إسقاط عضوية أنور السادات ليست الهدف يا سيادة الوزيرة

منوعات

غادة والي، وزيرة
غادة والي، وزيرة التضامن الاجتماعي


بمناسبة إسقاط البرلمان لعضوية النائب محمد أنور السادات؛ بعد إفشائه بعض الأسرار التى تخص البرلمان، لبعض الاتحادات التى تمول جمعيته الأهلية، كم مرة من هذا المكان فتحت ملف الجمعيات الأهلية فى مصر، وكيف أنها «سبوبة» يستغلها أصحابها للحصول على تمويل من الخارج، يبدأون بقصة مساعدة الفقراء الغلابة والتصوير معهم والإلحاح على الصحفيين لنشرها؛ لأن تلك الصور هى رأس مالهم. لم يكتمل العام، أظن فى نهاية مارس الماضي، نشرت هنا فى هذه الصفحة، عندما تم التغرير بى، أى والله، وشعرت إن لسه البلد فيها ناس بتشتغل لوجه الله، ده كان اعتقادى، وليس من أجل الشهرة والأموال، تبرعت بمبلغ بسيط للأيتام، أطلقت مجموعة سيدات على نفسهن اسم «حركة أنا مصرية»، صاحبتها تمتلك حضانة، وبوجود شوية ستات ملأن أوقات فراغهن فى الخير، هنأخذ أيتام يقضوا يوم فى مكان واسع وأكلهم وشربهم علينا، ماشى.. دفعت نصف تكاليف الأولاد، وأصررت على الحضور، فأبلغتنى السيدة الوسيطة بينى وبين الجمعية أن الأكل والشرب اللى أنا متكلفة به ورسوم الدخول تبرع بتكاليفها آخرون.

ردت لى 500 جنيه من المبلغ الذى دفعته مسبقا، وذهبت يوم الاحتفال بـ75 طفلا لأكتشف أن كل شىء «ديكور»، لزوم التصوير والشو، بنرات ضخمة بالمكان باسم الحركة وصاحبتها واستيدج ضخم وماكينات تصوير فيديو وفوتوغرافيا على أحدث تقنية عالمية وdj وسباق دراجات ولافتات بلاستيك بالثلاثة متر ترحب بحضور السيد المحافظ، الذى كان آنذاك محمد عبدالظاهر، وكل شوية سيادته جاى وكان يوم جمعة، ومن بعيد منضدة لثرى عربى تبين أنه صاحب جمعية بالخليج، حضر ليرى الجمعية ونشاطها.. واخدين بالكم.

المهم.. كلمت عبدالظاهر وقتها، وأكد أنه لم ولن يحضر، ولم يسمع بتلك الجمعية من قبل، وسألنى من الذى سمح لهم الادعاء بالرعاية، فلقد رفض المحافظ الأسبق منح رعايات لكل الجمعيات التى تستخدم أسماء الأيتام والفقراء، جلست أشاهد المشهد الكوميدى والزيف واستغلال الغلابة، والتحدث باسم الفقراء وكان الأهم الصور، لأنها سوف تنشر على «فيس بوك» وممكن صحافة وتليفزيون، زوج صاحبة الحركة دى توسط لها فى كام برنامج حريمى تطلع تتكلم فيهم، وهى أصلا بتجربتى أخذت منى فلوس تبرعى ولم تعطنى إيصالا بها، لأن الحركة أصلا غير مرخصة، وهذه جريمة أخرى، ناهيك عن إنى عندما ذهبت إلى هناك وجدت الغلابة والأيتام مجرد «كومبارس» لتزيين الصورة، حد متبرع لهم بتشرتات وآخر بالأكل وآخر برسوم الدخول، طب أخذتى فلوسى عملتى بها إيه؟.

كتبت ونشرت ولا تحركت شعرة لمعالى وزيرة التضامن الاجتماعى، التى أقامت مؤتمرًا قبل شهر ونصف تقريبًا فى الإسكندرية عن الجمعيات الأهلية، ولم تكلف خاطرها مثلا تسأل عن مصير أقدم جمعية خيرية بالمحافظة، واسمها العروة الوثقى، وماذا حصل فيها، ومن الذى اشترى أو بالأحرى استأجر لمدة كام سنة المبنى الرئيسى لها وسرح الأيتام الموجودين فيها، بعد منحها مبالغ محترمة، واخد بالك، من هو سيادة المؤجر «المسنود»، المهم المكان كان معروض للإيجار كام سنة بـ9 ملايين، أنتى فين بقى يا سيادة الوزيرة، طب سألتى نفسك عن عيال نصابة تطلق على نفسها نقباء للتنمية وتعديل السلوك، وأصلاً مفيش نقابة فى مصر بالاسم ده، وقاعدين أكلين شاربين فى مكاتب موظفينك بالضمان الاجتماعى.

يا سيادة الوزيرة، محمد أنور السادات حالة صريحة واضحة متصالحة مع نفسها، عندى جمعية.. آه، وباخذ تبرعات، أيون، لكن الدور والباقى على اللى موظفينك عارفينهم وشايفينهم وبياكلوا عيش، هو معاليكى ما تعرفيش إن لما حد يحب يعمل حضانة أو مدرسة معفية من الإجراءات والضرائب يعمل إشهار جمعية تنبثق منها الحضانة والمدرسة؟، وكله على الورق وأمام الموظفين، ولى تجربة وصلت لأروقة القضاء، بيظبطوا كل حاجة، ويا بخت من نفع واستنفع.

ما تعرفيش يا معالى الوزيرة إن ممكن أى حد يعمل جمعية بالتضامن الاجتماعى على الورق لجمع القمامة؛ علشان بعد كده يأخذ قطعة أرض تخصيص من المحافظة لفرز القمامة، ويبنى حجرة صغيرة فيها للاستراحة، قال إيه للعمال، وبعد كده زاوية يصلوا فيها، وبعد كده كُتاب صغير لتعليم الأولاد، وهوبا بعد كده ترخيص بناء مستشفى أو مدرسة انترناشونال تحت هذا الستار، وورينى جمال خطوتك والجدع يأخذ منى شيء، والموظفين بيقولوا عارفين وبيروحوا ويشرفوا وكله بثمنه، يا هانم لو عايزة تنظفى يا ريت نشوف تحرك قريبا.