كيف تنجح في حياتك الوظيفية

منوعات

بوابة الفجر



نعيش اليوم في دنيا متقلبة، سريعة التغير، ومتزعزعة، من الاحترار العالمي، إلى تداعيات النظام الرأس مالي العالمي، إلى الحروب المندلعة الباردة أو الساخنة في جميع أنحاء العالم. أصبح بعض الأشخاص يعيشون في حالةً من الذعر الدائمة، خوفاً من غدٍ أسوء. أما جزءٌ ثان من الأشخاص أصبحوا لامباليين. فانقطعوا عما يجري حولهم وصبوا طاقاتهم لكسب لقمة عيشهم والعيش يوماً بيوم. ولكن، هناك فئةٌ أخرى من الناس، أناس يؤمنون بغدٍ أفضل ويؤمنون أنهم سيبنون مستقبلاً مشرقاً لأنفسهم وللجميع. هؤلاء هم رجال الأعمال ورجال العلم ورواد الأعمال رفضوا أن يرضخوا للحياة وظروفها القاسية وقرروا أن يتحدوها برؤيةٍ ثاقبة وإصرار وعزيمة لا يتزعزع في وجه الصعوبات. هؤلاء هم أشخاص رموا النظرة السوداوية في عالم النسيان وتسلحوا بسلوكٍ إيجابي لمعاكسة القدر.

"يرى المتشائم الصعوبة في كل فرصة، أما المتفائل فيرى الفرصة في كل صعوبة". هكذا رأى ونستون تشرتشل المعادلة وغيره من الأشخاص الناجحين في التاريخ الذي لم يحبط عزيمتهم أي شيء من فينسنت فان غوغ الذي، والذي يعتبر أحد أبرز الرسامين في التاريخ والذي تقدر إحدى أثمن لوحاته بـ 142 مليون دولار، لم يبع إلا لوحة واحدة خلال حياته، وتوماس اديسون مخترع المصباح الكهربائي وقائل: "أنا لم أفشل، بل وجدت 10000 طريقة لا يمكن للمصباح العمل بها"، ومايكل جوردن، لاعب كرة السلة الشهير، الذي طرد من فريق كرة السلة في المدرسة. ولا يمكن بالطبع أن ننسى رجل العصر، ستيف جوبز، هو الذي لم يكمل دراسته الجامعية والذي طرد من مركزه في شركة آبل عام 1985، لم يستسلم وتمكن من أن يصبح بعد عدة أعوام أحد أبرز الأسماء في عالم التكنولوجيا لهذا القرن وتمكن من بناء شركة تقدر أرباحها السنوية بأكثر من 170 مليار دولار.

ويبقى السؤال الأبدي: ما الذي يأتي أولاً: السعادة أم النجاح؟ الحقيقة هو أن العلاقة بين السعادة والنجاح هي علاقةٌ وثيقة ويرى الخبراء أن النجاح يولد السعادة وبدورهم فإن الأشخاص الإيجابيين أكثر قدرة على النجاح بالمقارنة مع أقرانهم المتشائمين. ويعتقد الخبراء أن الأشخاص الإيجابيين يتعاملون مع المشاكل والتحديات بشكلٍ أفضل من الأفراد المتشائمين مما يعزز فرصهم في النجاح كما أن سلوكهم يساعدهم على مواجهة المواقف المربكة بثقةٍ مما يساعدهم على تخطيها بشكلٍ أفضل.

فيما يلي، نحدثكم عن أهمية التحلي بالإيجابية وعن تأثيرها على حياتكم المهنية.

1- الاكتفاء الوظيفي: أظهرت دراسة قامت بها جامعة كاليفورنيا-ريفرسايد، أن "الأشخاص السعداء" يتمتعون بإنتاجية أعلى من أقرانهم المتشائمين ويتلقون دعم أكثر وترقيات أكثر بسبب طاقتهم وحماسهم للعمل وروح المبادرة التي يتمتعون بها. كما أن هؤلاء الأشخاص يتمتعون بفرص أعلى في التوظيف ويعيشون حياة أطول وأكثر صحية. وشددت الدراسة على أهمية تحلي الأشخاص في المراكز الإدارية/القيادية بهذا التفكير الإيجابي حيث يساعدهم على مواجهة التحديات التي ترافق هذه المراكز كما أنّها تمكنهم من تحفيز وتشجيع الموظفين.

