حمدي الكنيسي يكتب: ماسبيرو.. لا تحزن

الفجر الفني

بوابة الفجر


- في مستهل الستينيات من القرن الماضي نهض مبني »ماسيبرو» شاهقاً جميلاً مطلاً علي النيل مباشرة، محتضنا كوكبة من الاعلاميين التليفزيونيين الذين انضم اليهم زملاؤهم من الاذاعيين بعد مرحلة أو شارع الشريفين، وسرعان ما انترع »ماسبيرو» الريادة الاعلامية علي المستوي العربي والاقليمي بالاداء المهني الوطني الراقي والانتاج الفني والدرامي المتميز.

 

-في هذه الايام يطل ماسبيرو علي صديقه النيل وقد اكتست ملامحه الاعلامية بالحزن والاسي حيث يعتريه القلق والتوجس من الحملات الممنهجة التي يتعرض لها وكأنها خطة مكشوفة للقضاء عليه وضرب تاريخه الحافل بأعظم الانجازات. وان كان لي ان أتحدث معه سأقول له : عزيزنا ماسبيرو لا تحزن ولا تهن فأنت أكبر وأقوي من كل المهاترات والمؤامرات إذ يكفيك شرفاً يا ماسبيرو أنه منك انطلق »صوت العرب» ليجمع الامة العربية ويحشدها دفاعا عن قضاياها وساهم مباشرة في معارك التحرير والاستقلال التي خاضتها دول عربية.. منك »يا ماسبيرو» تعرف العالم  علي نجوم وعمالقة الفن والثقافة والرياضة، وكنت- ومازلت -مقصد كل فنان عربي يدرك أنك مجاله للانطلاق نحو الشهرة ومنك يا ماسبيرو انطلقت  الاعمال الدرامية الوطنية التي جعلتنا نشعر بالفخر والاعتزاز وقيمة الانتماء، فمن ينسي: رأفت الهجان، ودموع في عيون وقحة، والحفار والصعود الي الهاوية و الثعلب والطريق الي ايلات وغيرها من المسلسلات والافلام، مثلما انطلق »صوت المعركة» الاذاعي الذي نقل  من جبهة القتال وقائع حربنا الاكتوبرية المجيدة وقدم  بطولات رجال جيشنا نماذج رائعة للشجاعة والتضحية والفداء، ثم انه منك يا ماسبيرو انطلقت الدراما الاجتماعية كما يجب ان تكون مثل ليالي الحلمية، الشهد والدموع، أرابيسك، المال والبنون ، ضمير ابلة حكمت، لن اعيش في جلباب أبي، وغيرها من روائع الدراما كذلك منك يا ماسبيرو انطلقت المسلسلات الدينية والتاريخية بكل ما تحمله من قيم  ودروس.

 

هذا كله قليل من كثير ولعلك سمعت فيما سمعت أنك اعتمدت واكتفيت برصيدك الهائل وتوقفت أو  كدت عن مواصلة مسيرتك الاعلامية المتميزة وهنا »مربط الفرس» حيث انقض عليك يا ماسبيرو المتربصون بحسن او بسوء نية، فمنهم من تصور ان المنافسة معه بالقنوات والاذاعات الخاصة والعربية تقتضي الاساءة اليه و الانتقاص من قيمته وعطائه ومنهم - أعداء مصر في  الخارج والداخل - الذين يسعون الي ضرب المؤسسات  الوطنية الكبري كالمؤسسة العسكرية والشرطة والقضاء، والقلعة الاعلامية »ماسبيرو» والمؤكد انهم جميعاً سوف يخيب ظنهم وترتد سهامهم الي نحورهم -بمجرد ان تستعيد يا ماسبيرو» قواك وتتجاوز ما عرقل  خطاك - وذلك من خلال الحقائق والخطوات التالية :-

 

١- انت تملك  من الاستوديوهات والمعدات والادوات الهندسية ما لا يملكه اي منافس، كما انك لديك من المكاتب الادارية وقاعات الاجتماعات التي تطل  مباشرة علي النيل ويمكن تحويلها الي مزيد من الاستوديهات تحقق عائدا كبيرا بتأجيرها لقنوات وإذاعات مصرية وعربية ودولية.

٢- انت ياماسبيرو تملك الامكانيات البشرية العديدة  والتي نشرت وتدربت وتعلمت أصول المهنة الاعلامية الحقيقية، والمعروف للقاصي والداني ان قنوات خاصة وعربية ما كانت لتتواجد لولا انهما استعانت - ومازالت- بمذيعين ومقدمي برامج ومخرجين ومصورين وغيرهم من ابناء  ماسبيرو.

 

٣- ما يقال عن مليارات الديون، مردود عليه بأن معظمها فوائد  لبنك الاستثمار يمكن التصالح بشأنها  كما ان لماسبيرو أرصدة هائلة تتمثل في أسهمه ومستحقاته في مدينة الانتاج والنايلسات، واكاديمية الانتاج الي جانب مساحات شاسعة من الاراضي التي يمكن استغلالها.

 

٤-يمتلك ماسبيرو شركة »صوت القاهرة» وقطاع الانتاج ومعهد الاذاعة والتليفريون وجميعها بقليل من التخطيط تحقق ارباحاً ضخمة.

 

٥-من الاعباء المالية التي تحملها ماسبيرو دون مبرر ان إذاعاته وقنواته تولت نقل البيانات والمؤتمرات الخاصة بالمؤسسات الحكومية المختلفة مجانا ودون مقابل، وهذا ما يمكن تداركه  دون اخلال  بالجانب الخدمي لماسبيرو.

٦- تضم مكتبات اذاعات وقنوات ماسبيرو ذخيرة هائلة من التسجيلات البرامجية والدرامية التي اكتسبت قيمة ثقافية وتاريخية تدفع الوسائل الاعلامية المختلفة الي استئجارها لساعات بمقابل مادي هائل.

 

٥- أخيرا أقول لماسبيرو كيف تحزن ولديك كل هذه الامكانيات، ولديك شهادة الرئيس عبد الفتاح السيسي بأنك »أمن قومي» لا مجال للمساس به.. ولديك القدرة علي التخلص من البيروقراطية إياها، ولديك القدرة - مع قيام الهيئة الوطنية للاعلام المرئي والمسموع  والرقمي علي استنفار الطاقات الابداعية والادارية لابنائك.. باختصار لديك الان وليس غدا ما يجعلك تنهض قويا شامخا متباهيا بأنك »هرم مصر الاعلامي» الذي يواصل دوره دعما وسندا للوطن والامة العربية في مواجهة الحروب والمخططات والمؤامرات التي نتعرض لها.

 

المقال نقلا عن "الأخبار"