نيفين عز الدين.. أردنية رسمت الإبداع

الفجر الطبي

نيفين عز الدين
نيفين عز الدين


"نيفين عز الدين" بدأت هواية الرسم منذ كان عمرها في عمر بعض الورد، منذ طفولتها الندية، البريئة.. بدأت طقوس الرسم والتلوين؛ فبحثت عن الاشكال والالوان في نفسها وبيتها وبيئتها.

تجربة تشكلت مع تشكل الفنانة المراة بأنوثتها وجموحها الى دنيا الفن والجمال..، واذا كان علماء النفس مثل فرويد يقولون بأن الانسان يتشكل خلال أعوام الطفولة، فترى: "إنني حين أتأمل تجربتي الفنية أراني قد تأثرت بتلك السنين البريئة من عمري  والتي أراها لليوم تشكل لي رافداً غزيراً".

بدايات 
"نيفين عز الدين"، فنانة تشكيلية أردنية من مواليد السعودية، حاصلة على شهادة بكالوريس تصميم جرافيكي من جامعة عمان الأهلية، أبدعت في رسم الوجوه والملامح  تشكل لوحاتها كخطوط تحمل تداعيات الأفكار التي تتطلع لها .

شاركت في العديد من المعارض العربية والمحلية كنشاطات أمانة عمان الكبرى ومراكز ثقافية وذلك ضمن نشاطات رابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين التي تحمل عضويتها.

وشاركت رسوماتها  العديد من الشعراء العرب ليضمنونها دواوينهم ونشرت رسوماتها في العديد من الصحف العربية ، حتى باتت مبدعة تتأثر بالمكان الأردني و ملامح إنسانه وتسعى لتجسيد ذلك في لوحاتها.

وتنقل جماليات تأثرت بها إلى مكان عيشها الذي انتقلت إليه دولة الامارات العربية المتحدة  وهناك حازت على مكانةٍ في المجتمع الثقافي الاماراتي كأردنية مبدعة.

 تجسدت مسيرتها الفنية في الامارات باقامة معرض بعنوان "هوية والعنوان ناقص" والذي حاز على رعاية الشيخ نهيان بن مبارك ال نهيان وزير الثقافة والشباب و كونت نجاحها لتلتقيها «أبواب - الرأي» وتخوض معها في حوار يتناول تجربتها وسياق الأبداع الذي منحته للفن. 

حدثتنا نيفين عن نفسها والبدايات التي صنعت منها فنانة تشكيلية فقالت: "بدأت ممارسة هواية الرسم منذ كان عمري سبعة أعوام ، أي منذ الطفولة ففي تلك المرحلة العمرية البريئة  بدأت سياقات تجربتي تتشكل ، واذا كان علماء النفس مثل فرويد يقولون بأن الانسان يتشكل خلال أعوام الطفولة فإنني حين أتأمل تجربتي الفنية أراني قد تأثرت بتلك السنين البريئة من عمري  والتي أراها لليوم تشكل لي رافداً غزيراً".

تأثرت بوالدي كثيراً
وتضيف: "ما زلت أتأثر رغم السنين برسومات الأطفال ، وأراها  صادقة بعيدةً عن التكلف والخوض حتى الإستغراق في فلسفات المدارس الفنية  وأيضاً تأثرت بوالدي كثيراً ذلك أن والدي فنان درس الهندسة  وكان كثيراً ما يوجه لي النقد البناء مما أسهم في أن أصحح دوماً مساري وأجد أن هواية القراءة و تحديداً الأدب و السير الذاتية للشخصيات وعلم النفس يسهم في تشكيل هويتي الفنية و أشكال أعمالي". 

معارض وفعاليات ثقافية 
 أخبرتنا عن أبرز المعارض و الفعاليات الثقافية التي شاركت فيها، وعن أكثر الإطلالات التي تعتز بها مبينة :» شاركت في العديد من المعارض في الامارات العربية المتحدة وتحديداً في جامعة زايد في دبي ، وهذا المعرض لاقى نجاحاً وإنتشاراً إعلامياً لافتاً ورعاه الشيخ نهيان بن مبارك ال نهيان الذي اعتبره صاحب أياد بيضاء بدعمه للثقافة والفن والإبداع دوماً. وأعتبر هذا المعرض علامةً فارقة في مسيرتي الفنية  لتميزه بأنه يهدف إلى تجسيد فكرة بأن الإنسان لا يكون كاملاً بالحياة  فدوماً هناك نقص في كل إنسان.

ومن هذا المنطلق جاءت أعمالي في هذا المعرض لابراز هذا التباين عبر الوجوه الصامته الحزينة، والتي تحمل دلالات الالوان المعبرة عن الفرح فضمن فلسفة التناقض هذه يكون الانسان سعيداً ساعياً للكمال رغم الطبيعة التي صاغته ويبحث عن إكمال ذاته عبر مشاركة الآخرين وهذه الفكرة التي جسدتها اعتبرها إحدى المشاركات و العناوين التي أعتز بها". 

