الإمارات تتربع على عرش أكثر البلاد دعماً لليمن

عربي ودولي

الأمارات واليمن
الأمارات واليمن


شمل دعم دولة الإمارات العربية إلي حكومة وشعب اليمن كافة أنواع الدعم اقتصادياً وسياسياً وأمنياً وعسكرياً، حيث أنها لا تقتصر على المشاركة العسكرية فقط، وبحسب مجلة درع الوطن العسكرية التى تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة الإمارتية، فأن دعم اليمن، حكومة وشعباً، أحد الثوابت الراسخة لدولة الإمارات العربية المتحدة وقيادتها الرشيدة، التي لا تألو جهداً في تقديم كل أوجه المساعدات له، كي يتجاوز الأوضاع الصعبة التي يشهدها في الوقت الراهن. 

وهذا الدعم ليس موقفاً طارئاً ولا جديداً ولا عابراً، فهو يعود إلى عهد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي كان حريصاً بشدة على أمن اليمن واستقراره، وكان موقفه مشهوداً من توحيد شطري اليمن أوائل تسعينيات القرن الماضي.


وقد سارت القيادة الرشيدة، وعلى رأسها الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، على النهج ذاته؛ وعملت على تقديم أنواع الدعم كافة لليمن، اقتصادياً وسياسياً وأمنياً وعسكرياً؛ من أجل إعادة الأمن والاستقرار إليه. 



وقد أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في مناسبات عدة أن دولة الإمارات العربية المتحدة تقف دائماً وأبداً مع الشعب اليمني وإرادته الوطنية، وتنحاز إلى الشرعية التي تمثله، ولن تتخلى عنه حتى يعود الاستقرار والأمن إلى ربوعه. 



ومنذ بدء الأحداث التي يشهدها اليمن الشقيق خاصة خلال السنوات الثلاث الماضية وجهت القيادة الرشيدة الجهات المختصة في الدولة بتقديم كل عون ومساعدة للشعب اليمني الشقيق، وكانت الإمارات من أوائل الدول التي استجابت للنداء الانساني للشعب اليمني ليتجاوز محنته ويعود إلى ممارسة دوره الطبيعي في محيطه العربي.

 

ثوابت ومنطلقات الدعم الإماراتي الإنساني لليمن


يمثل دعم اليمن أحد ثوابت السياسة الإماراتية، التي تقف بجوار الأشقاء العرب، ومساعدتهم على تجاوز الظروف الصعبة التي تواجهها، ومنذ عملية عاصفة الحزم التي انطلقت في السادس والعشرين من شهر مارس 2015، ضد جماعة المتمردين الحوثيين، لاستعادة الشرعية في اليمن، والتي تشارك فيها الإمارات بجهد عسكري واضح، كثفت الإمارات من دعمها لليمن على المستويات كافة، وخاصة الإنسانية، لمساعدة الشعب اليمني على تجاوز التحديات التي خلفتها المواجهات العسكرية مع المتمردين الحوثييين وقوات المعزول علي عبدالله صالح. 

وانطلق الدعم الإماراتي لليمن الشقيق من عدة  مبادئ وأسس ، لعل أبرزها:



1 - مبادئ الإمارات الثابتة في نصرة الحق، والدفاع عنه، والتي أرسى دعائمها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وواصلها بكل إخلاص الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وهي المبادئ التي جعلت من الإمارات، بشهادة التاريخ، خير سند وداعم لِلأشقاء والأصدقاء حول العالم في وجه ما يواجهونه من تحديات وأزمات.وقد أعاد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، خلال استقباله في أبوظبي في شهر أغسطس 2016، الدكتور أحمد عبيد بن دغر، رئيس الوزراء في الجمهورية اليمنية الشقيقة، تأكيد وقوف دولة الإمارات العربية المتحدة، بقيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، إلى جانب الشعب اليمنيِّ؛ حتى يتمكَّن من تجاوز التحديات الأمنية والاقتصادية التي يمر بها، ويحقق التطلعات الوطنية إلى إعادة بناء ما دمره المتمردون.

2 - دعم الشرعية السياسية والدستورية، التي يمثلها الرئيس عبدربه منصور هادي، حتى يعود الأمن والاستقرار الشامل إلى اليمن، وهذا تجسيد لمبدأ ثابت وأصيل في السياسة الخارجيَّة الإماراتيَّة ينطلق من تأييد الشرعية الدولية والسلام في شتى مناطق العالم؛ وفي هذا السياق أعرب الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي في شهر أغسطس 2015 عن أمله أن يعود السلم الأهلي والاستقرار إلى ربوع الجمهورية اليمنية في ظلِّ قيادة وحكومة شرعيتين.

