وزير الخارجية الأمريكي يقوم بجولة في شرق آسيا

عربي ودولي

 وزير الخارجية الأمريكي
وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون


يتوجه وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون هذا الأسبوع إلى شرق آسيا التي تشهد توتراً إزاء سعي كوريا الشمالية الحثيث لتزويد صواريخها برؤوس نووية، والذي يبدو أنه سيشكل أول أزمة دبلوماسية للرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب.
 
ومن الملفت أن المدير التنفيذي السابق لمجموعة "ايكسون موبيل" النفطية تيلرسون، والذي لا يتمتع بأي خبرة دبلوماسية سابقة، لم يعين بعد أي مسؤولين في وزارته.

إلا أنه سيقوم هذا الأسبوع بجولة تشمل طوكيو وسيول وبكين للتباحث في الأزمة المتعلقة بالملف النووي الكوري الشمالي، والتي يمكن أن تتحول إلى حرب كارثية.

ويصل تيلرسون إلى طوكيو الأربعاء، حيث يجري محادثات مع رئيس الوزراء شينزو آبي ونظيره فوميو كيشيدا بعد أن أثارت تجربة الصواريخ البالستية الأخيرة لبيونغ يانغ قلقاً شديداً.

ويوم الجمعة، يزور تيلرسون سيؤول التي تشهد أزمة سياسية داخلية لكنها تظل في حالة استعداد لأي استفزازات من الشمال.

ويلتقي تيلرسون الرئيس بالوكالة هوانغ كيو آن الذي يدير البلاد إلى حين تنظيم انتخابات من أجل تعيين خلف للرئيسة بارك غيون هي التي أقيلت، وأيضاً نظيره يون بيونغ سي.

بعدها، يتوجه تيلرسون السبت أيضاً إلى الصين الدولة الوحيدة القادرة على التأثير إلى حد ما على نظام كيم جونغ اون.

مع أن الصين أيدت في السابق عقوبات دولية ضد كوريا الشمالية وقامت مبدئياً بتعليق استيراد الفحم من هذا البلد، إلا أنها لا تزال تتردد في اتخاذ إجراءات من شأنها إطاحة هذا النظام.

ويتطلع ترامب منذ توليه منصبه في يناير ومنذ تجربة الصواريخ الأخيرة لكوريا الشمالية الأسبوع الماضي إلى سبل من أجل تشديد الضغوط على النظام الشيوعي.

ويقول مسؤول أمريكي رفيع المستوى "أعتقد أنه من المعلوم أننا ندرس حالياً سبلاً للتعاطي مع مسألة كوريا الشمالية ضمن نطاق من الاحتمالات".

ويحاول صقور وزارة الخارجية الأمريكية الدفع باتجاه فرض عقوبات غير مباشرة على كوريا الشمالية بحيث تستهدف المصارف الصينية التي تتعامل مع بيونغ يانغ.

إلا أن المسؤولين الذين أعدوا لهذه الجولة، قالوا للصحافيين إنه لن يصدر أي إعلان مهم في هذا الصدد، في الوقت الذي لا تزال فيه غالبية المناصب الدبلوماسية في واشنطن شاغرة.

وقال أحد هؤلاء المسؤولين "نحاول معرفة ما ستكون عليه مقاربة الإدارة الجديدة".

ولم يتم توقيع أي معاهدة سلام بعد الحرب الكورية (1950-1953)، وعليه فإن سيؤول وحليفتها الأمريكية لا تزالان في حالة حرب مع الشمال الذي تفصله عن الجنوب منطقة منزوعة السلاح.

ومنذ انقسام شبه الجزيرة، تحولت كوريا الجنوبية إلى قوة اقتصادية تتمتع بمؤسسات ديموقراطية، لكن الولايات المتحدة لا تزال تنشر فيها أكثر من 28 ألف جندي لمساعدتها في شؤون الدفاع.

وأظهر الزعيم الكوري الشمالي كيم نفس تصميم والده على حيازة السلاح النووي.

يشار إلى أن كوريا الشمالية لديها عدد صغير من القنابل وتقوم حالياً بتجربة صواريخ بالستية عابرة للقارات وأخرى بمدى أقصر يمكن أن تهدد القواعد الأمريكية في المحيط الهادئ.

ويجمع المراقبون على أن الصين هي الدولة الوحيدة التي تتمتع بنوع من التأثير على جارتها الانعزالية، بما أن العقوبات التي تفرضها الأمم المتحدة لم تعط نتيجة حتى الآن.

ويبدو أن هذه الأزمة ستكون التحدي الأبرز لترامب، بعد أن أثار نشر منظومة الدفاع الأمريكية "ثاد" في كوريا الجنوبية استنكار الصين.

ويشدد المسؤولون الأمريكيون على أن المنظومة دفاعية وتهدف فقط إلى حماية كوريا الجنوبية واليابان من صواريخ بيونغ يانغ، لكن الصين ترى فيها تهديداً لقدرتها على الردع.

ولا تعتبر الإشارات الصادرة عن الصين مشجعة بالنسبة إلى المسؤولين الأمريكيين الذين لا يزالون يتمسكون بأمل أن تكون بكين مستعدة للتدخل لضبط الشمال.

وألمح وزير الخارجية الصيني وانغ يي إلى أن الولايات المتحدة وكوريا الشمالية تتحملان مسؤولية الأزمة الأخيرة وأنهما تسيران نحو "صدام مباشر".

وحث وانغ الجيش الأمريكي على وقف المناورات مع كوريا الجنوبية وذلك لقاء تعليق الشمال برامجه البالستية والنووية، وهو ما رفضته واشنطن على الفور.