«هذه قُبلة الوداع أيها الكلب» كلمات الزيدي الأخيرة لبوش

منوعات

بوابة الفجر


هذه ُقبلة الوداع من الشعب العراقي أيها الكلب... بهذه الكلمات عُرف صاحب أشهر واقعة حدثت بالعراق، اشتهر بقذف الرئيس الأمريكي السابق جورش بوش بحذائه أثناء انعقاد المؤتمر الصحفي بغداد يوم 14 ديسمبر عام 2008، فأصاب علم الولايات المتحدة خلف الرئيس بعد أن تفادي الحذاء.

عُرف بمهاجمته للولايات المتحدة الأمريكية بالعراق من خلال التقارير التي كان يبثها على شاشة قناة البغدادية، ورفضه للإحتلال الأمريكي للعراق، تعرض للإختطاف ذات مرة من قبل جماعة غير معروفة الهواية، كما تعرض للإعتقال  أكثر من مرة من قبل القوات الأمريكية.

ولد الصحفي منتظر الزيدي عام 1979بمدينة بغداد، يسكن مدينة الصدر إحدى ضواحي مدينة بغداد والتي تعتبر معقل التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر، صاحب الـ29 عامًا، مسلم شيعي، وله ثلاثة أشقاء وأخت واحد، يعمل مراسل لقناة البغدادية.

اختطاف الزيدي:
تعرض منتظر الزيدي، للاختطاف أثناء توجهه لمقر عمله في يوم 16 نوفمب عام 2007عام، اكتشف أمر الاختطاف عائلته عقب الاتصال به وقال شخص أخر بالرد عليه قائلًا: " أن جماعته اختطفت الزيدي"، لم يطالبوا الخاطفين أي مطالب أو شروط للإفراج عن الزيدي، وتم الإفراج عنه بعد ثلاثة أيام دون أي فدية.
أصدرت جماعة مراسلين بلا حدود بيان عقب إطلاق سراح الزيدي "نرحب بعودة هذا الصحافي سالمًا معافى إلى أسرته بعد أن أثارت عملية اختطافه موجة من القلق في العراق التي شهدت تصفية عدة صحافيين في خلال اعتقالهم هذه السنوات الأخيرة. 

اعتقال الزيدي
عقد نوري المالكي رئيس وزراء العراق مؤتمرًا صحفيًا للإحتفال بإقرار الاتفاقية الأمنية، وحضر المؤتمر الرئيس الأمريكي جورج بوش، كما حضر المؤتمر الصحفي منتظر الزيدي،  فوجئ الحضور بقذف حذاء على بوش، وقال الزيدي أثناء إلقاء فردة حذاءه الأولى "هذه قبلة الوداع من الشعب العراقي أيها الكلب"،ثم قال وهو يرمي الفردة الأخرى "وهذه من الأرامل والأيتام والأشخاص الذين قتلتهم في العراق"، وتم اعتقاله من قبل رجال اامن العراقيين والأمريكيين.
 
وقال بوش عقب إعتقال الزيدي " كل ما أستطيع قوله إنهما الحذاءان كانا مقاس عشرة، وتابع: " يشبه الذهاب إلى تجمع سياسي فتجد الناس يصرخون فيك، إنها وسيلة يقوم بها الناس للفت الانتباه لا أعرف مشكلة الرجل، لكني لم أشعر ولو قليلا بتهديد".

وقد شهد اليوم التالي للحادثة تظاهرات شعبية في مدينة الصدر تطالب بإطلاق سراح الزيدي؛ لأنه كان يمارس الديمقراطية التي تدعو إليها الولايات المتحدة الأمريكية.

تم التحقيق مع الزيدي عقب الحادث وتولي التحقيق معه حرس رئيس الوزراء العراقي، وتم إجراء اختبارات لمعرفة ما إذا كان يتعاطي الكحول أو المخدرات، ركزت التحقيقات حول إذا كان الزيدي قد تلقى أموالا ليقوم بإلقاء حذائه على بوش.

أدانت الحكومة العراقية بشدة ما فعله الزيدي واعتبرته خروجًا عن القانون ووصفته بالعمل الهمجي والمشين، واتهم اتهمه بإهانة رئيس دولة أجنبية في زيارة رسمية للعراق، وقد تصل عقوبة هذة التهمة إلى السجن من سبع الى خمسة عشر سنة، إلا أنه تم الحكم عليه بسنتين فقط.

قال الصحفي العراقي منتظر الزيدي إن ما دفعه لضرب الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش بالحذاء، هو تغيير الصورة التي اتخذها العالم عن الشعب العراقي أثناء الغزو الأمريكي للعراق.

وأضاف الزيدي خلال حوارًا تليفزيونيًا أنه قام بتسجيل فيديو كوصية له إذا قتلوه، وتركه لأخيه الصغير، وجاء نص الوصية كما يلي: " أنا عراقي سني وشيعي وكردي، وأحي المقاومة العراقية السنية منهم والشيعية، وأطالب منهم فقط أن يتذكرونني وأن لاينسونني".

اعتبر الزيدي، أن ضربه لبوش بالحذاء بمثابة رسالة واضحة للعالم أن الشعب العراقي لم يكن راضيًا عن الكذبة الأمريكية وكذبة بوش تحديدًا حين دخل العراق.