وأعاد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان التأكيد على هذا المعنى، خلال استقباله في قصر البحر- بأبوظبي وفداً من قادة المقاومة في مدينة عدن اليمنية، في شهر ديسمبر 2015 الذين قدِموا لتقديم الشكر للإمارات، قيادة وشعباً، على وقفتها التاريخية إلى جانب الحق والعدل ونصرة لإخوانهم في اليمن ودعماً لتطلعاته في الاستقرار والأمن والتنمية، حيث أكد موقف دولة الإمارات العربية المتحدة الثابت، بقيادة رئيس الدولة، الذي يقف دائماً وأبداً مع الشعب اليمني وإرادته الوطنية، وينحاز إلى الشرعية التي تمثله. 


وفي هذا السياق، تقف الإمارات بقوة مع الدول العربية في مواجهة التحديات التي تواجهها كافة. وكانت من أوائل الدول العربية التي استجابت لنداء الشعب اليمني، والانضمام إلى التحالف العربي من أجل إنقاذ اليمن ووقف العدوان الذي تعرض له على أيدي الحوثيين وأنصار الرئيس السابق علي عبدالله صالح.

3 - دعم أمن اليمن واستقراره، حينما شاركت دولة الإمارات العربية المتحدة في التحالف العربي ضمن عملية «عاصفة الحزم» في اليمن في شهر مارس 2015 ، فإنها كانت تستهدف عودة الأمن والاستقرار إلى اليمن وشعبه الشقيق، ووضع حد للتهديدات الموجهة إلى المنطقة، وقد قدمت الإمارات كوكبة من الشهداء الأبرار من جنودها البواسل، الذين جادوا بأغلى ما يملكون من أجل الشعب اليمني، وإعادة الاستقرار والأمن إلى ربوع اليمن بعد أن عاث فيه المخربون والمتمردون الفساد. 


وحينما تم إعلان عملية «إعادة الأمل» في شهر إبريل 2015، فإن الإمارات أيدت هذه العملية وساندتها، وخاصة أنها تعتبر بمنزلة خريطة طريق لمستقبل اليمن، تتضمن أبعاداً مختلفة، سياسية وأمنية واقتصادية وإنسانية، سواء لجهة استئناف العملية السياسية، وفق قرار مجلس الأمن رقم (2216)، والمبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل، وحماية المدنيين، أو لجهة تكثيف المساعدات الإغاثية والطبية في المناطق المتضررة، وإفساح المجال للجهود الدولية لتقديم المساعدات الإنسانية، لإتاحة الفرصة لتقديم المساعدات الإغاثية والإنسانية للشعب اليمني.

4 - دعم المسار السياسي لحل الأزمة، وفق المرجعيات الأساسية، سواء قرار مجلس الأمن رقم (2216)، أو المبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل، وبالفعل دعمت الإمارات الجهود الأممية التي يبذلها المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، من أجل التوصل إلى تسوية سياسية تنهي الأزمة اليمنية، وتنهي معاناة الشعب اليمني. 


وفي هذا الإطار جاء تأكيد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية خلال استقباله ولد الشيخ أحمد في يناير 2016  “أن دولة الإمارات العربية المتحدة لن تدخر جهداً في سبيل تقديم كل ما من شأنه أن يخفف من تداعيات الأحداث الجارية في اليمن على حياة الشعب اليمني، وذلك عن طريق التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية الشقيقة لدعم الشرعية في اليمن”.



5 - ضرورة التحرك لتخفيف معاناة الشعب اليمني الشقيق من خلال إيصال المساعدات الإنسانية إلى المحافظات والمدن اليمنية التي تعاني تدهوراً في الظروف المعيشية وشحاً في مواد الإغاثة، وهو العمل الذي لا يقل أهمية عن مشاركة القوات المسلحة الإماراتية الباسلة في الجهد العسكري في إطار “التحالف العربي” بقيادة المملكة العربية السعودية، لتحرير المحافظات التي سيطرت عليها القوى المناوئة للشرعية، ممثلة في الحوثيين وأعوان الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، وفك الحصار عن المحافظات اليمنية التي تتعرض يومياً لقصف عشوائي مستمر يستهدف المدنيين.

 لذا كانت دولة الإمارات العربية المتحدة من أوائل الدول التي سارعت إلى إغاثة اليمن ومساعدته في محنته ، وتقديم أوجه الدعم المختلفة من أجل تحقيق آماله وطموحاته للبناء والتنمية والاستقرار ضمن رؤية متكاملة تتحرك على مسارات متوازنة تنموية واقتصادية وسياسية واجتماعية وإنسانية.

