كيف تنجح أفلام الأكشن فى هوليوود.. Logan و Kong نموذجًا

العدد الأسبوعي

kong skull island
kong skull island 2017


النظرة العامة على فيلمى Logan وKong: Skull Island توحى بأن كليهما مختلف تمامًا عن الآخر، لكن فى الحقيقة كلا الفيلمين يجمع بينهما الكثير، وبالتأكيد يعبر كل منهما عن تحديات شباك التذاكر فى أمريكا الشمالية قبل دخول فصل الصيف، ويرسمان معًا باختلافاتهما ملامح الصناعة ككل فى هوليوود، الفيلمان ينتميان لنوعية الأكشن، وهو النوع المحبب والذى تعتمد عليه استديوهات السينما الأمريكية الكبرى فى تحقيق الأرباح فى موسم الصيف، والذى يمثل الفترة الزمنية الأهم جلبًا للإيرادات وعلى أساسها تتحدد الكثير من المشاريع واستمرارها فى شكل أجزاء من عدمه، فهذه الفترة تحديدًا تمثل الفترة المميزة فى العام التى تشهد وجود الجمهور بمختلف فئاته العمرية على شباك التذاكر يحجز أفلامه المفضلة، على عكس باقى المواسم التى تحمل أفلاما موجهة لجمهور نوعى حسب طبيعة الموسم والتى تفرض فى بعض الأحيان فئة عمرية على ما يقدم، مثل موسم الهالووين الذى يشهد فرصة لتمرير أفلام الرعب الدموية والأكشن المفرط فى العنف والموجهة للفئات العمرية الكبيرة.

الفيلمان فى الحقيقة مختلفان فى المحتوى فـLogan نهاية سلسلة طويلة امتدت لـ17 عاما ظهر من خلالها هيوج اكمان مقدمًا شخصية وولفرين أحد أشهر شخصيات عالم X-Men التى تملك شركة «فوكس القرن العشرين» حقوق استغلالها سينمائيا، وتنتج بشكل منفصل عن عالم «مارفل» وهى بالفعل سلسلة الأفلام الأنجح فى عوالم أفلام الأبطال الخارقين السينمائية، اختار الصناع أن تكون نهاية وولفرين عاطفية دون الإخلال بالخط العام المتعلق بالمعارك وتفاصيل شخصية وولفرين وعالمه، Kong: Skull Island على الجانب الآخر بداية جديدة وإعادة تأسيس لسلسلة مقبلة يتنشر خلالها كينج كونج الشخصية السينمائية التى بدأت مع بدايات السينما تقريبًا ومستمرة بنجاح حتى الآن وتستغلها شركة «وارنر بروس» لتحقيق نجاح بعد آخر أفلام شخصية الغوريلا العملاقة عام 2005 تحت عنوان King Kong والذى لم يحقق النجاح المرجو منه، لذلك تغيرت الخلطة تمامًا لصناعة فيلم بمحتوى مختلف يستطيع الاستمرار فى المستقبل والفيصل فى ذلك هو شباك التذاكر والإيرادات.

شباك التذاكر فى الفيلمين يؤكد النجاح والجماهيرية، ففى الوقت الذى تنتهى فيه شخصية وولفرين أو تبدأ كينج كونج يجب أن يتم ذلك بنجاح وفق المعايير الهوليوودية وأن يكون العائد المادى ضخم، وهو ما يقود لتوقيت العرض. الفيلمان فعليًا لم يدخلا فى نطاق موسم الصيف على الرغم من صناعة كل منها بمعايير هذا الموسم المعتمد على الإبهار والمعارك والأسماء اللامعة، لكن عرض أى منهما فى قلب الموسم لن يسمح له فعليًا أن يحقق نجاحا لأن المنافسة ستكون شديدة وجزء منها سيكون من أفلام تنتجها نفس الشركات، لذلك ربما لن تحقق هذه الأفلام النجاح المرجو وبذلك يصبح الحل أن تخرج الأفلام من دائرة المنافسات موسم الصيف لكنها تقف على أعتابه فى شهرى مارس وإبريل، سلسلة X-Men بالطبع أفلام إنتاج ضخم وعرضت أفلامها بالكامل من البداية وحتى X-Men: Apocalypse العام الماضى فى شهور الصيف، لكن طبيعة Logan الخاصة التى فرضت عليه أن يدخل فى منطقة الدراما ويعتمد على القصة والحوار ونسج نهاية مرضية لجمهور الشخصية الكبير بشكل أكبر من المعارك، جعلت من المرجح عدم تمكنه من تحقيق نجاح ضخم فى شهور مايو ويونيو ويوليو، وعليه يعود الفيلم لشهر مارس أسبوعا قبل عرض فيلم Kong ويحقق رقما قياسيا يأتى بعده كينج كونج ليتسلم راية النجاح فى الأسبوع التالى دو أن يتأثر وولفرين كثيرًا، لتخرج كل الأطراف فائزة، حتى الجمهور المستمتع بالفيلمين.

