بعد رحيله.. هكذا قتل ترامب المصري عمر عبدالرحمن بـ"البطيء".. وأول موقف للسيسي معه

تقارير وحوارات

الشيخ عمر عبدالرحمن
الشيخ عمر عبدالرحمن


قبل ساعات من مساء السبت، أعلنت أسرة الشيخ عمر عبدالرحمن وفاته عن عمر ناهز 79 عامًا، بعد تعرضه لأزمة صحية في سجن نورث كارولينا الأمريكي الذي كان يقبع خلف جدرانه منذ عام 1993، عقب اتهامه بـ"التورط في تفجير مركز التجارة العالمي في نيويورك"، والتخطيط لشن اعتداءات أخرى.

غريغ نورتون، المتحدث باسم المجمع الإصلاحي الفيدرالي في بوتنر بولاية نورث كارولينا الأمريكية، أكد أن "عبد الرحمن" فارق الحياة الساعة 5:40 صباح السبت، بالتوقيت المحلي الأمريكي، مضيفًا أن أسباب وفاة عبد الرحمن طبيعية ومنها معاناته الصحية مع السكرى والقلب.

وأوضح نورتون لـ"سي إن إن عربية"، أن عبد الرحمن كان فى السجن الفيدرالى منذ عام 1993 حتى عام 2007، مضيفًا أنه جرى نقله إلى المجمع الإصلاحي في بوتنر في 22 فبراير عام 2007.

مكالمة المخابرات الأمريكية

المفاجأة أن أسرة الشيخ عمر عبدالرحمن تواصلت مع المخابرات الأمريكية، بشأن إعادته لمصر، بسبب سوء حالته الصحية، فأعقب ذلك بيوم واحد، نبأ وفاة الشيخ عمر، الأب الروحي للجماعة الإسلامية وأحد مؤسسيها، وأكد نجله، في تصريحات تليفزيونية، أنه قبل وفاته أبدت المخابرات الأمريكية استعدادها لنقله إلى مصر، لافتًا إلى أنهم خيروهم ما بين إرساله إلى مصر أو قطر، فاختاروا عودته إلى موطنه مصر. 

وتابع: "توجهنا إلى السفارة الأمريكية اليوم، وأبلغونا أنهم ليسوا مختصين بهذا الأمر، لكن الموت كان قد سبق وجاء أجل الوالد".

مكالمة الشيخ الراحل وشكوته من سوء المعاملة من تولي ترامب

نجل عمر عبد الرحمن، أكد أنه قبل عشرة أيام تلقت الأسرة مكالمة وحيدة من الشيخ عمر، منذ تولي الرئيس الأمريكي ترامب حكم الولايات المتحدة الأمريكية، قال خلالها إن السلطات الأمريكية منعت عنه الدواء وجهاز راديو كان بحوزته.

وأضاف أن "الشيخ الراحل اشتكى من تردي حالته الصحية، وأبلغهم نصيًا بأنه لا يعلم إذا كان سيعاود التحدث معها مرة أخرى من عدمه، وكأنه كان يشعر بقرب رحيله"، متابعًا أن والده "اشتكى خلال حديثه من سوء المعاملة في السجون الأمريكية، ما دعا أفراد أسرته للتحدث عبر محاميهم للمسؤولين هناك لتحسين معاملته".

الجماعة الإسلامية نددت بإجراءات ترامب تجاه الشيخ

خالد الشريف، المستشار الإعلامي لحزب "البناء والتنمية"، ندد بالإجراءات التعسفية التي اتخذتها السلطات الأمريكية عقب تولى ترامب للسلطة ضد الشيخ عمر عبدالرحمن، المسجون في أمريكا ومنها مصادرة الأدوية وجهاز الراديو مما يعرض حياة الشيخ الضرير للخطر. 

وأضاف الشريف، في تصريحات صحفية، أن الإدارة الأمريكية قامت بحملة تخويف وتهديد لمحامي الشيخ وهو أمريكي الجنسية فلسطيني الأصل، مما أدى إلى انسحابه من القضية. 

وطالبت الجماعة الإسلامية أكثر من مرة، بإطلاق سراح زعيمها الروحي، وقبل أسبوع اتهمت الجماعة إدارة ترامب بتعريض حياة زعيمها الروحي عمر عبدالرحمن، للخطر عبر حملة انتقامية، وفقا لبيان.

أول موقف من نظام السيسي تجاه الشيخ الراحل

لم يتخذ الرئيس عبدالفتاح السيسي أي موقف تجاه الشيخ الراحل عمر عبدالرحمن، إلا بعد وفاته، وتسهيل إجراءات نقل جثمانه لمصر، حيث لم تطالب أسرته من السيسي اتخاذ موقف للإفراج عنه من قبل، وظلت الأخبار منقطعة عن "عبدالرحمن" منذ بداية حكم مرسي والتظاهرات المطالبة بالإفراج عنه في عهد الرئيس المعزول.

وكشف نبيل نعيم، القيادي الجهادي السابق، في تصريحات تليفزيونية، "الشيخ عمر عبد الرحمن كان مؤيدًا لـ 25  يناير ولثورة 30 يونيو لأنه يكره الإخوان ولا يؤيدهم، ويعلم أنهم تنظيم لا علاقة له بالدين ويعلم أنهم ينفذون أجندات أجنبية"، مشيرا إلى أن "عبدالرحمن" رغم اختلافه مع الإخوان ولكنه أيدهم في البداية لأنه يرى أنهم أفضل من العلمانيين وغير رأيه بعد ذلك، وأيد ثورة 30 يونيو.

وقال نجل الشيخ عمر عبدالرحمن، الأب الروحي للجماعة الإسلامية، إن والده لم يطلب دفنه في قطر، بل كانت وصيته لهم أن يدفن في مسقط رأسه، وتحديدًا مدينة الجمالية التابعة لمحافظة الدقهلية.

وقال إبراهيم لـ"العربية"، إنه تم التواصل مع السلطات المصرية والأمريكية للسماح بنقل الجثة لدفنها في مصر، لافتًا إلى أن الجهات المعنية بمصر ووزارة الخارجية، أبدت مرونة في تسهيل إجراءات نقل الجثمان.