 

طبيعة وسمات الدور الإنساني في اليمن

يجسد الدور الإنساني الفاعل الذي تقوم به دولة الإمارات لدعم اليمن، وتخفيف معاناة شعبه، وفاء الدولة لقيمها وثوابتها الأصيلة وإيمانها وفلسفتها الإنسانية الراسخة التي أصبحت نهج عمل مؤسساتها وهيئاتها الخيرية كافة، وفي هذا السياق يمكن الإشارة إلى عدد من السمات التي تميز دعم الإمارات الإنساني لليمن، لعل أبرزها:

1 - تتبنى الإمارات منظور إنساني شامل في دعم اليمن على المستويات المختلفة، اقتصادياً وإنسانياً ولوجستياً، من أجل وضعه على طريق البناء والتنمية، لأنها تدرك أن نجاح عملية تحرير اليمن من الحوثيين وحلفائهم ينبغي أن تسير بالتوازن مع عمليات البناء وإعادة الإعمار وبث الأمل لدى الشعب اليمني نحو مستقبل أفضل، ينعم فيه الجميع بالأمن والاستقرار والازدهار. 


ولهذا جاءت المبادرات الإماراتية الأخيرة التي تستهدف إعادة تأهيل وبناء ما خربه المتمردون الحوثيون في عدن والمدن التي تم تحريرها ضمن قوات التحالف العربي، حيث أسهمت الإمارات في توفير الخدمات الأساسية للمدن المتضررة بهدف عودة النازحين إلى ديارهم وحصولهم على الخدمات الأساسية من كهرباء وماء وصحة وتعليم، كما قامت بالدور الرئيسي في إعادة تأهيل مطار عدن الدولي ليعود لاستقبال طائرات الإغاثة والطائرات المدنية، كما تواصل الإمارات جهودها الإنسانية لتخفيف معاناة الشعب اليمني في المناطق المتضررة.


2 - أن التحرك الإنساني الفاعل لدولة الإمارات العربية المتحدة في اليمن ينطوي على قدر كبير من الأهمية، ليس فقط لكونه يستجيب لحاجات إنسانية ملحة في العديد من المناطق اليمنية المتضررة التي تدمرت بنيتها التحتية، خاصة في ظل التقارير الدولية التي تشير إلى وجود مشكلات في نقص الأغذية والأدوية والحاجات الضرورية لقطاع كبير من الشعب اليمني، وإنما أيضاً لأن هذا الدور يسعى إلى دعم جهود التنمية وإعادة البناء والإعمار في اليمن، من خلال إقامة مشروعات تعليمية وصحية يستفيد منها الشعب اليمني في المناطق المختلفة. 


وبالفعل كانت دولة الإمارات العربية المتحدة سباقة في التعامل مع التحديات الإنسانية التي واجهت اليمن في العامين الماضيين، وكان لتوجيهات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، بضرورة العمل على توفير المطالب الضرورية من الأغذية والأدوية للمتضررين في مناطق المواجهات عظيم الأثر في تخفيف معاناة الشعب اليمني خلال الفترة الماضية، وما تزال الدولة تواصل جهودها في هذا الشأن، وكما قال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في العديد من المناسبات ، فإن “الإمارات لن تدخر وسعاً في تعزيز وجودها ودورها، وتكثيف وجودها على الساحة اليمنية والقيام بمسؤوليتها الإنسانية تجاه الشعب اليمني من دون تفرقة”.


3 - تشارك مختلف مؤسسات الدولة الإنسانية والخيرية الإماراتية في دعم اليمن، كهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية، بجانب مؤسسات زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، ومؤسسة سلطان بن خليفة آل نهيان الإنسانية والعلمية، وسقيا الإمارات، والرحمة للأعمال الخيرية، وبيت الشارقة الخيري، وغيرها من مؤسسات وجمعيات الدولة الإنسانية.



ولا شك في أن الدور الذي تقوم به هيئة الهلال الأحمر الإماراتية، لا يخفى على أحد، فقد كثفت الهيئة جهودها الإغاثية والتنموية بالمحافظات والمدن اليمنية في إطار الدور الإنساني الفاعل الذي تقوم به للتخفيف من معاناة الأشقاء. 


ودشنت الهيئة مشروع المياه الإسعافي الذي شمل 130 ثلاجة و100 خزان بمحافظة أبين ، وأعلنت أن الهدف من هذا المشروع تحسين الخدمات الأساسية التي يحتاجها المواطن اليمني، خاصة المياه التي تعد شريان الحياة مشيرة إلى أن شبكة المياه في المحافظة تأثرت بشكل كبير بسبب الأحداث التي شهدتها في السنوات الماضية.


كما قامت هيئة “الهلال” الأحمر بتشغيل عدد من مولدات الكهرباء في أبين كدعم جديد للقطاع وذلك من أجل الإسهام في حل المشكلات التي يعانيها وتخفيفاً من معاناة المواطنين في فصل الصيف الذي تزداد فيه درجة الحرارة إلى أكثر من 40 درجة مئوية. 


كما وضعت الهيئة خطة لصيانة وتأهيل 40 بئراً تغذي محطة مياه رئيسية في عدن تخدم 450 ألف نسمة أي حوالي نصف سكان المحافظة البالغ عددهم مليون نسمة.ودشنت الهيئة مشروع إنشاء 50 سدا في مديرية رصد لتجميع مياه الأمطار والاستفادة منها خلال أيام السنة.


