رحلة البحث عن نائب فى دائرة وزير التموين
استبعاد عبادة فى اللحظات الأخيرة.. وتراجع سليمان.. والتكتلات العائلية تدفع بالأحزاب خارج المنافسة
اشتعلت المنافسة بدائرة مركز أبو كبير بالشرقية، التى يتنافس فيها عدد من المرشحين الأقوياء، للفوز بكرسى البرلمان الذى كان يشغله الدكتور على المصيلحى، قبل تعيينه وزيراً للتموين والتجارة الداخلية، فى التعديل الوزارى الأخير، أبرز المرشحين صبرى عبادة، مستشار وزير الأوقاف محمد مختار جمعة، ورغم تلقى «عبادة» ضربة عنيفة منذ ساعات، وجهتها إليه اللجنة العليا للانتخابات باستبعاده بسبب عدم تقديم زوجته إقرار ذمتها المالية، إلا أنه حسب المصادر سيتم قبول طعنه للاستمرار فى المنافسة.
من المرشحين الذين تنازلوا فى البداية عن الترشح لصالح «عبادة»، لكنهم عادوا مجدداً لحلبة المنافسة رجل الأعمال حمدى سليمان، بالإضافة إلى عدد من الأحزاب التى دفعت بمرشحيها للفوز بمقعد الوزير.
يحظى «المصيلحى» بشعبية جارفة بمدينة أبوكبير، من مختلف التيارات السياسية، بسبب ما يقدمه من خدمات لأهالى المدينة، وحسب روايتهم يعتبره قطاع كبير منهم بأن سلطته عليهم، توازى سلطة محافظ الشرقية، وذلك عن طيب خاطر من جانبهم.
يمتلك «المصيلحى» مكتباً خدمياً، أمام موقف سيارات الأجرة، الذى علقت على أعمدته الحديدية لافتة كبيرة، كتب عليها: «نتقدم بخالص الشكر للدكتور على المصيلحى على مجهوداته فى حل مشكلة مياه الشرب فى مدينة أبو كبير».
وكان أهالى المدينة قد عانوا لعدة أشهر من أزمة فى مياه الشرب، علاوة على أزمة أخرى فى الصرف الصحى، وحلهما الدكتور على المصيلحى، عقب نجاحه فى الانتخابات البرلمانية، حسب رواية الأهالى.
داخل المكتب الخدمى للدكتور على المصيلحى وهو عبارة عن شقة لا تتجاوز مساحتها الـ٩٠ متراً، بالطابق الثانى، بالعقار رقم 1 بشارع مصطفى كامل بأبوكبير، جلست سيدة مسنة، ترتدى جلبابا و«طرحة» سوداء، وعلى وجهها علامات الإرهاق، على كرسى خشبى تلتقط أنفاسها، وبعد لحظات سألت الموظف المسئول عن المكتب: الدكتور على موجود، أنا عايزه أقابله، كان رد الموظف عليها بأنه لن يأتى اليوم، ما يشبه الصدمة.. اعتادت تلك السيدة المجيء إلى المكتب للمساعدة فى استكمال علاجها على نفقة الدولة، حسب ما علمت «الفجر»، ولا تعرف تلك السيدة ما هى طبيعة عمل الدكتور المصيلحى، فقط هى تعلم أنه سيساعدها فى استكمال علاجها.
يقصد تلك الشقة، التى تتكون من غرفتين، أهالى مدينة أبو كبير، للحصول على خدمات، أو تسهيل استخراج قرارات العلاج على نفقة الدولة، أو توسط «المصيلحى» لإنهاء مشكلة، والبعض يلجأ إليه لإيجاد فرصة عمل له، أو لأحد أبنائه أو أقاربه.
