خبراء يكشفون عن مدى قدرة "محمد بن سلمان" على تحويل مسار العلاقات السعودية الأمريكية

السعودية

بوابة الفجر


تستمر الزيارة التاريخية، التي تجمع القائد الشاب محمد بن سلمان، ولي ولي العهد السعودي والرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الذي تنعقد الآمال عليه في إيجاد تحول تاريخي تشهده العلاقات السعودية الأمريكية، وتأتي تلك الزيارة وسط تفاؤل شديد بإحداث تغيير جذري في العلاقات السعودية الأمريكية نحو الأفضل.

بلومبيرج: زيارة بن سلمان تعد نقطة تحول تاريخية في العلاقات
هذا ما أكدته وكالة بلومبيرغ الإخبارية الأمريكية، حيث أشارت إلى أن اللقاء الذي جمع ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في البيت الأبيض، يعد نقطة تحول تاريخية في علاقات المملكة العربية السعودية مع الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن ولي ولي العهد أوضح أن العلاقات الأمريكية السعودية، مرت العلاقات بفترة من تباعد النظر في عديد من الملفات، إلا أن اللقاء اليوم أعاد العلاقات إلى مسارها الصحيح، حسبما قالت.

ترامب يتفهم مدى أهمية العلاقات السعودية الأمريكية
وأوضحت الوكالة، أن تلك الزيارة، تشكل نقلة كبيرة للعلاقات بين البلدين في كافة المجالات السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية، مؤكدة إن ترامب يتفهم تفهما كبيرا، للعلاقات السعودية – الأمريكية، ومن ثم يأتي حرص الدول العربية على تجديد التحالف بعد التوترات التي شهدتها العلاقة في عهد الرئيس السابق أوباما، الذي صاغ الاتفاق النووي في عام 2015 مع إيران، حسب قولها.

ملفات مطروحة للنقاش
واشتملت زيارة ولي ولي العهد على العديد من الملفات التي كانت حاضرة وبقوة، للمناقشة مع الرئيس الأمريكي ترامب، والتي كان من بينها، مناقشة قضية منع دخول بعض مواطني الدول الست للولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما يعرف بقانون منع المهاجرين، الذي اتخذه دونالد ترامب بعد توليه الرئاسة الأمريكية مطلع العام الجاري، حيث أكد مستشار ولي ولي العهد، أن ترامب أوضح أنه يكنّ، احتراما كبيرا للدين الإسلامي.

العلاقات الاقتصادية وملف إيران النووي
كما نُقشت ملفات أخرى أيضا، من بينها العديد من الملفات الاقتصادية بين البلدين، ومنها استثمارات كبيرة في الولايات المتحدة من قبل الجانب السعودي، وفتح فرص للشركات الأمريكية التجارية بشكل كبير واستثنائي للدخول في السوق السعودية، هذا بجانب الاتفاق النووي الذي كان حاضرا بقوة هو الآخر، حيث أكد المستشار السعودي، إن الأمير محمد بن سلمان أكد أن الاتفاق النووي سيئ وخطير للغاية على المنطقة، وشكل صدمة للعارفين بسياسة المنطقة، وأن هذا الاتفاق قد يؤدي إلى استمرار تسلح خطير بين دول المنطقة التي لن تقبل بوجود أي قدرة عسكرية نووية لدولة إيران، هذا الأمر الذي أكده ترامب هو الآخر، حيث تطابقت وجهات نظرهما بخصوص الملف الإيراني، فضلا عن التأكيد على خطورة التحركات الإيرانية التوسعية في المنطقة، وأن إيران تحاول كسب شرعيتها في العالم الإسلامي عبر دعم المنظمات الإرهابية، حسب قوله.

ملف الإرهاب في المنطقة
وذكر المستشار السعودي أن الجانبين "اتفقا أيضا، على أن حملات التجنيد التي تقوم بها بعض الجماعات الإرهابية في السعودية ضد المواطنين السعوديين، تأتي بهدف كسب الشرعية لهذه التنظيمات، على اعتبار مكانة السعودية الرائدة في العالم الإسلامي، وضرب العلاقات الإستراتيجية السعودية مع الولايات المتحدة خصوصًا والعالم عمومًا، موضحا أنه نوقش أيضا بين الجانبين، التجربة السعودية الناجحة بإقامة سياج عازل بين السعودية والعراق، وأن ذلك أدى لعدم تسلل أي شخص أو أي عملية تهريب منذ أن تم تشييده.

