السفير الإسرائيلى.. غار

العدد الأسبوعي

السفير الإسرائيلي
السفير الإسرائيلي ديفيد جوبرين


غزة والحدود السبب


أكدت جريدة الديلى تليجراف البريطانية، أن إسرائيل سحبت سفيرها من مصر بهدوء، قبل عدة أسابيع، وسط مخاوف أمنية بشأن سلامته.

والمؤكد أن انسحاب السفير ما هو إلا مزاعم إسرائيلية بدأت بتأكيد المتحدث باسم جهاز الأمن الداخلى فى إسرائيل الشين بيت، حين صرح قائلاً: نظراً للمخاوف الأمنية تم منع عودة موظفى السفارة إلى القاهرة، وأضاف: السفير يعمل حاليا من القدس، والحكومة الإسرائيلية تأمل فى أنه سيكون قادرًا على العودة إلى منصبه قريباً.

وقالت الصحيفة البريطانية أنه ليس من الواضح بوجه الدقة ما هى تلك المخاوف الأمنية، إلا أنها أشارت إلى أن مصر شهدت خلال العام بعض الهجمات الإرهابية، كان آخرها حادث البطرسية بقلب القاهرة. فى حين رفضت وزارة الخارجية الإسرائيلية التعليق.

أوضح تقرير الديلى تليجراف، أنه فى سبتمبر 2011، اقتحم حشد من المتظاهرين (مثيرى الشغب على حد وصفها)، مجمع السفارة الإسرائيلية بالقاهرة، حيث تمت محاصرة 6 من حراسه الأمنيين داخل غرفة، قبل إنقاذهم فيما بعد من قبل القوات الخاصة المصرية، وطلبت الحكومة الأمريكية من المجلس العسكرى الذى كان يحكم مصر فى ذلك الوقت، تأمين السفارة.

ومنذ ذلك الحين– بحسب الصحيفة- تم نقل السفارة الإسرائيلية من الجيزة، إلى مبنى صغير داخل مقر إقامة السفير بضاحية المعادى جنوب القاهرة. وتخضع المنطقة لحراسة مكثفة من قبل قوات الأمن المصرية.

ووفقاً لصحيفة هاآرتس الإسرائيلية تم تعيين جوبرين سفيراً لمصر فى الصيف الماضى، بعد طلب سلفه ترك منصبه بسبب القيود الأمنية الشاقة.

جوبرين الذى يتحدث العربية بطلاقة، والذى كتب أطروحة الدكتوراه عن الليبرالية العربية، ظهر فى فيديو على يوتيوب فى يوليو الماضى، وهو يتحدث العربية عن حبه لبلده، وآماله بالنسبة للعلاقات بين إسرائيل ومصر، وقال نقلاً عن المثل التوراتى: جار قريب أفضل من أخ بعيد. كما عرض موقع السفارة الإسرائيلية بالقاهرة زيارة السفير لمتحف القاهرة فى نوفمبر الماضى، ولا يوجد سجل لوجوده فى مصر بعد ذلك.

وعلق إيلى شاكيد، السفير الإسرائيلى فى مصر 2003-2005، قائلاً إنه كان محاطاً بحراس الأمن المصرى والإسرائيلى، كلما غادر السفارة. وأضاف كانت هناك أيام يتم فيها تحذيرنا من احتمال ارتكاب أعمال ضدى، أو ضد العاملين معى، أو السفارة.. كانت هناك حالات تحذير، لكننا كنا قادرين على البقاء فى مصر. وأنهى كلامه قائلاً: لقد كان الوضع مختلفًا، فى أيامنا كانت المشاكل الأمنية أصعب من الآن بكثير.

وحسب الديلى تليجراف، ظهرت الأنباء المتعلقة بانسحاب السفير الإسرائيلى من مصر لأول مرة فى الفيسبوك، من قبل أمين المهدى، المحلل السياسى المصرى، الذى يحافظ على اتصالات مع مسئولين إسرائيليين.

وقال المهدى إنه لا يعتقد أن السفير تم سحبه بسبب مخاوف أمنية، ولكن نتيجة للتوترات السياسية فى كواليس العلاقات بين مصر وإسرائيل.

وقال انه يعتقد أن هناك خلافاً بين بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلى، وعبدالفتاح السيسى، الرئيس المصرى على غزة والحدود مع مصر.

وكتب فى فيسبوك: لماذا يخفى نتنياهو عن شعبه تفاصيل صراعه مع السيسى؟

فى حين نفى مسئولون إسرائيليون وجود أى سبب سياسى لسحب السفير، ويقول السفير الإسرائيلى السابق: إن العلاقات بين إسرائيل ومصر أكثر عمقاً من أى وقت مضى، حيث تعملان معاً على حل المسائل الأمنية على الحدود المشتركة بينهما، وأضاف أن الاتصالات والعلاقات بينهما لم تكن أبداً أفضل من الآن.

وفى السياق ذاته لقى خبر انسحاب السفير الإسرائيلى بعض الارتياح فى الشارع المصرى، وعلى مواقع التواصل الاجتماعى، لدرجة أن بعض التعليقات أكدت أنه غير مرحب به، وأخرى أكدت أنه لم يرحل.. بينما غار وسنكسر وراءه مائة قلة!.