تعرفي على أهمية العمل التطوعي.. للمجتمع ولك!

الفجر الطبي

العمل التطوعي - تعبيرية
العمل التطوعي - تعبيرية


العمل التطوّعي:

تستمرّ حياة الشّعوب بتكاتف أفرادها فيما بينهم وتعاونهم كيدٍ واحدة، ذلك لأنّ أعباء الحياة ومسؤوليّاتها لا يمكن أن يقوم بها فردٌ واحد أو جهةٌ واحدة، كما أنّ أهداف الحياة تتطلّب تكاتف النّاس وتعاونهم، ومن صور التّعاون بين النّاس الأعمال التّطوعيّة التي يقوم بها أفراد وهيئات يجمعهم حبّ خدمة الإنسان والوطن، وينطلقون من مفاهيم إسلاميّة أصيلة تحثّ على التّعاون بين النّاس وخدمتهم، كما أنّهم ينطلقون من مفاهيم إنسانيّة توجب على الإنسان أن يبذل ويقدّم خدماته لمن حوله بدون أن ينتظر بالضّرورة شكراً أو جائزةً على عمله كحال من ذكرهم الله تعالى في كتابه العزيز إذ قال: "إنّما نطعمكم لوجه الله، لا نريد منكم جزاءً ولا شكورا"، وإنّ هذه الآية الكريمة تُأصّل فكرة العمل التّطوعي في نفوس المسلمين فينطلقون لخدمة بعضهم بحماسٍ وعزيمة محتسبين الأجر عند الله تعالى، وكما قال الإمام الشّافعي:

من يفعل الخير لا يعدم جوازيه

لايذهب العرف بين الله والنّاس


أهميّة العمل التطوعي:
إنّ العمل التّطوعي له أهميّةٌ كبيرة في المجتمع؛ حيث يسهم في تعزيز روح التّكافل بين النّاس وزرع القيم النّبيلة في نفوسهم، فعندما يرى الإنسان من يقف بجانبه ويضع يده بيده ليتحمّل معه مسؤوليّة عملٍ معيّن، فإنّ ذلك يشعره بروح الأخوّة والمحبّة، كما يبعد الشّحناء والبغضاء بين النّاس؛ حيث يعتبر العمل التّطوعي جزءاً من الإحسان وكما قيل:

أحسن إلى النّاس تستعبد قلوبهم

فلطالما استعبد الإنسان إحسان


وإنّ من أهميّة العمل التّطوعي أنّه يخفّف من المسؤوليّات الملقاة على فئة من فئات المجتمع، فقد يجد الكثير من العمّال صعوبةً في تطبيق الواجبات الموكلة إليهم، بينما إذا تطوّع أحدٌ من النّاس لتحمّل المسؤوليّة معهم، توزّعت أعباء المسؤوليّة فلا يشعر أحدٌ بأنّه كلّف بما لا يطيق .

ويحتاج المجتمع للعمل التّطوعي في عددٍ من الأمور التي لا تستطيع الحكومة أن تقدّم فيها المقابل المادي بسبب نقص ميزانيّاتها أو غير ذلك، فبالتّالي فإن العمل التّطوعي يعدّ رافداً للمجتمع بالكفاءات التي تقدّم الجهود في ميادين مختلفة ولا تنتظر المقابل وهذا الأمر يخفّف عن الدولة نفقاتها ومصاريفها فتتوجّه إلى أمورٍ أهمّ في الإنفاق.

وأخيراً يساهم العمل التّطوعي في تهذيب النّفس الإنسانيّة وتعليمها التّواضع؛ حيث لا يتكبّر الإنسان عن خدمة مجتمعه، فتراه يكون مستعدّاً للنّزول إلى الطّرقات للمساهمة في تنظيفها مع غيره ممّن تلقى عليهم مسؤوليّة هذا الأمر، كما تجعله يشعر بهموم النّاس ومشاكلهم حين يطرق باب الفقراء لتوزيع معوناتٍ لهم .