1- صبرى عبادة.. ممثل "الأوقاف"
تقدم صبرى عبادة، مستشار وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، بأوراق ترشحه بديلاً للدكتور على المصيلحى عن الدائرة، للجنة العليا للانتخابات بالزقازيق، فى الساعات الأخيرة قبل إغلاق باب التقدم، وذلك بسبب تأخر الاتفاق بينه وبين الدكتور على المصيلحى، وحمدى سليمان، على من منهما، وتراجع الأخير فى اللحظات الأخيرة.
حسب المصادر الذين التقتهم «الفجر»، يعد حمدى سليمان، الأقوى داخل مدينة أبو كبير، وكان الأوفر حظاً للفوز، إلا أنه عقد اجتماعاً مع عدد من ممثلى عائلات المركز، بمنزله صباح يوم الأحد الماضى، أعلن خلاله أنه لن يخوض الانتخابات، وطالب العائلات بدعم «عبادة».
ويعتبر الأخير المرشح الأوفر حظاً حالياً، لأنه يحظى أيضاً بدعم «المصيلحي» على حد قول الأهالى.
وقال أحد المرشحين السابقين – رفض ذكر اسمه- إن عبادة يعد اليد اليمنى للمصيلحى، والأقرب للفوز، كما أنه مسئول داخل الحكومة، حيث يعمل مستشاراً لوزير الأوقاف.
وأضاف المرشح السابق: «عبادة» كان يرغب فى خوض الانتخابات فى المرحلة الأولى أمام «المصيلحى» إلا أنه تراجع لعلمه بأنه لن ينجح، فعمل على حشد أصواته وأصوات زملائه فى وزارة الأوقاف للتصويت للدكتور على، وعندما تولى الأخير منصب وزير التموين، اتفق الاثنان على أن يترشح «عبادة» فى الانتخابات، على أن يدعمه الوزير.
وأشار إلى أن «عبادة» حصل أيضاً على تأكيد بدعمه من المسئولين بوزارة الأوقاف، علاوة على أنه أجرى عددا من التحالفات مع عدد من العائلات الكبيرة، للتصويت لصالحه بدعم من «المصيلحي».
2- الأحزاب تخرج من المنافسة
طبقاً للجنة العليا للانتخابات، فإن عدد المتقدمين للفوز بالمقعد بلغ ١٠ مرشحين، ٨ منهم بصفتهم مستقلين، واثنان عن حزب الوفد، وحزب المؤتمر.
وتعد فرص المرشحين المنتمين للأحزاب، ضعيفة جداً، وقد قام حزب المؤتمر الذى دفع بالمرشح نبيل عسكر، الموظف بمستشفى الدمرداش، باستئجار مقر للحملة الانتخابية، بالطابق الثالث بنفس العمارة التى يقع بها مكتب الخدمات التابع للدكتور على المصيلحى، إلا أن فرصته تعد معدومة، رغم أنه يقدم نفسه باعتباره مرشح الشباب، وذلك لأنه شخص غير معروف لدى أبناء الدائرة.
أما مرشح حزب الوفد الدكتور عبد الله حسان، فهو وإن كان أكثر حظاً من سابقه، بحصوله على تأييد بعض العائلات بقرى بر البحر، إلا أن فرص «عبادة» تظل الأكبر.
فيما يتصارع بعض الأحزاب على نيل دعم على الصناديلى، رئيس مركز الزقازيق السابق، والمرشح المستقل، وذلك بسبب شعبيته الجارفة داخل المدينة، خاصة بعد تراجع المرشح الأوفر حظاً للفوز بالمنصب، رجل الأعمال حمدى سليمان.
ويشير البعض إلى أن حزب حماة وطن، سوف يقوم بدعم أحمد فوزى، العميد السابق بالقوات المسلحة، ومن المتوقع أيضاً أن يدعم حزب مستقبل وطن الدكتور البيطرى محمد حبيب، خاصة أنه له قاعدة جماهيرية كبيرة.
تقدر الكتلة التصويتية للدائرة السابعة بمحافظة الشرقية، دائرة أبو كبير، بـ 265 ألف صوت، موزعين على مدينة أبوكبير، و27 قرية، و500 عزبة.
