"إني أُشركتُ في الأمر معكَ".. اليكم قصة هذا الرجل الذي ادعى النبوة !

إسلاميات

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


مسيلمة الكذاب.. الرجل الذي ادعى النبوة وألف كلاما ادعى أنه منزل من السماء، هارون بن حبيب الحنفي، من قبيلة باليمامة ولقبه مسيلمة، وكان قد ادعى النبوة، وتكهن أثناء حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد وفد مسيلمة مع وفد قبيلته “بني حنيفة” في سنة 9هـ المعروفة بعام الوفود.

 والظاهر أنه لم يسلم أصلًا؛ حيث صدر منه الأنفة والطموح إلى الرياسة، وقد قال للوفد بعد أن رجعوا من عند الرسول صلى الله عليه وسلم: “إن جعل لي محمد الأمر من بعده تبعته”، وأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتألفه لما رأى فيه من طموح، فجاء خيمة “بني حنيفة” ومعه خطيبه “ثابت بن قيس” وكلم مسيلمة، فقال له مسيلمة :”إن شئت خلينا بينك وبين الأمر، ثم جعلته لنا من بعدك”، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لو سألتني هذه القطعة “قطعة من جريد” ما أعطيتكها”.

 فلما رجع مسيلمة إلى قومه ادعى النبوة، وأحل المحرمات فتبعوه، وهو مع ذلك يعترف للرسول صلى الله عليه وسلم بالنبوة، وكتب كتابًا للرسول صلى الله عليه وسلم قال فيه: “إني أُشركتُ في الأمر معكَ، وإن لنا نصف الأمر ولقريش نصف الأمر”، فرد عليه الرسول صلى الله عليه وسلم بكتاب قال فيه: {إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [الأعراف .

وقد أرسل له الرسول صلى الله عليه وسلم رجلًا من عنده اسمه ” الرجّال بن عنفوه” ليثبِّت أهل “اليمامة”  ويقف أمام “مسيلمة الكذاب”، فكان هذا “الرجال” أعظم فتنة على “بني حنيفة” من مسيلمة نفسه؛ حيث قال هذا الخائن: “إن محمدًا قد قال إن مسيلمة قد أشرك معه”، فصدقوه، واستجابوا له.

 وكانت أفعال مسيلمة تظهر كذبه، فقد بلغه أن الرسول صلى الله عليه وسلم يمسح بيده على رؤوس الأطفال ويحنكهم، ففعل نفس الأمر فأصيب الصيبة بالصلع، ولثغ كل صبي حنكه.

وقد حاول الكذاب أن يحاكي القرآن تغريرا بعقول السذج من قومه فجاء كلامه سخيفا ركيكا.

ولعل الذى قوى شأن “مسيلمة الكذاب” عدة أمور منها : قوة قبيلته “بني حنيفة”، وفتنة “الرجال بن عنفوه”، والعصبية القبلية التى لعب عليها حتى قالوا فيه: “ولكن كذاب ربيعة أحب إلينا من صادق مضر (النبي صلى الله عليه وسلم)” .

وعندما قامت حركة الردة ومدعي النبوة، عقد الخليفة أبو بكر الصديق أحد عشر لواء لمواجهتها في كل مكان، وفي آن واحد وكانت نهاية هذا الكذاب في اليمامة عندما تحصن هو وبنو حنيفة في حديقة لهم واستطاع المسلمون أن يقتحموها ووصلوا إلى قصره وقتل بحربة وحشي وسيف أبي دجانة رضي الله عنهما.