مجموعة "ليثيوم" لـ تميم هنيدي في منتدى السرد في اتحاد الكتاب بالشارقة (صور)

الفجر الفني

تميم هنيدي
تميم هنيدي


استضاف منتدى السرد في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، في جلسته مساء الأربعاء القاص السوري تميم هنيدي، ومعه الكاتبة والمسرحية أمل حويجة التي قدمت إضاءات على تجربة هنيدي في مجموعته الصادرة مؤخراً (ليثيوم).

 

أدار الأمسية وقدم لها القاص الإماراتي محسن سليمان عضو مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات ورئيس منتدى السرد، وقد افتتح سليمان حديثه بسؤال إشكالي حول ما إذا كان من مهمة الأدب أن يكون وسيلة تثقيف أو ترويج لقضية من القضايا، أم أن للأدب شروطه الخاصة التي ينبغي أن يكون مخلصاً لها.

ثم انتقل الحديث إلى الكاتبة أمل حويجة التي أشارت إلى أن أهمية المجموعة تكمن في موضوعها، فهي تتناول ما يسمى في علم النفس (الاضطراب الوجداني ثنائي القطب)، وهو مرض نفسي شائع، لكنه الاهتمام به ما زال أقل مما يجب، الأمر الذي ضاعف من معاناة ضحايا هذا المرض. فالمريض يعاني من تقلبات حادة في المزاج، بحيث يساء فهمه على الأغلب، وكثيراً ما يتم تحميل المريض نفسه مسؤولية هذه التقلبات، في حين أنه بحاجة إلى علاج.

 

وذكرت حويجة أن القارئ لنصوص المجموعة يشعر بقرب شخصياتها منه، وقد تتبادر إلى ذهنه نماذج من الشخصيات المحيطة به، أو قد يرى نفسه فيها، ما يدل على براعة الكاتب في الدخول إلى عالم الاضطراب الوجداني ثنائي القطب، وفهمه لطبيعة هذا المرض. ونوهت حويجة في ختام حديثها بقدرة الكاتب على الوفاء بشروط الفن، حيث كانت النصوص متماسكة من حيث بنيتها الفنية، ولم تقع في فخ المباشرة.

 

ثم تحدث هنيدي عن المرض معرفاً به، ومشيراً إلى معايشته لنماذج من ضحاياه، ثم قرأ ثلاثة نصوص هي (ليثيوم) و(قناع) و(سوء تفاهم)، وقد قدمت هذه النصوص حالات مختلفة للمرض، ففي (ليثيوم) نجد أنفسنا إزاء فتاة في حالة جمود عاطفي، بحيث تبدو منفصلة عن واقعها، وهو ما يدفعها إلى الإعجاب بلوحة معينة في معرض دعيت إليه، وكانت تعبر عن حالتها هي، فهي لوحة لوجه جامد متحجر الملامح لا يشي بأي نوع من الأحاسيس. في حين عرضت قصة (القناع) لحالة تعدد الأمزجة وتقلبها، وعرضت (سوء تفاهم) لدرجة مبالغ فيها من القلق كانت تعيشها البطلة تجاه حبيبها، فيما هو يعيش حياته على نحو طبيعي.

 

وفي المداخلات التي تلت الأمسية توقف المتحدثون عند سؤال محسن سليمان الذي أثاره في البداية، وكان الاتفاق على أن الفن عالم خاص مستقل بذاته، ولا يمكن أن يكون أداة أو وسيلة لتمرير أغراض أخرى، لكن بعض المتداخلين ذكر أن نصوص المجموعة لم تخرج عن هذا الإطار، وأنها كانت مخلصة بالفعل لشروط الفن، وكل ما في الأمر أن الكاتب بنى عوالمه القصصية مستفيداً من الطبيعة الخاصة التي تميز شخصيات المصابين بمرض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب، وهي طبيعة تراجيدية لأنها تضع الإنسان في صراع بين الحالة وأقصاها، فمن أقصى درجات الخمول إلى أقصى درجات النشاط، ومن أقصى درجات الحزن والسوداوية إلى أقصى درجات الفرح والإقبال على الحياة.. وهكذا..

 

كما أشار بعض المتداخلين إلى أن أسلوب هنيدي في القص يحمل في طياته ميلاً نحو عالم الرواية، ما دفع البعض إلى التلميح بإمكانية تطوير بعض قصص المجموعة لتكون رواية.

 

وفي ختام الأمسية قدم محسن سليمان شهادتي تقدير باسم اتحاد كتاب وأدباء الإمارات إلى كل من هنيدي وحويجة على مشاركتهما.