"الفجر" داخل حديقة "أنطونيادس" بالإسكندرية .. وتفاصيل جديدة في واقعة سرقة "التمثال" (صور)

محافظات

بوابة الفجر


انقلب الشارع السكندري ومواقع التواصل الاجتماعي رأسًا على عقب، فور علمهم بواقعة سرقة أحد التماثيل الرومانية النادرة من حديقة "أنطونيادس" بمحافظة الإسكندرية، وهي الحديقة التي تقع على مساحة نحو 170 فدانًا تقريبًا، وتضم مجموعة مميزة من التماثيل الرخامية النادرة لشخصيات أسطورية وتاريخية.

واقعة سرقة التمثال فتحت الكثير من التساؤلات والجدل بين المواطنين، كونها لم تكن الواقعة الأولى، حيث شهد العام الماضى واقعة إخرى مشابهة بعد إختفاء تمثال "كاتمة الأسرار" الشهير من حديقة الأزاريطة بميدان الخرطوم وسط الإسكندرية، وهو ما أدى إلى إرتفاع حالة الجدل والغضب بين أهالى المحافظة الساحلية، عقب تكرار الواقعة هذا العام وسرقة تمثال حديقة أنطونيادس، متسائلين عن الهدف الحقيقى وراء مثل هذا الوقائع من ورائها، وهل سيعود التمثال المسروق أم ذهب بل عودة.

انتقلت كاميرا "الفجر" لحديقة "أنطونيادس" مكان تواجد التمثال المسروق قبل اختفاءه، للتعرف أكثر عن طبيعة المكان.

وفي بداية وصولنا لحديقة "أنطونيادس" من الطريق الواصل من بحيرة المحمودية، رصدت كاميراتنا حالة الإهمال الكبير الذي لا يوصف إلا بالكارثي في الأسوار المحاوطة للحديقة، والتى من المفترض أن تكون حامية لها من الداخل، حيث إختلفت أنواع الأسوار بين الحجرية والحديدية ولكن في النهاية الإهمال واحد.

ففي الأسوار الخلفية للحديقة وهي الأسوار الحجرية، وعبارة عن أسوار أسمنية مهشمة بعدها ومنهارة الاخرى من الأعلى وبأسفلها من الخارج عدد من البلوكات الأسمنية أو الأرصفة الخاصة بالشوارع، والتي كان يستعملها الأشخاص وصغار السن في التسلق للدخول إلى الحديقة، فيما ظهر على الجانب الأيمن للحديقة والتى بالقرب من مبنى الرقابة الإدارية الأسوار الحديدية والتي تشبه للأبواب القديمة المُقسمة، والتى ظهرت هي الأخرى حالة الإهمال الشديد التي أوصلتها للتهشم والتكسير من بعض المواطنين للمرور بداخلها إلى الحديقة.

إضافة إلى حالة التدهور التام في الأسوار المحيطة للحديقة، ولجأ مسؤولو الحديقة إلى التفكير في الحل المؤقت بدلًا من علاج الثغرات، حيث لجأوا إلى سد الثغرات المفتوحة في الأسوار وذلك باستخدام الأخشاب والحبال، وهو يفتح الكثير من التساؤلات عن الثغرة التي استخدموها القائمين بالواقعة في سرقة التمثال وخروجه إلى خارج الحديقة رغم ثقالة وزنه، في ظل أن المنطقة تعتبر من المناطق الحيوية من الدرجة الأولى لوقعها في عزبة سعد بمنطقة سموحة وبالقرب من المبانى الهامة على المحور الرئيسى لترعة المحمودية.

وتستكمل "الفجر" جولتها داخل الحديقة، وخاصة فى الركن رقم 2 والذى يعرف بـ"أنطونيادس 2"، وهو الركن المتواجد الذى حدثت بداخله واقعة السرقة، حيث يظهر وكأنه خاويًا إلا من بعض العاملين فى تأقليم الأشجار والنظافة العامة للمكان، وقد تم رصد العديد من التمثايل الأخرى في المكان من ضمنهم ما يشابه التمثال المسروق، وبعض التماثيل الأخرى منها تماثيل فينوس آلهة الجمال وهي تحمل مرآة كبيرة تعكس أشعة الشمس في الصباح تجاه نوافذ القصر الجنوبية، أيضا تماثيل تمثل الفصول الأربعة إضافة لأسود مصنوعة من المرمر.

وكشف أحد العاملين بداخل الحديقة "فضل عدم ذكر اسمه" لـ"الفجر" قائلًا: واقهة سرقة التمثال حدثت يوم الخميس الماضى 16 فبراير، وتحديدًا في الساعة الرابعة والنصف فجرًا، مشيرًا إلى أن جميع التماثيل المتواجدة داخل الركن من النوع النادر جدًا، مشيرًا إلى أن من يقومون بحماية الحديقة هم 3 أشخاص فقط ويعملون في الوردية الليلية، وتم تعينهم منذ فترة قريبة قادمين من مركز أبو حمص بمحافظة البحيرة، مؤكدًا إلى أن النيابة تواصل التحقيق معهم منذ بداية الواقعة وحتى هذا اللحظة.

ورغمًا عن حدوث الواقعة بالفعل، إلا أن اللواء وحيد رضوان رئيس حى شرق الإسكندرية، قد أكد لـ"الفجر" أنه لم يصله بلاغات بأى حوادث سرقة بالحديقة التى تقع بمحيطه، مشيرًا إلى أن إشراف الحديقة يتبع وزارة الزراعة.

فيما قال الدكتور مصطفى بخشوان وكيل وزارة الزراعة بالإسكندرية، إن إدارة حدائق انطونيادس تقع تحت مسئولية معهد بحوث البساتين بالقاهرة، وأن مديرية الزراعة ليست لها أى سلطة عليها، مبينًا أن المديرية حاولت تطوير الحدائق بعد إهمالها، إلا أنه تم الاصطدام بالتبعيات الإدارية وتوقفت عمليات التطوير.

من جانبه أكد الدكتور محمد عبد الجليل، مدير معهد بحوث البساتين بالقاهرة، إلى أن التمثال المسروق ليس أثريًا، مشيرًا إلى أنه تم على الفور تحرير محضر يحمل رقم 3607 2017 بتاريخ 1722017 بواقعة السرقة.

من جانبه أحال الدكتور محمد سلطان، محافظ الإسكندرية، مدير حدائق أنطونيادس للنيابة، وذلك حيال واقعة سرقة تمثال لسيدة من الرخام من الحديقة، مؤكدا على أنه لن يسمح بأي تهاون أو مخالفة في حق مدينة الإسكندرية وتاريخها،وسيتم تطبيق عقوبات رادعة تجاه أي مخالف.

وتواصل المحافظ مع وزير الزراعة للتأكيد على اتخاذ إجراءات تأمينية مثالية لحدائق أنطونيادس من خلال معهد بحوث البساتين بوزارة الزراعة، حفاظا على التراث.

من جانبها تواصل نيابة سيدي جابر تحقيقات موسعة في واقعة سرقة التمثال، وكشفت التحريات الأولية عدم أثرية التمثال، فيما كشفت الواقعة ذاتها عن أن تنازع الاختصاصات هو ما أدى إلى الحالة المتردية التي باتت عليها حديقة "أنطونيادس" التي كانت مزارًا يتحاكى به أهالي الإسكندرية والمحافظات كافة.