30» جنيها وفى السوبر ماركت المجاور للكافيه سعر زجاجة الماء «2» جنيه، ساعتها تضرب نفسك ..... لأن أنت الذى دفعت 30 جنيها داخل الكافيه فولعت الدنيا، وكل هذا كان تحت مرأى وسمع حى شرق بالمدينة الساحلية، عينى عينك كده، وبدفع الإتاوات من تحت المنضدة، ويا بخت من نفع واستنفع.

حاول بعض أصحاب هذه الكافيهات أن يظبط وضعه باستخراج ورقة من وزارة التضامن الاجتماعى بفتح ناد اجتماعى، ورقة لا تتكلف «300» جنيه، وتحت شعارها يفتح ناديا اجتماعيا يقدم لرواده بعض المأكولات، وافتح يا معلم مطعم، ولا شرطة سياحة ولا صحة ولا ضرائب ولا تأمينات واسلخ فى خلق الله واللى مش عاجبه يضرب..، وتم افتتاح كافيه بجوار فيللا برلماني، فقلب الدنيا وضغط على بتوع الحى وفضحهم وقلب وسائل الإعلام، قوم اتحركوا لأن السكينة على رقابهم والوضع محرج، فقاموا بعمل حملة على تلك الأماكن ليجدوها جميعا غير مرخصة، بعض رجال الحى كانوا يعلمون ذلك لكن سمعتهم التى يعلمها الجميع تركتهم يذبحون فى خلق الله.

دولة داخل الدولة عادى.. شمع رجال الحى بعض الكافيهات ووفقت بعض الكافيهات أوضاعها، وحتى الآن هناك 90٪ من تلك المحال لم تفتح أبوابها منذ عام ونصف العام وأحد الكافيهات كان مطعما أمريكانيا غير الاسم وفتح فى نفس المكان باسم مغاير، تحايل يعنى، ومطعم آخر صاحبه مهندس ديكور مع شركاء، ستف ورق مضروب وفتح مرة أخرى وعنده «مينمام تشارز» وموجود فى منطقة كفر عبده أيضًا، وللعلم «99٪» من كافيهات الإسكندرية بالمنطقة وعلى البحر تفرض «مينمام تشارز»، وبتوع الحى والصحة والسياحة عارفين لكن هس، فيه إيد بتسرق جيب المواطن والتانية بتاخذ من اللى بتسرق، ولا يتحرك أحد إلا عند وقوع كارثة، والبرلمانى حمل الأمر على عاتقه لأن الكافيه الذى فتح كان ملاصقا لفيللته وسيكشف عورة بيته ويغير شكل المكان، لولا ذلك لما تحمل عبء محاربتهم، كل واحد لا يحارب إلا إذا الطوفان وصل له فقط لا غير.

وحتى الآن الكافيهات والمطاعم مغلقة إلا قليل منها، وبعضها حول نشاطه لحلويات وبيع كابتشينو وشاى، ابتسم أنت فى مصر.. مشكلتنا شوية ضمير، يا بشر دا فيه رئيس مجلس محلى أسبق لهف اللى لهفه، طلع فلوسه اليومين دول واشترى شقتين بـ18 مليون وعربيات إيه، حاليا شارى «200» متر تتم تجهيزها كافيه باسم ابنه لأنه يعرف جيدًا دهاليز الأحياء، موضوع الكافيهات بيكسب ألماظ وبالمرة مكان لتجمعاته وأصحابه.. هيه دنيا.