بعد كشف المطرية الأثري.. تماثيل الأجداد تثير غضب المصريين.. وكبير الأثريين يعلق: "مهزلة"

تقارير وحوارات

انتشال تمثال بالمطرية
انتشال تمثال بالمطرية



تصوير: بلال أحمد
بعد عثور البعثة الأثرية المصرية الألمانية المشتركة العاملة على تمثالين ملكيين يعودان إلى الأسرة الـ19، في أجزاء بمحيط بقايا معبد الملك رمسيس الثاني، الذي بناه في رحاب معابد الشمس بمدينة أون القديمة، تعرضت وزارة الآثار لهجوم شرس من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، اعتراضًا على الطريقة التي تم بها انتشال التمثالين، واصفين الأمر بالمهزلة وإهانة للأجداد، فيما أكد خبراء أن الأمر ليس مستحدث، فهذه هي الطريقة المتبعة لانتشال الآثار.
 



البعثة الأثرية تعثر على تمثالين
عثرت البعثة الأثرية المصرية الألمانية المشتركة العاملة بمنطقة سوق الخميس في المطرية بمنطقة عين شمس الأثرية، على تمثالين ملكيين يعودان إلى الأسرة الـ19.
وتم العثور على التمثالين في أجزاء بمحيط بقايا معبد الملك رمسيس الثاني، الذي بناه في رحاب معابد الشمس بمدينة أون القديمة.
 
استخراج تمثالين من المياه الجوفية في المطرية
وشهد الدكتور خالد العناني، وزير الآثار، عملية انتشال تمثالين ملكيين من الأسرة الـ 19، حيث عثرت عليهم البعثة المصرية الألمانية المشتركة، في أجزاء في محيط بقايا معبد الملك رمسيس الثاني الذي بناه في رحاب معابد الشمس بمدينة أون القديمة.
 



تفاصيل التمثالين
وأوضح الدكتور محمود عفيفى، رئيس قطاع الآثار المصرية بوزارة الآثار، أن البعثة عثرت على الجزء العلوي من تمثال بالحجم الطبيعي للملك سيتى الثاني مصنوع من الحجر الجيري بطول حوالى 80 سم، ويتميز بجودة الملامح والتفاصيل.

 أما التمثال الثاني فمن المرجح أن يكون للملك رمسيس الثاني وهو تمثال مكسور إلى أجزاء كبيرة الحجم من الكوارتزيت، ويبلغ طوله بالقاعدة حوالي ثمانية أمتار.


وزير الآثار: سيتم نقل التمثالين للمتحف المصري
قال الدكتور خالد العنانى، وزير الآثار، إن مصر بها آثار كثيرة لم تكتشف بعد، وإخراج  تمثالين اليوم بمنطقة المطرية الغنية بالآثار حدث مهم وسوف يتم نقلهما للمتحف المصري الكبير لترميمها.

وأوضح العنانى، على هامش اكتشاف تمثالين لرمسيس الثاني وسيتى الثانى في منطقة المطرية، أن المنطقة مليئة بالآثار، وللأسف تعوقنا المباني الكثيرة عن اكتشاف الكثير، وجاري التنسيق على إجراء الحفائر في الأماكن المتاحة، والتمثالان المكتشفان يعطيان دلالات على وجود معابد وأعمدة وفناء للأعمدة تحت المنازل الموجودة  هناك.
 
استكمال التنقيب
من جانبه صرح أيمن عشماوي - رئيس الفريق المصري في البعثة، بأنه جارٍ استكمال أعمال البحث والتنقيب عن باقي أجزاء التمثال للتأكد من هويتهما حيث أن الأجزاء المكتشفة لا يوجد عليها أي نقوش، يمكن أن تحدد لمن من الملوك، ولكن اكتشافه أمام بوابة معبد الملك رمسيس الثاني يرجح إلى أنه يعود إليه.



هجوم السوشيال ميديا
وبعد تداول الصور التي تظهر عملية انتشال التمثالين بالونش، انتقد رواد مواقع التواصل الاجتماعي، ذلك، حيث وصف بعضهم الأمر بالمهزلة والتقليل من قيمة الاكتشاف، في حين رأى آخرون أن الونش الوسيلة الوحيدة التي تستطيع انتشال التمثالين.
 
مهزلة
"والله العظيم مهزلة بجميع المقاييس"، بهذه الكلمات أعرب حسن العطار، عن غضبه من الطريقة التي تم بها انتشال التمثالين، متابعًا: "بجد ايه ده لدرجة لسة في الفكر العقيم البقاء الله فينا بجد".
 
إهانة الأجداد
فيما استنكرت شيرين الشاذلي، الطريقة التي تم انتشال التمثالين بها، قائلةً: "إهانة الأجداد على يد الأحفاد، هذا ما يتم التعامل به مع الاكتشافات".
 
مفيش حل
أما نادية النجار، فقد قالت؛ "لا اتفق مع المهاجمين، فبكل التأكيد من يقوم بهذه المهمة شخصيات متخصصة وتعرف كيفية التعامل مع اللي في ايدها"، مضيفةً "مفيش حل غير أنهم يستخدموا الونش".
 



خبير آثار: طريقة انتشال الآثار بالونش ليست مستحدثة
فيما قال عمرو زكي، خبير الآثار، إن الونش يستخدم في انتشال الآثار التي تكون داخل مياه جوفية، مشيرًا إلى أن تلك الطريقة هي الأنسب في تلك الحالة.
 وأكد زكي، في تصريح لـ"الفجر"، أن الطريقة التي تم انتشال التمثالين بها ليست مستحدثة، بينما هي طريقة متبعة في  العالم، لافتًا إلى أن الضجة التي يثيرها رواد مواقع التواصل الاجتماعي نابعة من الجهل بطرق نقل التماثيل.
 
وأشار خبير الآثار، إلى أن وزارة الآثار تعتمد في نقل الآثار على العمال المتدربين وعلى الأهالي الذين يمتلكون خبرة في نقل وانتشال الآثار، موضحًا أن هؤلاء الأهالي يكونوا معروفين ومدربين بطريقة تجعل عملية النقل تتم في أمان.
 


كبير الأثريين: مهزلة
ووصف مجدي شاكر، كبير الأثريين بمركز تسجيل الآثار المصرية، الطريقة التي استخرج بها التمثالين بمنطقة آثار المطرية بـ"المهزلة"، موضحاً أن السبب في تلك المهزلة التي شوهت صورة مصر أمام العالم هو وزير الآثار والشو الإعلامي وضغط الأهالي في منطقة المطرية، قائلاً: "إستخراج التماثيل كان يتم تحت الإشراف المباشر من الأثريين والمرممين للبعثة الألمان العاملين بالموقع، وهم أرادوا تأجيل استخراج التمثالين حتى يتمكنوا من توفير معدات استخراجه بدلاً من الصورة التي شاهدناها اليوم، ولكن الضغوط تسببت في عدم تحقيق رغبته".

وأضاف شاكر في تصريح لـ"الفجر" أنه كان يجب تدار عملية إنقاذ الحفريات بطريقة أفضل من ذلك، منتقدًا الصورة التي ظهر بها المنقبين، وموضحاً أن الوزارة استعانت بالفلاحين لمساعدتهم وهذا الأمر خاطئ جداً ويضر بالآثار حيث أن غير المدربين على التنقيب سيتسببون في فشل العملية.