تعرف على قصة معركة الصحابة الأربعة !

إسلاميات

عركة الصحابة الأربعة
عركة الصحابة الأربعة - تعبيرية


هناك على أرض مؤتة منطقة تقع بالأردن الآن دارت معركة كبرى بين المسلمين والروم مع حلفائهم من العرب وذلك في جمادى الأولى عام 8 هـ.

وسببها أن الرسول "صلى الله عليه وسلم" أرسل الحارث بن عمير الأزدي إلى والي بصرى الشام، فقتله شرحبيل بن عمرو الغساني سيد مؤتة، وهو في الطريق، ثم أرسل النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك سرية إلى (ذات أطلاح) برئاسة عمرو بن كعب الغفاري وعدد رجالها خمسة عشر رجلاً؛ حيث دعا رجال السرية أهل ذات أطلاح إلى الإسلام فأبوا بل قتلوهم جميعًا، ونجا عمرو وحده وعاد إلى المدينة، ثم علم النبي صلى الله عليه وسلم باستعدادات الروم العسكرية بمشاركة بعض القبائل العربية؛ كل هذه الأسباب حملت النبي صلى الله عليه وسلم على تجهيز حملة للثأر للقتلى وتأديب المعتدي واختبار قوة الأعداء والتعرف على أسباب تجمعهم على أطراف الأردن المجاورة للحجاز.

وتم إعداد جيش من ثلاثة آلاف بقيادة زيد بن حارثة وساعتها قال النبي صلى الله عليه وسلم :”إن أصيب زيد فجعفر بن أبي طالب فإن أصيب فعبد الله بن رواحة على الناس”، فلما قتلوا أخذ الراية خالد بن الوليد.

وكانت أخبارُ هذا الجيش قد وصلتْ إلى الروم، فجهزوا لملاقاتِه مائة ألف، وانضم إليهم مائة ألف أخرى من نصارى العرب، فكانوا مائتي ألف، مُقابِلَ ثلاثة آلاف من المسلمين.
ثم التحم الفريقان في قتال عنيف واستُشْهِدَ قائِدُ المسلمين الأول زَيْد بن حارثة فأخذ الراية القائد الذي يليه جعفر بن أبي طالب، وقاتل بالراية فقطعت يمينه، فأمسك الراية بشماله، فقطعت شماله، فاحتضن الراية بعضديه حتى استشهد ولقد أبدله الله تعالى عن يديه جناحين يطير بهما في الجنة.

ورغم استشهاده لم تَسْقُطِ الراية بل أخذها القائد الثالث عبدالله بن رواحة فقاتل حتى استشهد، ثم اجتمع الناس على خالد بن الوليد، فأخذ الراية، وقاتل قتالاً مريرًا حتى تكسَّرت في يده تِسْعَةُ سيوف من شدة القتال.

وفكّر خالد بن الوليد في إنقاذ الجيش الإسلامي الذي لا قدرة له على مواجهة جيش الروم وحلفائهم العرب، فبادر بتغيير المواقع لجيشه حتى يوهم الروم بأن المدد قد جاء ونجحت خطته، وأنقذ خالد ما تبقى من الجيش عائدًا للمدينة.

 وفي المدينة صاح الناس فيهم يا فرار.. يا فرار.. أي (الذين فروا من القتال خوفا)  فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “إن الغنيمة في رجوعهم إلينا سالمين من موت كان محتمًا عليهم، بل إنّهم الكرار إن شاء الله”.