فيما نفذت مؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية، عدة مبادرات تجاه اليمن الشقيق ، حيث أرسلت عشرات من طائرات الشحن والسفن والبواخر التي تحمل آلاف الأطنان من المواد الإغاثية للشعب اليمني.

وكان للمؤسسة دور متميز في إغاثة الشعب اليمني في جزيرة سقطرى، وأرسلت آلاف الأطنان من المواد الغذائية لمساعدة السكان المتضررين من إعصار “تشابالا”.كما أرسلت المؤسسة مئات البراميل من الديزل للسكان فيما قام فريق المؤسسة بترميم مدرسة ثانوية الزهراء للبنات، بجانب شراء مولد كهربائي جديد للمدرسة التي تعد الأكبر في الجزيرة حيث يبلغ عدد طالباتها أكثر من ألف و 200 طالبة يدرسن على فترتين صباحية ومسائية.

فيما قدمت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية العديد من المواد الغذائية الإغاثية ، وتشمل مئات الأطنان من المواد الغذائية الأساسية، وتم شحن هذه المواد الإغاثية عن طريق البحر للإسراع في توزيعها ووصولها للمحتاجين والمشاركة في جهود الإغاثة الإنسانية العاجلة، ووزعت المواد الغذائية على شكل طرود غذائية للأسر المستفيدة التي بلغ عددها عشرات الآلاف من الأسر اليمنية.

 

مبادرات الإمارات الإنسانية لتخفيف معاناة الشعب اليمني

دشنت الإمارات خلال الفترة الماضية العديد من المبادرات الإنسانية، التي تستهدف تخفيف معاناة الشعب اليمني من ناحية، ومساعدته على بدء جهود التنمية والإعمار من ناحية ثانية، وفيما يلي عرض لأهم هذه المبادرات:


1 - تسيير جسر مساعدات جوي وبحري للشعب اليمني: بتوجيهات من الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، أمر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في شهر يونيو من العام 2015، وبعد ثلاثة أشهر من بدء عملية عاصفة الحزم، بتقديم مساعدات غذائية وطبية عاجلة للشعب اليمني الشقيق والذي يعاني من نقص حاد في الغذاء والدواء .ومنذ ذلك التاريخ، وتنطلق رحلات الجسر لنقل هذه المساعدات.


وتولت مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية الإشراف على تنفيذ هذه المبادرة الإنسانية النبيلة، خاصة أن لها باع طويلة وخبرة متراكمة في تقديم المساعدات في مختلف دول العالم والتي تتعرض لكوارث وأزمات، وسبق لها تقديم مساعدات عديدة إلى اليمن الشقيق، الأمر الذي ساعدها على سرعة إيصال المساعدات للمحتاجين في أسرع وقت ممكن والاستفادة منها في تخفيف معاناتهم الإنسانية في هذه الظروف الصعبة. 


وقال أحمد بن شبيب الظاهري مدير عام مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية: “تأتي هذه المبادرة استمراراً لنهج القيادة الرشيدة في مد يد العون والمساعدة للمحتاج والتي تنطلق وتنبع من استراتيجية وسياسة الدولة بتقديم المساعدات الإنسانية للمناطق والدول القريبة والبعيدة في أي مكان في العالم، من باب التضامن والواجب الإنساني ونصرة ونجدة المحتاج في أي مكان دون تميز وتفرقة بين جنس وعرق ودين”.



2 - مبادرة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الامارات، بتكفّل هيئة الهلال الأحمر بعلاج 1500 جريح يمني ممن تأثروا من جراء الحرب اليمنية،  فهذه المبادرة تأتي انطلاقاً من مشاعر الأخوة تجاه الشعب اليمني الشقيق، وحرص سموه على تخفيف معاناة المرضى والمصابين في الظروف الصعبة التي يمر بها الشعب اليمني الشقيق، خصوصاً أن المستشفيات اليمنية التي استهدفت من قبل الحوثيين لم تعد قادرة على استيعاب المرضى والمصابين، ولذا جاءت مبادرة الإمارات بتقديم العلاج لهم.


3 - حملة “عونك يا يمن”:  بناءً على توجيهات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وأوامر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أطلقت هيئة “الهلال الأحمر الإماراتي”، في شهر أغسطس 2015، حملة كبرى ذات وجه إنساني، تحت شعار “عونك يا يمن”  تهدف إلى الوقوف إلى جانب الشعب اليمني، ومد يد العون والمساعدة له؛ لتمكينه من التغلب على الأوضاع الصعبة التي يعيشها بسبب الأزمة التي تمر بها بلاده.