تعاون تاريخي إيجابي مقبل
وذكر المستشار السعودي، إن التعاون بين البلدين بعد الاجتماع التاريخي اليوم سيكون في أعلى مستوى له، وإن هناك الكثير من التفاصيل والأخبار الإيجابية سيتم إعلانها خلال الفترة القادمة، لا سيما بعد أن شهدت العلاقات بين المملكة والولايات المتحدة تدهورًا في ظل إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، إلا أن العديد أبدى تفاؤله الشديد بمسيرة علاقات قوية جديدة خلال عهد ترامب، وكان من بين هؤلاء وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، الذي أعلن عن تفاؤله حيال العلاقات مع البيت الأبيض، مضيفا "عندما نرى الخطوط العريضة التي وضعتها الإدارة الأميركية الجديدة"، فمن الواضح أن مصالحنا تتطابق".

أمريكا تنظر إلى السعودية كجزء جوهري
ويؤكد سايمون هندرسون، وهو خبير في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى ومدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة أيضا، إن الإدارة الجديدة تنظر إلى السعودية كجزء جوهري من الشرق الأوسط، ودولة مهمة لتحظى بعلاقة إيجابية معها، حتى إن شهدت هذه العلاقة بعض التوترات، فيما أكد أيضا، إن الغداء الذي جمع ولي ولي العهد مع ترامب ومساعديه في البيت الأبيض، يعد اجتماع على مستوى أرفع مما خُطط له في بادئ الأمر والذي كان فرصة لالتقاط الصور، مما يعني عمق العلاقات.

محمد بن سلمان الأقوى والأخطر
وتتحدث عشرات التقارير عن مدى قوة ونجاح وتأثير، ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ومنها ما نشرته صحيفة نيويورك تايمز، قبل ذلك، حيث أكدت إن ولي ولي العهد محمد بن سلمان "نجل الملك"، يعد الشخصية الأقوى في الخريطة السياسية السعودية، مشيرة إلى أن بن سلمان، يعد أصغر وزير للدفاع في العالم، بالإضافة إلى أنه يضع يده على ملفات مهمة كالنفط والاستثمارات والسياسة الاقتصادية، فيما وصفته صحيفة "إندبندنت" البريطانية بأنه أخطر رجل في العالم ولديه طموحات كبيرة ويضع أعداءه في الداخل والخارج نصب عينيه، ويسعى لأن يكون القائد الأقوى في الشرق الأوسط.

رسم علاقات جديدة
ويرى أحمد العناني، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، أن ولى ولى العهد محمد بن سلمان يحاول يرسم سياسة للملكة تعتمد على إعادة العلاقات مع أمريكا كما كانت على عهد الملك عبد الله.

وأضاف العناني في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن الظاهر أمام العالم، هو سعي المملكة العربية السعودية إلى توطيد العلاقات الدولية مع إدارة ترامب، مشددا أن الأمر يتعلق أكثر بما تريده الرياض، من زعزعة أركان الملف النووي، الذي ربما يلق تدخلا من إدارة ترامب، ليؤثر بالسلب على إيران، وهو ما سيصب في المصالح السعودية المباشرة، على حساب طهران وكذلك، الأزمة السورية، لا سيما أن أمريكا، تدعم بقاء بشار خوفا من وصول المتشددين للحكم.

ولفت عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، أن محمد بن سلمان، يريد أيضا، استغلال العلاقات مع أمريكا تجاه السعودية وبذلك يضع نفسه كبديل في صناعة القرار الدولي السعودي.

ترامب وتعاطيه مع الملفات
من جانبها، أكدت الدكتورة نهى بكر، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، أن محمد بن سلمان وتأثيره على العلاقات الأمريكية السعودية، يأتي قويا، إلا أنه يتوقف على مدى تعاطي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع القضايا المطروحة.

وأضافت في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن الرئيس الأمريكي، ترامب لا يؤمن إلا بالمصالح المالية، مشيرة إلى أن الحسابات الأمريكية تأتي دائما حول مدى كسب المزيد من المصالح والأموال، ولذا هناك اتفاقيات على استثمارات بنحو 200 مليار دولار في الولايات المتحدة الأمريكية.

ولفتت إلى أن الهمّ السعودي الأكبر هو إيران، والسعي الحثيث وراء إمكانية التصدي من قبل الولايات المتحدة الأمريكية أمام طهران، وبالتالي تكثر السعودية من خطواتها تجاه الولايات المتحدة الأمريكية لضمان ذلك.

وبسؤاله عن مدى صدق ترامب، في التصدي لإيران، قالت أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، إنه لا يمكن توقع هذا الأمر وتنفيذه مع دونالد ترامب، إلا أن التفاؤل ينعقد على خطوطه العريضة التي لطالما أظهرها، والتي تشير إلى معاداته إيران، حتى أنه قال أنه سيمزق الاتفاق النووي، إلا أنه إلى الآن لم يتعد عن كونه حجر عثرة فقط.