8761 وثيقة تفضح أسرار الحب والجريمة فى المخابرات الأمريكية

العدد الأسبوعي

cia - أرشيفية
cia - أرشيفية


وكالة الأمن القومى تجسست على الحياة العاطفية للمسئولين والموظفين الكبار

■ الأجهزة الأمنية بواشنطن قادرة على اختراق الهواتف وبرامج «واتس آب» والتليفزيونات والسيارات الذكية

■ اتهام الوكالات الأمريكية بقتل صحفى أمريكى انتقد إدارة أوباما وتسبب فى استقالة قائد عسكرى بـ"الناتو"


يتضمن عالم التجسس كثيرا من التفاصيل المثيرة للجدل، وشهد الأسبوع الماضى قصتين من أروقة عالم الجاسوسية الأمريكية تأرجحت بين عالم التكنولوجيا وعالم الحب والعلاقات الشخصية.

الأولى عن استخدام المخابرات المركزية الأمريكية، للتكنولوجيا المتقدمة فى اختراق خصوصية المواطنين والمسئولين، والثانى عن استخدام وكالة الأمن القومى الأمريكية لتكنولوجيا التجسس فى تتبع الحياة العاطفية للمسئولين والموظفين الأمريكيين.


1- القتل باختراق السيارات الذكية.. هاستينجز نموذجاً

هزت فضائح المخابرات الأمريكية، العالم، مجدداً، بعد أن نشر موقع ويكيليكس الأسبوع الماضى، وثائق أطلقت عليها «Vault 7 » ، وهى آلاف الصفحات التى تصف أدوات برمجية متطورة وتقنيات مستخدمة من قبل وكالة الاستخبارات الأمريكية CIA لاختراق الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر والتليفزيون والسيارات المتصلة بالإنترنت، وذلك فى تسريب يبدو الأكبر فى تاريخ المخابرات المركزية الأمريكية.

ويحتوى التسريب الجديد على 8761 وثيقة، توضح تفصيلياً كيف يمكن لعملاء الاستخبارات الأمريكية مراقبة والتحكم عن بعد فى معظم الأجهزة المتصلة بالإنترنت، بما فى ذلك أجهزة التليفزيون الذكية والسيارات إلى جانب الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر.

وتشمل وثائق Vault 7 تعليمات عن كيفية استخدام أدوات متطورة لاختراق مجموعة واسعة من أكثر برامج الكمبيوتر رواجاً واستخدامها فى التجسس على المستخدمين، ومنها برنامج التواصل «سكايب» ووثائق بنسق PDF وحتى برامج مكافحة فيروسات مشهورة يستخدمها الملايين من المستخدمين لحماية أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم.

وفقا لوثائق Vault 7 فإن وكالة CIA بدأت فى أكتوبر عام 2014 فى البحث عن ثغرات فى أنظمة السيارات المتصلة بالإنترنت، بحيث يمكنها التحكم فيها عن بعد، وهو ما يتيح إمكانية قتل أشخاص عن بعد من خلال عدة سطور برمجية عبر استغلال الثغرات الموجودة فى سياراتهم وتوجيهها. وأكدت تقارير صحفية عن هذه الوثائق الجديدة، المزاعم التى تشير إلى أن الحكومة الأمريكية، هى من تقف وراء حادثة السيارة التى راح ضحيتها الصحفى الأمريكى مايكل هاستينجز، الذى لقى حتفه فى حادث سيارة عام 2013.

واشتهر هاستينجز بمعاداته الكبيرة لإدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما، ونشر الصحفى الشهير فى مجلة رولنج ستون سلسلة مقالات تحت عنوان: «لماذا تحب الحكومة الأمريكية التجسس على المواطنين»؟، ومن أشهر التحقيقات الصحفية التى نشرها هاستينجز أيضاً تحقيقه الشهير عن الجنرال ستانلى ماكريستال، قائد قوة المساعدة الأمنية الدولية التابعة للناتو فى حرب أفغانستان، وتضمن المقال توثيقا لانتقادات مكارثى، لإدارة أوباما ما دفعه فى النهاية إلى تقديم استقالته واعتزال العمل العسكرى.