وهذه الحملة التي انطلقت لدعم الأوضاع الإنسانية في اليمن ومساعدة حوالي 10 ملايين شخص تأثرت أوضاعهم نتيجة الأزمة، لاقت تجاوباً كبيراً من هيئات المجتمع والأفراد المحسنين ورجال الأعمال، وقال الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في المنطقة الغربية، رئيس هيئة الهلال الأحمر، :”إن الحملة تجسد اهتمام دولة الإمارات قيادة وشعباً بالظروف الإنسانية التي يشهدها اليمن بجانب تجسيدها متانة العلاقات الأخوية والروابط الأزلية التي تجمع بين الشعبين الشقيقين الإماراتي واليمني”.


وأشادت العديد من المنظمات الإنسانية والأممية بهذه المبادرة المهمة، حيث ذكرت شبكة الإغاثة العالمية التابعة لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في تقرير لها تعليقاً على هذه المبادرة، “أن هيئة الهلال الأحمر الإماراتي أطلقت أكبر حملة لإغاثة 10 ملايين متضرر يمني، وأن هذه الحملة تعزز الدور الإنساني الذي تقوم به الإمارات لتخفيف معاناة المتأثرين في اليمن من خلال توفير احتياجاتهم ومتطلباتها الأساسية”. 


وأكدت الشبكة أن هذه المبادرة  تجسد تضامن الإمارات مع المتضررين في اليمن، الأمر الذي يتطلب التسريع في إعادة إعمار اليمن في أسرع وقت ممكن.


4 - مبادرة الشيخة فاطمة بنت مبارك لتحسين خدمات الأمومة والطفولة في اليمن: ترجمة لتوجيهات الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الفخرية لهيئة الهلال الأحمر”أم الإمارات”، بدأت الهيئة تنفيذ مشاريع تنموية في اليمن تهدف إلى تحسين خدمات الأمومة والطفولة في اليمن في مجالات حيوية كالصحة والتعليم وخدمات المياه والكهرباء وتعزيز قدرات المرأة اليمنية. 


ووجهت سموها الهيئة بسرعة تنفيذ المشاريع التي من شأنها توفير الرعاية اللازمة للمرأة والأطفال وتخفف معاناتهم التي تفاقمت بسبب الأزمة الراهنة.

وتتضمن مبادرة الشيخة فاطمة توفير الدعم اللازم لـ 15 مشروعاً في عدن والمحافظات المجاورة تشمل المجالات الصحية والتعليمية والاجتماعية والمياه والكهرباء والطاقة بجانب دعم المرأة وتأهيل ذوي الإعاقة وتحسين الخدمات الإيوائية في المناطق النائية. 


ومنها دعم مركزي التواهي للولادة وكريتر للنساء وكلية علوم المجتمع والمعهد التجاري في خور مكسر والمعهد المهني الصناعي.

 

أبعاد الدور الإنساني الإماراتي في اليمن

كما سبق الإشارة، فإن الدور الإنساني الإماراتي في اليمن، يتسم بالشمول، ولا يقتصر فقط على تقديم المساعدات من أغذية وأدوية، وإنما ينصرف أيضاً إلى مساعدة اليمن في إعادة بناء وإعمار ما خلفته الحرب هناك، ضمن رؤية متكاملة تتحرك على مسارات متوازنة تنموية واقتصادية وسياسية واجتماعية وإنسانية. 


وتبلور هذا الدور بوضوح بعد تحرير عدن، منذ استعادتها المقاومة الجنوبية والجيش الوطني وتأمين منافذها البرية والبحرية والجوية، حيث  تم التركيز على إمداد المدينة والمناطق المجاورة بكل الاحتياجات العاجلة لليمنيين، حتى أصبحت عدن محطة لتوزيع المساعدات الإنسانية للشعب اليمني وفي هذا يمكن الإشارة إلى عدد من الجوانب المهمة التي تبرز طبيعة الدور الإنساني في اليمن:


1 - المساعدات الإنسانية (الأغذية والأدوية): حيث جرى خلال الفترة من أبريل 2015 إلى يوليو 2016 إرسال أكثر من 160 ألف طن من المواد الغذائية وإرسال نحو 111 طن من الأدوية والمستلزمات الطبية، وتوفير سيارات إسعاف وأجهزة طبية، وقُدم جزء من هذه المساعدات الإنسانية لإغاثة المتأثرين بإعصار ميغ وشابالا في نوفمبر 2015 في جزيرة سقطرى والسواحل الجنوبية، عبر تسيير جسر جوي للإغاثة يحمل 135 طناً من المواد الغذائية وغير الغذائية ومواد الإيواء.


