مشاورات "إسماعيل" استمرت حتى ظهر الثلاثاء.. وهالة السعيد وافقت فى الساعات الأخيرة

العدد الأسبوعي

المهندس شريف إسماعيل،
المهندس شريف إسماعيل، رئيس الوزراء


مفاجآت الساعات الأخيرة من التعديل الوزارى:

■ "الهلالى" أخّر الإعلان عن الوزارة عدة ساعات.. وبقاء "النمنم" أبرز المفاجآت

■ وزير النقل طلب معرفة اسمه المرسل للنواب رباعيًا.. ورد على محدثه: كدا تمام

■ رفض المرشحين أطال عمر وزير قطاع الأعمال ووزير السياحة


شهدت الساعات الأخيرة التى سبقت الإعلان الرسمى عن التعديل الوزارى، العديد من المفاجآت غير المتوقعة، مثل بقاء أسماء كانت مرشحة للخروج من الوزارة، وخروج آخرين ظلت أسماؤهم مرشحة بقوة للبقاء.

وعلمت «الفجر»، أن رئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل، أجرى تعديلات استمرت حتى ظهر الثلاثاء، وقبل إعلان التعديل بساعات قليلة.

تمثلت أولى المفاجآت فى دمج وزارتى الاستثمار مع التعاون الدولى، ولتتولاها الدكتورة سحر نصر، التى حضرت إلى مقر مجلس الوزراء ظهر الثلاثاء، وخرجت بعد نحو نصف ساعة بالتكليف الجديد. وتولت نصر حقيبة التعاون الدولى منذ 19 سبتمبر 2015.

وبحسب المصادر فقد استقر رئيس الوزراء على ضم وزارتى الاستثمار وقطاع الأعمال، قبل الإعلان الرسمى عن التعديل مساء الثلاثاء، إلا أنه قام بتغيير الخطة قبل ساعات قليلة من الإعلان عن وزارته الجديدة، وذلك بعد اعتذار المرشحين لتولى المنصب، وهو ما أجبر إسماعيل على بقاء وزير قطاع الأعمال، أشرف الشرقاوى، وإسناد وزارة الاستثمار بعد دمجها مع وزارة التعاون الدولى، للدكتورة سحر نصر .

المفاجأة الثانية التى شهدها التعديل الوزارى، جاءت باختيار الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس جامعة عين شمس، لتولى حقيبة التعليم العالى، بدلاً من الدكتور معوض الخولى، رئيس جامعة المنوفية، الذى كان المرشح الأقرب لتولى المنصب، وحسب المصادر فقد تم إبلاغه رسمياً من قبل الرئاسة بتوليه المنصب، قبل إعلان التعديل بساعة تقريباً !

وشهدت كواليس الساعات الأخيرة للتعديل الوزارى، مفاجأة كبرى، باختيار الدكتورة هالة السعيد، عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وزيرة للتخطيط والإصلاح الإدارى والمتابعة، خلفا للدكتور أشرف العربى، وأكدت مصادر أن الدكتورة هالة السعيد، كانت ترفض تولى المنصب، وأبلغت رفضها لرئيس الوزراء، إلا أن اتصالات جرت معها من قبل جهات سيادية، قبل ساعات من إعلان التشكيل، دفعتها للموافقة، وتم إدراج اسمها ضمن القائمة النهائية للوزراء الجدد فى الحكومة الثانية للمهندس شريف إسماعيل.

وكشفت إحصائية أعدها مجلس النواب مؤخراً، وأرسل نسخة منها لرئيس الوزراء أن أشرف العربى، وزير التخطيط السابق، كان أكثر وزراء الحكومة السابقة الذين قدم ضدهم طلبات إحاطة، بما يقرب من 500 طلب، واحتل وزير التربية والتعليم السابق، د.الهلالى الشربينى، المرتبة الأخيرة من حيث عدد طلبات الإحاطة والاستجواب.

رحيل وزير التربية والتعليم، كان بمثابة المشكلة الكبيرة التى واجهت رئيس الوزراء فى التعديل الوزارى خلال الأيام القليلة الماضية، حيث اعتذر أغلب المرشحين لتولى المنصب، وأحدث التلويح ببقاء الهلالى سخطاً عاماً فى الشارع المصرى، وجاءت النهاية باختيار الدكتور طارق شوقى، رئيس المجالس القومية المتخصصة، لخلافة «الهلالى»، وكان المرشح الأقرب لتولى الوزارة هو الدكتور هانى سويلم، الأستاذ بجامعة «أخن» الألمانية، وكان شوقى طوال الفترة الماضية يشكو فى وسائل الإعلام من أسلوب إدارة الشربينى للوزارة، وطريقة تعامله مع ملف التعليم.

بقاء وزراء السياحة والثقافة والصحة فى مناصبهم ، بحسب المعلومات، كان اضطرارياً، حيث لم يجد رئيس الوزراء مفراً من بقائهم لأسباب مختلفة، مثل اعتذار المرشحين لتولى حقيبة السياحة خلفاً ليحيى راشد، الذى تواجد بمقر مجلس الوزراء صباح الثلاثاء، وعلى وجهه ملامح الغضب، وكان الوضع مختلفاً بالنسبة لوزير الصحة الدكتور أحمد عماد، الذى ظل فى منصبه – حسب مصادر- بسبب علاقاته القوية بجهات نافذة فى الدولة، والجهود التى يقوم بها فى للقيام بمهام منصبه، وهو ما رجح الإبقاء عليه، وفيما يخص وزارة الثقافة، فقد كان استمرار الوزير حلمى النمنم، مفاجأة من العيار الثقيل، لأغلب المنشغلين بالشأن الثقافى، وحسب معلومات مؤكدة حصلت عليها «الفجر» فإن الإبقاء عليه جاء بسبب قلة خبرة الأسماء المرشحة لتولى المنصب.

كما شهد التعديل الوزارى واقعة طريفة، فقد أدى تشابه الأسماء بين وزير النقل الحالى المهندس هشام عرفات، والدكتور هشام عرفات، وكيل كلية الهندسة للإلكترونيات، إلى قيام الوزير بمحاولات للتأكد من أنه المقصود، وعندما اتصل به أحد الشخصيات المقربة منه لإبلاغه بأن اسمه تم إرساله فى القائمة النهائية التى ذهبت لمجلس النواب للموافقة عليها، سأل الوزير محدثه عن الاسم بالكامل الذى ذهب للنواب، قائلاً «علشان فى لخبطة»، وعندما جاء الرد بأن الاسم هو هشام عرفات مهدى أحمد، رد الوزير: كدا تمام.

وعلمت "الفجر" أن الوزراء لم يكونوا على علم بتوليهم الحقائب الوزارية حتى اللحظات الأخيرة، وأكدت مصادر أن د. على المصيلحى، وزير التموين والتجارة، لم يكن يعلم أى حقيبة سوف يتولاها، حتى قبل ساعات قليلة من الإعلان الرسمى عن التعديل، وكان المهندس شريف إسماعيل، قد عرض عليه حقيبة التموين، إلا أنه طلب تولى وزارة الاستثمار، ولم يتم حسم الأمر إلا فى الساعات الأخيرة، وهو ما حدث أيضاً مع وزير التعليم العالى، الدكتور خالد عبد الغفار، الذى لم يعلم بتوليه الحقيبة الوزارية إلا قبل ساعات قليلة من إعلان التشكيل الوزارى.