كلا الفيلمين استعانا بوسائل مساعدة للنجاح مع الحفاظ على الخطوط الرئيسية، فى حالة Logan تارا ابنة وولفرين المستنسخة هى العنصر المساعد مع باقى الأطفال المنتمين بيولوجيًا لأصحاب الطفرات، ففى الوقت الذى يموت فيه كل ما يتعلق بـ X-Men وولفرين تضعف قدراته وبروفيسور إكزافيير يفقد السيطرة على قدراته ويتحول لمصدر خطر أيضًا، كل تفاصيل الفيلم تسير ببطء كما الحال مع أبطاله الذين يموتون بنفس البطء، كل شيء فاقد لحيويته عبر عن نفس الحالة غياب الألوان الدافئة والساخنة، حتى مشاهد النهار المليئة بالشمس والضوء صنعت شخصية كاليبان (ستيفن ميرشانت) حاجز بين الجمهور والضوء بكراهيتها للشمس بسبب الأذى الجسدى الذى تتسب فيها على جسده، والضوء فى المنفى الاختيارى لوولفرين وإكزافيير هو الحقيقة التى يرفضها ويقاومها كلا منهما هو حقيقة موتهما بالفعل وموت X-Men، لكن دخول تارا فتح مجال من الأمل وهدف أخير يسعى الثنائى بكل جهد على الوصول إليه وتحقيق النجاح، ومن نفس هذا الهدف خرجت المعارك التى تصاعدت وتيرتها منذ البداية وحتى النهاية.

فيلم Kong لجأ للتغيير ليهرب من سطوة القصة الكلاسيكية المعروف تفاصيلها بالكامل منذ ثلاثينيات القرن الماضى وأعيدت بحذافيرها عام 2005 على يد المخرج بيتر جاكسون الفارق وقتها كان فى التطور التكنولوجى سواء فى التصوير أو الخدع البصرية والذى استغلها الفيلم دون أن يضيف أى عمق من أى نوع، لكن آخر ظهور لكينج كونج اختار صناعه أن يكون فى سبعينيات القرن الماضى يحمل دلالات وإسقاطات سياسية واضحة إلى جانب الحفاظ على الخط الأساسى فى كل أفلام كونج منذ عام 1933 وحتى الآن هو الإبهار فى تجسيد الغوريلا العملاقة وصراعاتها مع الوحوش الأخرى، وهو ما لم تهمله نسخة 2017 بل ركزت عليه على الرغم من الاستعانة بالتيمة الرئيسية فى فيلم Pacific Rim وهى الوحوش التى تخرج من مركز الأرض وتصدها روبوتات عملاقة وفى حالة Kong استبدلت الروبوتات بالغوريلا العملاقة بالطبع، وغيرت فى الرابط بين كونج والفتاة الشقراء الجميلة والتى ظهرت كصحفية مستقلة تناهض الحرب فى فيتنام كون كونج معها علاقة صداقة وليس حب كما فى السابق، برى لارسون صاحبة الأوسكار هى من قدمت شخصية الصحفية وهى الإضافة فى فيلم كونج، لكنها ليست إضافة موفقة بل على العكس ظهرت وكأن دورها مقحم على الأحداث لا أهمية لها، لكن حقيقة الحكم على مدى تأثير شخصيتها بشكل قاطع مؤجل حتى الجزء المقبل من الفيلم الذى سيحدد أهميتها من عدمه.