2 - العمل على إعادة تأهيل الكثير من المؤسسات والمرافق التي كان لها أكبر الأثر في عودة الاستقرار إلى العديد من المناطق في اليمن، حيث أسهمت الإمارات في توفير الخدمات الأساسية للمدن المتضررة بهدف عودة النازحين إلى ديارهم وحصولهم على الخدمات الأساسية من كهرباء وماء وصحة وتعليم، كما قامت بالدور الرئيسي في إعادة تأهيل مطار عدن الدولي ليعود لاستقبال طائرات الإغاثة والطائرات المدنية، حيث قدمت عدداً من الآليات والتجهيزات المتطورة تضمنت حافلات نقل وأخرى خاصة بالدفاع المدني، إضافة إلى تجهيزات خاصة بصيانة المطارات.  كما تم إرسال عدد من موظفي المطار والموانئ في عدن إلى دولة الإمارات العربية المتحدة بهدف تدريبهم وتأهيلهم فيما أسهمت هذه الجهود بشكل كبير في تحرك عجلة التنمية وعودة الحياة إلى طبيعتها في مدينة عدن. 


وحققت الإمارات في عملية إعادة تأهيل مطار عدن الدولي إنجازاً كبيراً من خلال الأعمال المتسارعة في هذا الشريان الحيوي الذي تم تدميره بشكل كلي من قبل المتمردين الحوثيين.


وعمل فريق فني إماراتي متخصص وشركات فنية على مشروع متكامل لإعادة تأهيل المطار من جديد واستئناف نشاطه الطبيعي وتمكن الفريق من تشغيله واستقبال عشرات الطائرات الإغاثية والمدنية الأخرى بنقل العالقين والنازحين وإقلاع طائرات الجرحى اليمنيين.


كما قدمت الإمارات دعماً كبيراً لشرطة مدينة المكلا بحضرموت، وتضمنت المساعدات عدداً من الآليات العسكرية والمركبات الخاصة بأجهزة الشرطة في المكلا والمدن الأخرى، في إطار دعم الإمارات لإعادة الحياة لحضرموت المحررة بعد تحريرها من تنظيم القاعدة الذي احتلها لأكثر من عام.


3 - المساهمة في إعادة إعمار البنى التحتية اليمنية التي دمرتها ضربات الحوثيين، وخاصة في قطاعات الصحة والتعليم والكهرباء والمياه، باعتبارها من القطاعات الرئيسية المهمة للشعب اليمني، وفي هذا السياق يعمل الهلال الأحمر على إعادة إعمار وترميم 154 مدرسة  في محافظة عدن، حيث أنجز ترميم وصيانة وتسليم أكثر من 123 مدرسة في المحافظة بعد تأهيلها وتأثيثها بكامل المعدات المكتبية والأجهزة التعليمية والأثاث المكتبي الخاص بالكادر التعليمي، لتستقبل الطلاب الذين انتظموا في صفوفهم الدراسية بمختلف المراحل التعليمية على مستوى مدارس محافظة عدن ومديرياتها، إضافة إلى توزيع الحقائب المدرسية والقرطاسية على الطلبة والطالبات الذين بدأوا عامهم الدراسي الجديد، فيما بلغت القيمة الإجمالية لصيانة المشاريع التعليمية وإعادة إعمارها 81 مليوناً و300 ألف درهم.

وفي القطاع الصحي، حرصت الإمارات على إعادة تأهيل وتطوير العديد من المستشفيات التي تضررت جراء المواجهات على الأرض، وتعهدت هيئة الهلال الأحمر الإماراتية بصيانة وتأهيل حوالي 14 مؤسسة صحية منها خمسة مستشفيات كبيرة وتسع عيادات في مختلف مناطق محافظة عدن، بتكلفة إجمالية 48 مليونا و500 ألف درهم.


ورصدت الهيئة أربعة ملايين درهم كدفعة أولى لشراء الأدوية العلاجية لمرضى السرطان وغسيل الكلى إضافة إلى مستلزمات طبية أخرى بجانب مبلغ خمسة ملايين درهم لشراء سيارات إسعاف ونقل الأدوية وسيارات نقل. 


كما استقبلت عدداً كبيراً من الجرحى اليمنيين لتلقي العلاج في مستشفيات الدولة، وتواصل الآن جهودها ومبادراتها الهادفة إلى توفير الاحتياجات الأساسية للمناطق المتضررة، وذلك تنفيذاً لتوجيهات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، بتقديم سبل وأشكال الدعم والمعونة كافة إلى الأشقاء اليمنيين في محنتهم بغية تخفيف معاناة المتضررين والمتأثرين من الأحداث هناك، وهذا عهدها دائماً تجاه الأشقاء، حيث تبادر دوماً إلى الوقوف بجانبهم ومساعدتهم على تجاوز الأوضاع الصعبة، والإسهام في عودة أجواء الأمن والاستقرار إليهم.


وتضمنت المساعدات التنموية الإماراتية، خلال الفترة من أبريل 2015 إلى يوليو 2016،   منح 210.1 مليون درهم (‏‏‏‏‏‏‏57.2 مليون دولار أمريكي)‏‏‏‏‏‏‏ لدعم قطاع الصحة في اليمن، وقد اشتملت هذه المساعدات على بناء وإعادة الإعمار للبنية التحتية للمنشآت الصحية. 