2- القدرة على تحقيق الأهداف: العملاء أو الزبائن يفضلون العمل مع أشخاص إيجابيين حيث يسهل التقرب منهم والتحدث معهم. مهما كان مجال العمل الذي تعمل فيه من المبيعات والتسويق إلى المحاماة والطب أو حتى خدمة العملاء، إن كانت مقاربتك إيجابية، فسيشعر العميل بالراحة في التعامل معك وسيتمكن من أن يثق بك. أما إن كنت سلبياً، فستدفع نظرتك السوداوية بهؤلاء للابتعاد عنك واللجوء إلى أشخاص أقل تشاؤماً. وبالتالي، فإن التفكير الإيجابي يساعد على تحقيق الأهداف مهما كان مسماك الوظيفي ويمكنك من خلق علاقةٍ وثيقة ومتينة مع عملائك.

3- رفع مستوى الإنتاجية:الموظفين السعداء يتمتعون بإنتاجية أعلى لأنهم غالباً ما يرون الفرص بدلاً من التحديات ولأنهم يبحثون عن الحلول عوضاً عن التململ والغرق في المشاكل. وفي حين يمضي المتشائمون معظم وقتهم بالقلق والتفكير بالنصف الفارغ من الكوب، يمضي المتفائلون وقتهم باستثمار طاقتهم بأمور تعود عليهم بالنجاح. والتفكير الإيجابي هو عبارة عن مزيج من الصفات هي التمتع بالثقة بالنفس، التحلي بروح المبادرة، التسلح بالحافز المناسب، والرغبة بتحقيق إنجازٍ سواء كان على نطاق واسع أو نطاق ضيق.

4- تشجيع العمل الفريقي:هلسبق وأن رأيت إعلاناً وظيفي يذكر شركةٌ تبحث عن فردٍ سلبي، متشائم ولا يتحلى بروح المبادرة أو بأي طموح؟ جميع للشركات من دون أي استثناءات تبحث عن موظفين إيجابيين يؤمنون بالشركة ورؤيتها. وهذه الشركات تعلم أن "تفاحة فاسدة تفسد صندوق" ولذلك تتفادى توظيف أفراد متشائمين لأنهم يؤثرون على محيطهم وينشرون الطاقة السلبية. إن الإيجابية في السلوك والتفكير معدية إلى حدٍ كبير ولذلك يسعى معظم الأشخاص للتواجد في رفقة أشخاص إيجابيين متفائلين لآنهم يشعرونهم بالسعادة. وجود موظفين سعداء يؤدي إلى خلق بيئة إيجابية تحفز الموظفين على العمل مع بعضهم البعض والتعاون لتحقيق أهدافهم وتخلق المودة بينهم، وبالتالي تساعد على بناء فريق متعاضد وفعال.

5- خلق بيئة إيجابية:تخيل للحظةٍ مدير سلبي يقوم بتذكير موظفيه أنّه لا نفع للعمل وللجد والنشاط وأن الفشل سيلاحقهم مهما فعلوا وأن الشركة ستقفل قريباً وأن الأسواق المالية ستنهار. أو تخيل محامٍ يتحدث مع أحد عملائه ويخبره أن النظام القضائي فاسد وأنه لا نفع من الوقوف في وجهه وأن يستسلم. تخيل عالماً تخلى فيه أديسون عن اختراعه عند المحاولة الأولى أو مايكل جوردان عندما طرده... كنا كلنا لنعشي في عالمٍ يخلو من الإبداعات والقصص الملهمة. إن وجود مدير متفائل يؤثر على القسم بأكمله فسلوكه ينعكس على فريقه بأكمله حيث يستطيع أن يقود الموظفين نحو النجاح من خلال تحفيزهم وطمأنتهم وتشجيعهم لتحقيق المزيد. وهذه الشركات جميعها تسعى إلى خلق بيئة إيجابية لموظفيها، سواء نجحت في ذلك أم فشلت.