جورج رفلة يكتب: الأحكام المسبقة

ركن القراء

جورج رفلة
جورج رفلة


نحن بارعون بل متنافسون في إصدار الأحكام المسبقة على كل ما نراه ونلاقية وعلى تقريباً كل الأشخاص الذين نقابلهم في حياتنا.

 

هل هذه طبيعة بشرية؟ أم هي عنصرية متخفية؟ أم  هو تأثير المجتمع المحيط بنا و ثقافتنا؟ ولكن يبقى الامر قاس ومستفذ.

 

هل فكرت كم مرة أصدرت احكامك المسبقة على اشخاص تكتشف فيما بعد كم كنت مخطأً بشأنهم؟

 

كم من مرة اتهمت الآخرين بما تراه فيهم ثم اكتشفت انك نفسك قد تملك نفس الصفات التي اتهمتهم بها (كنوع من الإسقاط ربما)؟

 

إن إصدار الأحكام المسبقة على الآخرين إنما هو حكم قبل المداولة وليس بعدها.

 

لماذا لا نمنح أنفسنا فرصة التعرف والتلاقي مع هؤلاء الآخرين المختلفين عنا لنتعرف عليهم عن حق؟ ربما نكتشف أنهم غير ما توقعناه وقررناه بل هم أبرياء من حكمنا الذي أصدرناه.

 

إننا نصدر أحكامنا المسبقة على اساس ما تكوٌن لدينا من من معرفة وخبرات حياتية سابقة، ولكن هل خبرتك ومعرفتك تؤهلك على إصدار أحكام على الآخرين المختلفين عنك؟ لمجرد إختلافهم؟!! أم هو شعور بالعلو والفوقية تجاههم؟

 

أعتقد لو اتينا بأفضل العلماء والباحثين في العلوم الإجتماعية فلن يسمح لهم علمهم أو ذكائهم في إصدار أحكام مسبقة صحيحة أو حقيقية.

 

إن مع كل حكم مسبق تصدره على الآخرين تعطي لنفسك حق غير مشروع في الحكم عليهم طبقاً لما تراه أنت، والذي ليس بالضرورة هو الحقيقة، لكن تذكر كما أنك تعطي هذا الحق لنفسك فإن الآخرين قد يفعلون بالمثل وربما تكون أنت نفسك المحكوم عليه.