عادل حمودة يكتب: ليلة سقوط سامح شكري فى أمريكا

مقالات الرأي



1- جهاد الحداد يسرب مقالاً من السجن وينشره فى "نيويورك تايمز" ضد مصر

2- وزير الخارجية "ودن من طين"

3- أنور قرقاش وزير الدولة للشئون الخارجية الإماراتى يغضب من أجل القاهرة ويرد نيابة عن مصر


اشتهرت سويسرا بصناعة الساعات.. وبرعت بريطانيا فى صناعة أمواس الحلاقة.. وغزت فرنسا العالم بصناعة الموضة.. وسيطرت أمريكا على الدنيا بصناعة السينما.. وتحول الإخوان من جماعة صغيرة إلى منظمة دولية متعددة الجنسيات بصناعة الكلام.

وصناعة الكلام صناعة ثقيلة.. لا تحتاج سوى حنجرة ولسان وشفتين وقدرة على تأويل النصوص الدينية لتحقيق مصالح سياسية.. دنيوية.

جند حسن البنا الشباب بكلمات.. ودفع سيد قطب بهم إلى الجهاد بكلمات.. وأقنع خيرت الشاطر الغرب بأنهم تحت أمره بكلمات.. وسعى جهاد الحداد إلى إقناع الولايات المتحدة بأنهم عصافير من الجنة لا يحلمون سوى بعش هادئ يغردون فيه فيطرب العالم لسماع صوتهم.

بعث جهاد برسالة إلى صحيفة نيويورك تايمز بدا فيها حملا وديعا فى غابة شرسة من الشياطين رغم أن وصول الرسالة إلى الصحيفة الأمريكية ينفى تماما ما يدعيه فهو مسجون فى ليمان طرة منذ نحو ثلاث سنوات ورغم ذلك خرجت الرسالة بسهولة من زنزانته الانفرادية ووجدت طريقها للنشر بسهولة ودون عوائق وكأنه فى مدينة ملاهٍ أو فى دار حضانة أو فى منتجع سياحى.

ولست أول من يتساءل عن الطريقة التى هربت بها الرسالة من سجن شديد الحراسة فقد سبقنى إلى ذلك متعجبا أريك تريجر الباحث فى معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى والمتخصص فى الجماعة قائلا على حسابه: كيف نشر القيادى الإخوانى جهاد الحداد المسجون فى قضايا تتعلق بالعنف والتحريض على القتل خلال اعتصام رابعة العدوية هذا المقال فى نيويورك تايمز؟.

والسؤال الأهم: كيف بلعت السفارة المصرية فى واشنطن لسانها وقبلت بما نشر دون أن تغضب أو تنفعل أو تهتز أو تستخدم حقها فى الرد؟.

إن الكتابة قبل كل شىء.. عمل من أعمال العنفوان.. والتراخى الذى تعيش فيه الدبلوماسية المصرية هو نوع من الهوان.

تحت غطاء العجز تدعى الحكمة.. وتحت غطاء الفشل تدعى الواقعية.. وتحت غطاء الضعف تدعى المناورة.

إن الإهمال فى الداخل الذى تسبب فى تهريب الرسالة تضاعف بإهمال فى الخارج بعدم الرد عليها.

ولعلنا نجد العزاء فى تكريم السفير المصرى فى واشنطن ياسر رضا للمطرب تامر حسنى لعل ذلك يدعم موقف السيناتور تيد كروز الذى يسعى جاهدا لتمرير قانون يضع الإخوان فى قائمة الجمعيات والتنظيمات الإرهابية.

ورغبة منه فى استخدام المؤسسات الإعلامية المعارضة للرئيس الأمريكى دونالد ترامب ضد هذا القانون بعث جهاد الحداد برسالته إلى نيويورك تايمز مستغلا حالة العداء بينها وبين الإدارة الجديدة.

يدعى بأن فلسفة الإخوان منذ نشأتها فى عام 1928 مستوحاة من فهم الإسلام الذى يؤكد قيم العدالة الاجتماعية والمساواة وسيادة القانون لكنه يتجاهل التاريخ الدموى للجماعة الذى سطره تنظيمها المسلح من دماء قضاة ورؤساء حكومات وأبرياء لا ذنب لهم سوى أنهم وجدوا فى مواقع التفجيرات صدفة.

وببراءة يضيف: ومنذ تأسيسنا ونحن منشغلون سياسيا فى مؤسسات بلادنا وكذلك اجتماعيا لتلبية الاحتياجات المباشرة للشعب متناسيا تأثير كتابات سيد قطب فى تكفير النظام والمجتمع والتحريض على قتاله حتى يعود إلى إسلامه وهى الأفكار التى لا تزال دستور التنظيمات الإرهابية المشتعلة عنفا وتفجيرا واغتيالا وخرابا.

إن الرسالة رغم حرص كاتبها على التعاطف معه ومع جماعته يسهل تفنيد ما فيها والرد عليها.. وكنت أتمنى أن يتولى ذلك وزير الخارجية سامح شكرى فى مقال لن يكون أمام الصحيفة الأمريكية حسب الأصول المهنية مفر من نشره.. لكننا.. كالعادة نهدر الفرص المتاحة.

لكن.. اللافت للنظر أن وزيرا آخر للخارجية تولى هذه المهمة نيابة عنا.. هو أنور قرقاش وزير الدولة الإماراتى للشئون الخارجية الذى كتب سلسلة من التغريدات على حسابه الخاص فى تويتر يقول: إن جهاد الحداد فى دفاعه عن الإخوان وعلاقتهم بالإرهاب فى نيويورك تايمز انتقائى بامتياز، مشروع الإخوان مشروع متطرف وفكر سيد قطب التكفيرى أساسه.

وأضاف: إن خطاب الإخوان فى الغرب معلب والازدواجية والتقية انقلبت عليهم سجلهم المتطرف والعنيف فصوله عديدة وتلميع صورتهم فى الغرب لن يجدى.

شكرا قرقاش.. هارد لك شكري!.