سامح المشد يطلق كتابه " العلاقات الدبلوماسية بين مصر وأذربيجان"

الفجر الفني

سامح المشد
سامح المشد


أطلق المستشار الدبلوماسي سامح المشد، كتابه  " العلاقات الدبلوماسية بين مصر وأذربيجان الدولة والكيان".

 

وننشر عرض وتحليل الكتاب :

إن العلاقات الدولية تآلفت وتكاتفت، تحاربت وتصارعت، أوتحدت وإلتحمت، كل هذه مقدمات لتوال تحكمها وتوجهها العلاقات الدبلوماسية فهي جذور لتلك العلاقات الدولية سلما كانت او حرباً، وهي الاسباب التي تقوم عليها إن لم ترقى إلى مرتبة المسببات.

 

فكتاب "العلاقات الدبلوماسية بين مصر وأذربيجان الدولة والكيان " إنما جاءت فحواه ممنهجة وموضحة لهذا الصدد، والذي عمد على تأليفه المستشار الدبلوماسي سامح عبد الوهاب المشد والذي لايألو جهداً إعلاءا لقيمة الدبلوماسية، وتوطيد لفاعليتها على كافة الأصعدة وسبل التعاون المقترحة بين دولتين.

 

فالسياسة الدولية إنما ترتكز على ركيزتين أساسيتين هما الدبلوماسية والحرب، إلا أن نجاح الدبلوماسية وأن تترتب الآثار المتغياه منها إنما يجعل الإنحسار لحيقا بركيزة الحرب.

 

فمأرب المؤلف الدبلوماسي إنما يبدو جليا في ترسيخ قيمة الدبلوماسية إيماناً بها وكشفا لها لاخلقا لتلك القيمة، والتي أسهب في سردها سردا بلا علة. في هذا الكتاب " العلاقات الدبلوماسية بين مصر وأذربيجان الدولة والكيان "فدولتان كهاتين إنما تبرز ريادتهما عبر أحقاب زمنية، تمتد إلى نشأتهما وإلى موقع كل منهما الإستراتيجي، والذي جعل منهما مطمعا لكل محتل غاصب، إلا أن قوة السيادة التي هي على رأس مبادئ القانون الدولي، وحماية تلك السيادة بقوة الدولة على الصعيد العسكري رد الغاصبين في كلتا الدولتين والتاريخ يشهد، وإن إنحسرت القوة العسكرية أحلت محلها الدبلوماسية القوة الناعمة، وكانت لها أثرها في إسترداد أراضي محتلة في كافة أرجاء المعمورة عامة وفي شأن الدولتين محل الكتاب خاصة.

 

يبدو لكل قارئ في المجال الدبلوماسي مدى إلمام الكتاب بتاريخ الدبلوماسية وتطورها حتى العصر الحديث ودورها الذي يعلمه القاصي والداني، وإسقاط هذا الدور على الدولتين النموذج الكامل لنشأة العلاقات الدبلوماسية وتطورها، وإلحاق هذا التطور الدبلوماسي بالعلاقات الناشئة والقائمة فيما بينهما.

 

فهذا الكتاب يفصل في فصله الأول أركان دولة أذربيجان الجمهورية وتوضيح الأحقاب التي توالت وتواكبت عليها وإحتلالها ودور المحتل المختل السوفيتي في محاولة فاشلة في تمزيق أراضيها، ثم وإستقلالها من براثن هذا المحتل منذ ربع قرن من الزمان وتطورها على كافة الأصعدة السياسية والإقتصادية والعسكرية، حتى تصبح دولة لها الريادة والقيادة يسعى العالم لخلق سبل التعاون معها.

 

ثم عرج بنا المؤلف إلى أذربيجان وتطورها على الصعيدين السياسي والإقتصادي وهذا في الفصل الثاني من هذا الكتاب، ودور النفط في خلق الطفرة التطورية على الصعيد الإقتصادي في أن تخطو خطوات واسعة في ظل صراعات دولية لاتنتظر أحد ولاتلتفت لأحد البقاء فيها للأقوى، لكنها فرضت وجودها وأقرت الدول بقيمة هذا الوجود ضمنا بالسعي في التعاون الدولي معها شتى المجالات.

 

ولقد تطرق المؤلف الدبلوماسي سامح المشد إلى حضارة كلتا الدولتين، وسحر وجمال ينتسب لكل منهما مأربا سياحيا ومزارا، فكل منهما لها معالمها وآثارها التي لايمل التاريخ من ملأ آذان الأنام بها،فأذربيجان دولة محورية على هذا الصعيد شرقية وغربية في آن واحد ومصر العريقة الأصلية تعلم العالم وتروي الأساطير وتحكي له سيادتها وإمارتها على مر العصور والأحقاب.

 

وفي تفنيد غير منقوص أوضح المؤلف بجلاء العلاقات الدبلوماسية والإتفاقيات الثنائية بين البلدين وعلاقة أذربيجان الدبلوماسية بباقي دول العالم وسياستها الخارجية.

كما تفضل سيادته بالتطرق إلى أهم القضايا التي تمس الأمن والسلم الدوليين والتي تزعزع جزء من سيادة أذربيجان على كامل أراضيها وتقلص حدودها وهي الصراع الأذربيجاني الأرميني، والذي يمتد إلى ربع قرن من الزمان، عانت فيه أذربيجان من شتى أشكال الترهيب والعنصرية والتطهير العرقي والإستيطان المؤمن بالتسليح الغير شرعي، وبقرارات دولية وإتفاقيات صدق عليها المحتل السوفيتي، وأصبحت ذريعة ودستورا لبقاء الإحتلال، لكن رسالة أذربيجان للعالم أنها في ظل تلك المثابرة والمحاولات السلمية لإسترداد كامل أراضيها، وفتح أوراق التاريخ ووثائقه التي يتضح منها صدقاً وعدلا ماهي حدود أذربيجان؟  وإستصدار قرارات مجلس الأمن التي تؤكد بما لايدع مجالاً للشك أن أرمينيا لاتاريخ لها ولا وجود شرعي ولاتمثل إلا إحتلالا لتلك الأراضي الأذرية.

 

كل هذه الأطروحات سلمية لأن غاية أذربيجان هي إسترداد الأرض بدون الدم بالرغم من إستباحة هؤلاء الأرمن لدماء وأعراض الآذريين وترحيلهم حتى إكتمال عملية الإستيطان المسلح على مرآى ومسمع من العالم، لذا إن كان هذا الطرح لن يؤتي ثماره فلامانع لدى أذربيجان من الخيار العسكري وهي القادرة والحق يؤدها بنصره، وهذا طبقاً لميثاق الأمم المتحدة في حق الدولة المحتلة في تحرير أراضيها.

 

تلك أوراق سطرها المؤلف المستشار الدبلوماسي سامح المشد تحمل أسمى معاني الدبلوماسية وغاياتها وأهدافها، والتي تبدو إتفاقاً وتعاهدا فيما بين مصر وأذربيجان إحقاقا للسلم والأمن الدوليين من ناحية، والتكامل والتعاون الدوليين من ناحية أخرى، وإيمانا منه وعقيدة في حق الشعب الآذري في تقرير مصيره، طرح قضية على العالم أن يصيخ السمع لها فهنا حرية قد أغير عليها، وأن يؤازر إستردادها بالقوة البيضاء قوة الدبلوماسية.