وكشفت وثائق Vault 7 أيضاً عن استهداف “CIA”الهواتف الذكية العاملة بنظام آبل iOS ونظام أندرويد، بحيث يمكنهم الاطلاع حتى على الرسائل من التطبيقات التى تستخدم تشفيرا قويا مثل «سيجنال وواتس آب»، وذلك من خلال اعتراض الرسائل بما فيها الصوتية أو البيانات.

كما تشير الوثائق إلى ابتكار CIA بالتعاون مع المخابرات الأمريكية برنامجاً يحمل اسمWeeping Angel يتيح استخدام أجهزة التليفزيون الذكية المتصلة بالإنترنت كأجهزة تنصت ومراقبة سرية، حتى إنه من خلال ثغرة يمكن إيهام المستخدم أن جهاز التليفزيون مغلقاً أو لا يعمل فى الوقت الذى يكون فيه يسجل الصوت والمحادثات التى تُجرى فى الغرفة وإرسالها إلى خادم «سيرفر» خاص بالمخابرات الأمريكية.


2- عملاء "C I A" يستغلون أدوات الوكالة للتجسس على الزوجات والعشيقات

فى نفس الأسبوع نشر موقع anti-war تفاصيل مختلفة عن قيام وكالة الأمن القومى الأمريكية هى الأخرى بشكل مختلف من التجسس، بحسب الموقع، فإن على الأقل عشرة من موظفى وكالة الأمن القومى الأمريكية، استغلوا مناصبهم واستخدموا تكنولوجيا التجسس التى تمتلكها الوكالة من أجل التصنت على الإيميلات والمكالمات الهاتفية لزوجاتهم السابقات أو لعشيقاتهم.

وبحسب الموقع فإن سياسية التجسس على الزوجات والعشيقات تحمل اسم «LOVEINT» وتم الكشف عنها من قبل المفتش العام لشئون وكالة الأمن القومى الذى فتح باب التحقيق بشأن هذه السياسية بعد تقدم السيناتور الأمريكى الجمهورى شارلز جراسلى، بطلب لفتح باب التحقيق بشأن سوء استخدام العاملين فى وكالة الأمن القومى لمناصبهم.

وكان السيناتور وهو أيضاً عضو فى لجنة الكونجرس القضائية، قال إن موظفى وكالة الأمن القومى اعتادوا التجسس على زوجاتهم وعشيقاتهم فى استغلال هو الأسوأ من نوعه لمناصبهم، وتتضمن التحقيقات الإشارة إلى 12 حادثة وقعت منذ 2003 وشهدت عمليات تجسس على الزوجات الحبيبات السابقات.

وبحسب الموقع الأمريكى، فى عام 2005، طلب أحد الموظفين العسكريين فى وكالة الأمن القومى حق التسلل إلى الإيميل الخاص بحبيبته السابقة، وبسؤاله أجاب بأنه كان يريد التدرب على نظام العمل وأنه لم يحصل على أى معلومات يمكن له استغلالها لمصلحته الشخصية.

فى حادثة أخرى، تقدمت سيدة كانت على علاقة سابقة مع موظف مدنى فى وكالة الأمن القومى بشكوى رسمية ضد حبيبها السابق، تتهمه فيها بالتجسس على مكالمتها الهاتفية، وبعد فتح باب التحقيق تم الكشف عن قيام هذا الموظف باستغلال قاعدة معلومات وكالة الأمن القومى فى الفترة من 1998 إلى 2003، من أجل الحصول على أرقام هواتف 9 سيدات أجانب إلى جانب تجسسه على اتصالات اثنتين من السيدات الأمريكيات.

من جانبه أشار جميل جعفر، نائب المدير القانونى لاتحاد الحريات المدنية الأمريكية، واحدة من أشهر منظمات المجتمع المدنى التى تراقب الحكومة الأمريكية، إلى أن هذه الانتهاكات التى تم الكشف عنها فى تحقيقات المفتش العام ما هى إلا قمة جبل الجليد الذى يختفى الجزء الأعظم منه تحت سطح البحر.

وقال جعفر إن المشكلة لا تكمن فى تلك الحوادث التى يمكن إدراجها تحت تصنيف الحوادث الفردية، فالمشكلة الحقيقية تكمن فى قوانين الوكالة التى تمنح لموظفيها فرصة التجسس على أى شخص وتحت أى مسمى.