"الكحل" يحمي من الأرواح الشريرة عند قدماء المصريين

منوعات

بوابة الفجر


كان رسم العينين بالكحل أسلوباً للوقاية من الأرواح الشريرة، وكان هو السر المصري القديم لحماية العينين من الميكروبات والحشرات وكذلك حرارة الشمس الحارقة، بل كانوا يصفونه علاجاً لبعض أمراض العيون أيضاً، حيث استخدم قدماء المصريين المساحيق في تجميل الشفاه والأظافر في مناسبات معينة. 

تجميل العينين كان ضرورة لا تعترف بطبقة اجتماعية أو مناسبة، إذ لم يكن الغرض منه تجميلي فحسب، بل كانت له أيضاً أغراض روحانية ودينية وعلاجية حسب معتقدات المصريين القدماء، ولم يكن يخلو بيتاً فرعونياً من أدوات تجميل العينين، وعلى الأخص المكحلة، حيث عثر في مقابر الفراعنة على أواني الكحل المصنوعة من الجلد والصدف والخشب والعاج، والتي اختلفت تبعاً للمستوى الاجتماعي لصاحبها في الخامة المصنوعة منها والجواهر التي ترصعها.

"الأدجو" و الـ"ميسديميت" نوعين من المواد لرسم العينين التي استخدمها المصريين القدماء، الأول مصنوع من حجر "المالاكيت" الأخضر، وهو عبارة عن خامة خضراء من النحاس الأحمر تستخرج من جبال سيناء، بينما المادة الثانية "ميسديميت" فمصنوعة من سبيكة رمادية داكنة من الرصاص مشتقة إما من كبريتات الأنتيمون أو كبريتات الرصاص ومصدرها مناجم أسوان والبحر الأحمر، وكان يتم تجهيزها بمزج البودرة مع الدهون الحيوانية لتلصق بإطار العينين.

"فصيلة السنوريات" هو أهم ما يميز رسم العين المصرية القديمة، حيث أنها مستوحاة التي تنتمي لها القطط وهي الحيوانات التي نظر لها الفراعنة بعين التقديس، فصارت عيونها مصدر الإلهام الأول للجمال، تفنن قدماء المصريين في تصميمها بأشكال مختلفة يجمع بينها الإثارة والجاذبية، ويميزها عن بعضها البعض طريقة سحب الخطوط المرسومة أسفل العين، وكذلك تصميم خطوط الحواجب. 

البشرة القمحية التي تميز بها المصرين هي التي تناسب رسم العيون أيضاً تدريجاتها حتى اللون الأسمر، كما اعتادت الملكات الفرعونيات صبغ وجناتهن باللون الأحمر المستخرج من نوع من الطين الملون بشكل طبيعي والذي يحتوي على أوكسيد المعادن.