فاتورة "تزويغ "ركاب مترو الأنفاق.. 40 مليون جنيه خسائر سنوية.. وخبراء: الصيانة ضعيفة

تقارير وحوارات

مترو الأنفاق
مترو الأنفاق




يومًا بعد الآخر تزيد خسائر مترو الأنفاق بسبب ماكينات التذاكر المتهالكة، التي أدت إلى تفاقم ظاهرة "تزويغ الركاب" الذين يعتمدون على الهروب من دفع التذاكر للتوفير من نفاقتهم دون النظر إلى ما يعانيه مترو الأنفاق من خسائر خلال الفترة الأخيرة، مما يزيد الأعباء على الشركة المصرية لإدارة وتشغيل مترو الأنفاق.

 
40 مليون جنيه خسائر سنوية
وفي الفترة الأخيرة تناولت تقارير صحفية، الخسائر الواقعة على مترو الأنفاق بسبب ظاهرة "تزويغ الركاب"، وقدرت تلك الخسائر بـ 40 مليون جنيه بسبب الماكينات المعطلة في عدد من المحطات، وكذلك تعمد الركاب استقلال مرفق مترو الأنفاق دون قطع التذكرة.
 
ورغم علم مسئولي المترو بتلك الخسائر إلا أنهم يواجهونها بالتصريحات الصحفية فقط، ففي 2016 قال المهندس علي فضالي، رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية لإدارة وتشغيل مترو الأنفاق، إنه سيتم تركيب ماكينات التذاكر الجديدة للمترو، بمجرد وصولها بالخطين الأول والثاني، مع بداية 2017.
 
وأوضح "الفضالي"، في تصريحٍات صحفية، أن الشركة أرسلت الدفعة الأولى من ثمن التذاكر إلى الشركة الموردة "تاليس" الفرنسية، مضيفًا أن الشركة الفرنسية رفضت توريد الدفعة الأولى من ماكينات التذاكر، لحين وصول مقدم التعاقد، موضحًا أن الشركة المصرية لإدارة وتشغيل مترو الأنفاق، خاطبت وزارتي النقل والمالية، لتوفير القسط الأول للصفقة، والمقدر بـ4 ملايين دولار.
 
وفي هذا الشأن، طالب الدكتور هشام عرفات، وزير النقل الجديد، قيادات الأنفاق بتحديث الدراسات الخاصة بمد مترو الأنفاق ( الخط الثاني ) من شبرا الخيمة حتي قليوب وسرعة تركيب ماكينات التذاكر الجديدة بالخطين الاول والثاني، للحد من ظاهرة تزويغ الركاب ومن ثم تقنين خسائر المترو.

 
15% نسبة تزويغ الركاب
أحمد عبدالهادي، المتحدث باسم الشركة المصرية لتشغيل وإدارة مترو الأنفاق، قال إن نسبة التزويغ في محطات مترو الأنفاق لا تتجاوز 15%، موضحًا أن ظاهرة التزويغ منتشرة بسبب أن بوابات تذاكر الخط الأول تعمل من 1987 أي قرابة 30 عام مما أدى إلى تلفها ولا يوجد لها قطع غيار لصيانتها، وكذلك الخط الثاني فالبوابات التي فيه تعمل منذ عام 1995 أي قرابة 11 عام، ووجود المراقبين على تلك الماكينات لا يكفي للحد من هروب الركاب من دفع التذاكر بسبب العدد المهول الذي تشهده محطات المترو.
 

خسائر 25 مليون جنيه شهريًا
وعن القيمة التي أعلنت في التقارير الصحفية حول خسائر مترو الأنفاق التي تقدر بـ40 مليون جنيه بسبب تزويغ الركاب، قال "عبدالهادي"، في تصريحات لـ"الفجر"، إن الرقم يقترب للصحة أكثر من الخطأ، حيث أن خسائر المترو بشكل عامل تترواح شهريًا بين 20 إلى 25 مليون جنيه، بسبب زيادة عدد الموظفين، فيوجد 8 آلاف موظف في المترو، وكذلك زيادة نفقات المرفق، بالإضافة إلى إرتفاع أسعار قطع الغيار والصيانة، في ظل عدم زيادة سعر تذكرة المترو منذ قرابة 11 عام، موضحًا أنه تم استلاف 10 مليون جنيه من هيئة السكك الحديدية لاستكمال رواتب العاملين.

 
850 بوابة الكترونية جديدة
وأضاف المتحدث الرسمي للشركة المصرية لإدارة وتشغيل مترو الأنفاق أن تم التعاقد على ماكينات جديدة للاشتراكات، وكذلك وتم تغيير 600 بوابة كمرحلة أولى في محطات الخط الأول لفئة الاشتراكات، وتم التعاقد في المرحلة الثانية على ماكينات بمعرفة الهيئة القومية للأنفاق مع شركة تاليس الفرنسية لشراء 850 بوابة تعمل بنظامي الكارت الذكي والرحلة الواحدة بمبلغ 160 مليون جنيه وذلك للخط الأول والثاني، وسيتم بدء التوريد الشهر الجاري والتركيب في شهر مارس.
 
أسباب عدم شراء بوابات جديدة
أما اللواء يسرى الروبى، الخبير الدولي للمرور والإنقاذ والتدخل السريع فى الحوادث بالشرق الأوسط، أكد أن من ضمن أسباب عدم شراء مترو الأنفاق لبوابات جديدة هو قلة الإيرادات الخاصة بالمرفق مقارنة بالتكلفة العالية لوسائل المواصلات المدشنة تحت الأرض "الأنفاق".
 
الصيانة في مصر ضعيفة
وعن طرق مواجهة ظاهرة "تزويغ الركاب"، قال "الروبي"، في تصريحات لـ"الفجر"، إن صيانة ماكينات التذاكر بشكل مستمر هو الحل في مواجهة مثل تلك الظاهرة، مضيفًا: "الصيانة في مصر ضعيفة.. ماكينات تذاكر مترو الأنفاق شغالة في فرنسا من 40 سنة وإحنا واخدين من فرنسا بل مصر واخده إصدارات حديثة.. ولكن الصيانة المستمرة في فرنسا أدت إلى الحفاظ على الماكينات.
 
وتعجب الخبير الدولي للمرور من نية شراء الشركة المصرية لإدارة وتشغيل مترو الأنفاق لماكينات جديد قائلًا: "لو الماكينات تم صيانتها باستمرار مش هنلجا للشراء"، رافضًا رفع سعر تذكرة المترو لحل الأزمة معتبرًا أن الصيانة كانت تجرى خلال السنوات الماضية ولا يوجد فرق حاليًا بين واقع الصيانة في الماضي والآن.