وعملت على صيانة وترميم 17 مركزاً وعيادة، منها تسعة مراكز صحية في محافظات حضرموت ومأرب والمهرة وتعز. ووصل نصيب قطاع التعليم اليمني من إجمالي هذه المساعدات 160.1 مليون درهم. 


ووُظف جزء من هذه المساعدات لإعادة بناء وصيانة 212 مدرسة، منها 144 مدرسة في محافظة عدن، و18 مدرسة في لحج، و18 مدرسة أخرى في الضالع.وتكفلت دولة الإمارات بدعم قطاع المياه والصرف الصحي في اليمن، إلى جانب البدء في تنفيذ مشروع الشيخة فاطمة ببناء 150 سداً صغيراً للسقيا.

 

وفي قطاع الطاقة تبذل دولة الإمارات العربية المتحدة جهوداً حثيثة لتنفيذ العديد من مشروعات ترميم وإعادة تشغيل محطات توليد الكهرباء وشبكات التوزيع، من أجل إنهاء أزمة انقطاع التيار الكهربائي في المحافظة. وجري تخصيص 800.7 مليون درهم (218 مليون دولار أمريكي) لدعم قطاع الطاقة والكهرباء، إذ تكفلت دولة الإمارات بدفع النفقات التشغيلية لتوليد الطاقة الكهربائية وخدمات الإمداد الكهربائي. وقدمت دولة الإمارات 466.1 مليون درهم لدعم قطاع النقل اليمني، حيث وفرت آليات وسيارات مدنية للنقل، ومركبات لنقل الماء والوقود.


وتعهدت دولة الإمارات العربية المتحدة بتوفير محطة توليد كهرباء بقدرة 440 ميجاوات، لمحافظات عدن ولحج وأبين والضالع، كما تعهدت بتوفير مواد صيانة وتشغيل لشبكة الكهرباء في محافظات حضرموت والمهرة وشبوة وغيرها.


كما وفرت الإمارات الوقود والغاز لمحطات توليد الطاقة، إضافة إلى مولدات كهربائية، والتعاقد مع شركات محلية لتشغيلها وصيانتها في كل من محافظات عدن وأبين والضالع ولحج وتعز وشبوه وحضرموت ومأرب والمهرة. 


وأنشئ نحو خمس محطات لتوليد الطاقة الكهربائية، منها محطتان جديدتان في محافظة عدن، وتوفير نفقات الصيانة وقطع الغيار، كما وفرت دولة الإمارات الديزل والوقود والغاز لمحطات توليد الطاقة والمستشفيات والمدارس، والمباني العامة في المحافظات اليمنية.


وهذه الحزمة من المساعدات التي تعهدت الإمارات بتقديمها إلى قطاع الكهرباء في اليمن تأتي في إطار جهودها الشاملة في تقديم المساعدات الإنسانية لهذا البلد الشقيق، تلك الجهود التي تشارك فيها جميع مكونات المجتمع الإماراتي، قيادةً وحكومةً ومؤسساتٍ وطنيةً وشعباً.

 

الإمارات أكثر الدول المانحة للمساعدات الإنسانية خلال الأزمة اليمنية

 احتلت دولة الإمارات العربية المتحدة المرتبة الأولى عالمياً كأكبر مانح للمساعدات الإنسانية استجابة للأوضاع الإنسانية خلال الأزمة اليمنية، وذلك حسب بيانات المنظمات الدولية المعنية التابعة للأمم المتحدة، فيما لعبت الجهات المانحة الإنسانية الإماراتية دوراً رئيسياً في إغاثة المتضررين جراء الأوضاع الإنسانية الراهنة من خلال تسيير الطائرات والسفن التجارية لتوفير الاحتياجات الإغاثية المختلفة، كما سبق الإشارة. فقد تصدرت الإمارات قائمة الدول المانحة لليمن عام 2015، بشهادة العديد من منظمات الإغاثة الأممية والعالمية. 


وأكد تقرير أصدرته وكالة الأنباء الإسلامية الدولية التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي (OIC)، أن دولة الإمارات العربية المتحدة الأولى عالمياً كأكبر مانح للمساعدات لمعالجة الأزمة الإنسانية في اليمن خلال 2015، وهو ما يمثل 31% من إجمالي المساعدات المقدمة من البلدان في جميع أنحاء العالم، ولفت التقرير إلى أن إعلان الإمارات المانح الأكبر للمساعدات الخارجية يأتي ليؤكد على دور الدولة البارز في الحقل الإنساني على الصعيد العالمي. 


وقدمت دولة الإمارات مساعدات خارجية لليمن بلغت في مجملها نحو 4.34 مليار درهم، وهو ما يعادل 1.20 مليار دولار، وذلك خلال الفترة من أبريل 2015 إلى يوليو 2016،  وتوزعت فئات المساعدات الخارجية الإماراتية لليمن ما بين مساعدات تنموية وإنسانية وخيرية، حيث بلغت قيمة المساعدات الإنسانية العاجلة 1.482.7 مليار درهم (403.7 مليون دولار أمريكي) أي بنسبة 34.2 في المئة من إجمالي مساعدات دولة الإمارات لليمن في هذه الفترة.

