تورط "العنانى" فى حماية أصحاب المحاجر المتعدين على آثار دهشور

استغاث مسئولو منطقة آثار دهشور، بالدكتور خالد عنانى، وزير الآثار، لوقف تعديات أصحاب المحاجر على المنطقة وممارستهم أعمال الحفر والتكسير قرب الهرم المنحنى، دون مبالاة المحاضر التى يحررها مسئولو المنطقة ضدهم، فكانت النتيجة إصدار الوزير قراراً بنقل مدير المنطقة إلى إدارة التوثيق الأثرى بالهرم، وتعيين شخص آخر مكانه سبق وتم تحرير محاضر لأفراد من أسرته عام 2012 لتعديهم على منطقة دهشور، وكأن الوزير يقوم بإبعاد الموظفين المزعجين للمتعدين على الآثار.

بداية تعديات أصحاب المحاجر كانت بمحجر يبعد مسافة 1000 متر من الهرم المنحنى بدهشور، فحرر محمد يوسف على، مدير منطقة دهشور وقتئذ، محاضر ضدهم لإيقاف العمل الفورى بالمحجر، ولكن بدلاً من اتخاذ الإجراءات القانونية ضد المتعدين فوجئ الجميع بإبعاده عن منصبه وتعيين مساعده عادل عكاشة، فى موقعه، فى تعريض للمنطقة بالكامل لخطر التعديات.

وقال محمد يوسف على، مدير المنطقة المنقول لـ«الفجر» إنه من المفترض أن تبعد المحاجر 3 كيلومترات عن أى منطقة أثرية ولكن منذ حوالى 6 أشهر بدأ بعض الأشخاص فى الزحف والتوسع حتى اقتربوا مسافة 1500 متر من الهرم المنحنى ثم تقلصت المسافة لـ1000 متر فقط، فكان يجب التدخل السريع لإيقاف هذه المهزلة التى تشوه المنطقة الأثرية وتعرض الآثار للخطر.

وأضاف، يوسف: إنه فى الحالات العادية يتم تحرير محضر للمتعدى ولكن هذا الإجراء قد يستغرق عاما كاملا قبل وقف التعدى فعلياً ومعاقبة مرتكبه، ولأن الوضع فى دهشور لا يحتمل الانتظار حاول بمعاونة عدد من رؤسائه التواصل مع الوزير مباشرة، عبر الدكتور زاهى حواس، وزير الآثار الأسبق، والذى وعد بالتحدث إلى الوزير عنانى، كما أرسل يوسف، استغاثات إلى القوات المسلحة، بعدها فوجئ بقرار نقله.

وتابع: «منطقة دهشور من أهم المناطق الأثرية وتضم أول هرم كامل بالتاريخ كما أنها تتبع قائمة التراث العالمى الموجودة تحت حماية اليونسكو وأى تعديات أو تشويه لهذه المنطقة فضلاً عما سيسببه من تعرض الآثار للخطر ربما يتسبب أيضاً فى خروج المنطقة من قائمة التراث العالمى».

واعتبر أثريون أن تعيين عادل عكاشة مديرا لآثار دهشور، قرار غير صائب ومخالف للقانون وذلك لكون عكاشة من أهالى المنطقة، وتسكن أسرته فيها، وسبق وتم تحرير محاضر ضد عدد من أفراد أسرته لتعديهم على أراض أثرية بالمنطقة وبالتالى وجوده مديراً فى منطقة قد يؤدى لمجاملة أسرته أو التغاضى عن مخالفاتهم.