وأضافت فيما يخص الإطلالة التي تعتز بها قائلة: "أعتز بمشاركتي للشاعر الإماراتي  الدكتور منصور جاسم الشامسي بديوانه الشعري "إسار بسبع وعشرين لوحة" تعبر عن تجانس طبيعة النص للديوان الشعري  وبتناغم مع قصائد الديوان والتي خرجت بشكلٍ جميل و أنيق، وأسهمت في الإثراء البصري للقصائد حيث شاركت برسومات تحمل وجوهاً تتناغم مع الكلمات والقصائد وقد منحتني هذه المشاركة غزير الثقة بأن أواصل رسالتي الفنية". 

نقد 
لا بد لكل فنان أن يتعرض للنقد البناء أو للنقد الذي لا يحمل أي نوع من الأهمية فهو مجرد نقد وفقط ، ونيفين كغيرها من الفنانين تواجه هذين النوعين من النقد فكيف تتعامل معهما وهذا ما بينته لنا قائلة: "النقد البناء هو الطريق إلى نضوج التجربة وهو إحدى أسرار النجاح خصوصاً في مجال الفن، فهو يصحح مسارات الفنان ويضعه في تصور المجتمع والناس وتطلعهم إلى الفن، والنقاد عادةً ما يتوقعون من الفنان أن يلتزم بمدارس فنية معينة وأن تكون خطوطه تحمل التعابير التي أرستها هذه المدارس وهذا شيء جيد و مطلوب.

 لكن الفن حالة انسانية لا تخضع الى قواعد بل هي تعبير و ترجمة لحالة نفسية يعيشها الفنان تخلق الابداع في نفسه ويراها الناس جميلة ، ومن رحم هذه الحالة يولد الجمال ، لذا فالفن تسامي عن النقد لانسانيته العميقة، وعلى هذا الاساس أنا أتعامل مع النقد بأن أخذ ما أشعر أنه حاجة لتكون رسوماتي ناضجة وأتجاوز ما أشعر أنه نقد لأجل النقد وهذا بالذات أعتبره نشاز يرى الإنسان من خلال ذاته ولا يثري التجربة". 

وتابعت فيما يخص كيفية قرائتها للوجوه التي ترسمها تشكلياً: "وفيما يخص أعمالي فاني كلما مضى بها الزمن أراها تعبر عن حالة عشتها وكلما مضى عليها الزمن أراها تشبهني أكثر وأرى أن أعمالي تنضج أكثر بالتكرار ، لكن تبقى لكل لوحة عنوان للحظة عشتها أو فكرة أنارت اللوحة وشكلتها أتطلع إلى أن أشارك الناس بها ليؤدي الفن رسالته في أن يشبع الحاجة النفسية للجمال واختزال اللحظة بالألوان". 

أماكن 
الأردن غني بتنوعه المكاني فعن اكثر الأماكن التي استوقفتها وخلقت فيها كفنانة تأثير يولد الإبداع حدثتنا عز الدين قائلة: "الأردن وطني الذي أعتز به وأرى في كل زاوية فيه مساحة ملهمة تخلق الابداع، لكن أكثر ما يستوقفني هو الأماكن الأثرية وتحديداً جبل القلعة في عمان الذي أرى فيه شرفةً تتطلع منها إلى عمان التي إتسعت وتكبر كمدينة لها هويتها وإسلوب حياتها ، وجبل القلعة تعبير عن مقدرة الانسان هنا على خلق فضاءات الأصالة والمعاصرة". 

وعن مشاريعها القادمة بينت: "إنني أسعى لتجذير الفن وترسيخ حضوره وأتطلع لتعاون مرتقب مع دار مجوهرات عالمية لتكون أعمالي سفيرة العلامة التجارية للدار، وذلك تحت تصنيف فني تحاكي تجربته نقل فن الرسم، وفن تصميم المجوهرات، بالاضافة إلى مشاريع المشاركة في تجربة تصميم الأزياء والقبعات النسائية". 

كلمات 
ختاماً وفي فضاء تجربتها أخبرتنا عز الدين ماذا تعني لها الكلمات التالية: الأسرة: الأمان 
الزوج : الداعم الأكبر
الأصدقاء: العون والسند
وهذه الدوائر المحيطة بي جميعها خلقت هذا الفن وشكلت تجربتي الفنية ولها حضور في أعمالي التي أعتبرها إختزالات لكل ذلك وأكثر، فالفنان إبن بيئته.

 الرأي
وأضافت: "صحيفة الرأي هي المنبر الذي أفتخر أني كنت ضيفة على أوراقها وأشكركم ولقراء الرأي أتمنى أن تجمعنا ثقافة الحياة ورسالة الفن لأنه مضمون الحضارة والمدنية التي جعلت من الانسان قادراً على الشعور بانسانيته ووجوده والشعور بمقدرته على الخيال".