 

وبلغت المساعدات التنموية التي جرى تقديمها لليمن في هذه الفترة 2.853.1 مليار درهم أي بواقع (776.8 مليون دولار أمريكي) وتوزعت المساعدات الخارجية الإماراتية التنموية لليمن على عدة قطاعات كما سبق الإشارة. 


وحول هذه المساعدات، قالت ريم بنت إبراهيم الهاشمي وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي: “أن تقديم هذه المساعدات الخارجية بشقيها الإنساني والتنموي يندرج ضمن النهج الإنساني الذي يركز على تقديم الدعم ومد يد العون للأشقاء اليمنيين واعتمادها كأساس وركيزة من ركائز السياسة الخارجية للدولة في ظل توجيهات القيادة الرشيدة للدولة ممثلة في الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة وأخيه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي و الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وانطلاقا من نهج الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “.

 

لهذا كان من الطبيعي أن يحظى الدور الإنساني في اليمن، بتقدير المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية الدولية والأممية، فقد أثنت منظمة الأمم المتحدة، من خلال أمينها العام بان كي مون، أكثر من مرة على الجهود الإماراتية الكبيرة في اليمن؛ كما أشاد المبعوث الأممي إلى اليمن أيضاً في العديد من المناسبات بالجهود الإنسانية التي تقوم بها الإمارات في اليمن ومبادراتها الإغاثية لتحسين حياة المتأثرين بالأحداث في عدد من المحافظات اليمنية. 


كما أشاد مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، ستيفن أوبرين، ، بجهود دولة الإمارات في تقديم المساعدات الإنسانية لليمن، وتخصيصها 300 مليون درهم (أكثر من 81 مليون دولار) استجابة للنداء الإنساني العاجل الذي أصدرته الأمم المتحدة، في العام 2015 والذي دعت فيه المجتمع الدولي للتبرع بـ1.6 مليار دولار لتمويل برامج إغاثة ودعم المدنيين في اليمن.

 

كما أشادت الأمم المتحدة بالجهود الإنسانية التي تضطلع بها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي حالياً في اليمن، بقيادة الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في المنطقة الغربية رئيس الهيئة، مؤكدة حيوية الأنشطة والبرامج الإغاثية التي تنفذها الهيئة على الساحة اليمنية التي تشهد تحديات إنسانية كبيرة، مشددة على أن الهلال الأحمر الإماراتي يعد من أهم الشركاء الإنسانيين للمنظمة الدولية في المنطقة. 


وأعرب مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن، عامر أكرم الداؤدي، عن تقدير المنظمة الدولية للمبادرات التي تتبناها الهيئة لتخفيف المعاناة وتحسين حياة المتأثرين بالأحداث في عدد من المحافظات اليمنية.

 

ولا شك في أن تقدير الأمم المتحدة والعديد من المنظمات الإنسانية الدولية لدور الإمارات في اليمن، إنما هو اعتراف بريادتها ليس فقط في التجاوب مع الأزمة الإنسانية في اليمن، وإنما أيضاً في مواجهة التحديات الإنسانية التي تواجه دول المنطقة والعالم بوجه عام، ولما لا والبعد الإنساني يمثل أحد مرتكزات السياسة الخارجية لدولة الإمارات العربية المتحدة، ولهذا تتجه أنظار العالم دوماً إلى الإمارات حينما تشهد دولة أو منطقة ما أزمة أو كارثة إنسانية، فثمة قناعة دولية متزايدة بأن الإمارات وقيادتها الرشيدة التي تعلي من القيم الإنسانية ستتحرك لتقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية، وبما يخفف من معاناة الشعوب في أي منطقة، بغض النظر عن الجنس أو اللون أو الدين،  وهذا ما يعزز صورتها باعتبارها رمز للعمل والعطاء الإنساني على الصعيدين الإقليمي والدولي.

 

ولا شك في أن هذا النهج الإنساني والاستعداد للوقوف إلى جانب الآخرين ومساعدة المحتاجين كافة حول العالم، لم يعد مقتصراً على قيادة الدولة الرشيدة ومؤسساتها الرسمية، بل إنه بات ثقافة عامة تؤمن بها مكونات المجتمع الإماراتي كافة، والذي يعبر عن نفسه في تجاوب الأفراد ومؤسسات القطاع الخاص مع حملات التبرع التي يتم تنظيمها لمساعدة الأشقاء، ولعل مبادرة “عونك يا يمن”، التي لاقت تجاوباً من مختلف فئات الشعب الإماراتي، لخير دليل على تجذر ثقافة العطاء في المجتمع، وإيمان الشعب الإماراتي بأهمية الوقوف بجانب الأشقاء في أوقات المحن والشدائد.