فضيحة رمسيس الثانى تفجر جرائم النقل الخاطئ للآثار

العدد الأسبوعي

انتشال بسماتيك الأول
انتشال بسماتيك الأول من المطرية


■ تدمير مقبرة "نيثوت بونتر".. وكسر مقتنيات لتوت عنخ آمون.. وتحطم تمثال أمنحتب الثالث


فجرت الطريقة البدائية والعنيفة، التى انتشلت بها وزارة الآثار تمثال رمسيس الثانى، الذى تم اكتشافه الأسبوع الماضى بمنطقة المطرية، سجلا حافلا بالفضائح المماثلة للوزارة.

تمثل الخطأ فى انتشال تمثال رمسيس الثانى باستخدام «ونش» بدائى.

وهناك نماذج للإهمال والعنف والبدائية، التى يجرى بها التعامل مع كنوز مصر، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، ما حدث مع تمثال نادر للملك أمنحتب الثالث، الذى تم العثور عليه عام 2006 بمدينة الكرنك. وقامت البعثة الفرنسية بصعوبة بالغة بتجميع وترميم تمثال أمنحتب، ورغم حالته المتدهورة التى لا تقبل النقل، إلا أن لجنة من الآثار اختارته ضمن القطع التى سيتم نقلها لمتحف الحضارة!

وتسبب التعامل مع التمثال خلال النقل بطريقة بدائية، فى سقوطه من أعلى الرافعة، واستمرت لجنة «الجزارين» الأثرية فى إصرارها على نقله حطاماً.

حادث تمثال أمنحتب يشير إلى أن الدولة المصرية يمكنها أن تخسر كنزا أثريا فى لحظة واحدة بسبب الإهمال والتعامل البدائى العنيف مع الآثار، وكان الأولى باللجنة التى اختارته للنقل لمتحف الحضارة أن تختار أثرا حالته جيدة وتحتمل النقل، والتشوين، وليس تمثالا بحالة أمنحتب الثالث، الذى تم ترميمه بصعوبة بالغة من قبل البعثة الفرنسية.

ولو افترضنا حسن النية فى اختياره للنقل، كان على اللجنة أن تحرص على نقله بطريقة آمنة، وتغليفه جيداً حتى لا يتعرض للسقوط، كما حدث.

كما كان من الأولى أن تحرر اللجنة محضراً بواقعة سقوطه حتى يتم ترميمه مجدداً، بدلاً من تشوينه ضمن المهملات بالمخازن.

حصلت «الفجر» أيضاً، على صور تكشف فضيحة نقل مقبرة «نيثوت بونتر» بالطريق الصاعد بمنطقة الأهرامات وأبو الهول، وهى الفضيحة التى كشفت نقل تماثيل المقبرة باستخدام الحبال وخراطيم المياه، دون تغليفها، مما يعرضها للاحتكاك المباشر بسور المقبرة، التى تعرضت بدورها للعديد من الانتهاكات، ومنها محاولة أحد المرممين نقل الرسوم الموجودة على الجدران باستخدام الورق الشفاف، والقلم الرصاص، ما تسبب فى تشويه الجدران، وسقوط الألوان.

الأثرى أسامة كرار، قال إن تلك المقبرة كانت تعد من أجمل المقابر التى تم اكتشافها، لأنها تشبه تصميم المعبد، وكانت تضم 14 تمثالا، تم نقلها بطريقة «همجية»، دفعت لجنة الدفاع عن الآثار لتقديم بلاغ بالواقعة إلى شرطة السياحة بالهرم.

وأضاف: إن بعض مفتشى الآثار يتعاملون مع الأثر كأنه شىء عديم القيمة، ولايراعون ضميرهم، ولا تاريخ الأثر الذى تتم إهانته دون محاسبة، أو مساءلة، مشيراً إلى أن هناك فارقا كبيرا بين تعامل الأجانب مع الآثار، وبين تعامل المصريين، الذين يجهلون تماماً قيمة ما يفعلون.

فى واقعة أخرى بطلها الإهمال، كسرت عصا الملك توت عنخ آمون، وأحد كراسى مجموعته، خلال نقلها من المتحف المصرى بالتحرير، إلى المتحف المصرى الكبير، كما كسرت ذقن الملك، وعند ترميمها استخدم المرمم مادة الأيبوكسى، ما أدى إلى تشويه الذقن تماماً.

الدكتور هانى حنا، الخبير الدولى فى ترميم وصيانة الآثار، والرئيس السابق للجنة الدولية للترميم، بالمجلس الدولى للمتاحف، قال إن نقل الآثار والتماثيل له قواعد وأصول يجب مراعاتها، أولها أن يتم لف التمثال بـ «الفوم» أو «الإسفنج» عالى الكثافة، ووضع الأثر على لوح خشبى مبطن بالأسفنج و«الفوم» لحمايته من الاحتكاك المباشر بالحامل الخشبى، أو الحبال التى يربط بها.

وأوضح أن احتكاك التماثيل بسور المقابر، هو أمر يشكل خطورة بالغة عليها، وعلى السور الأثرى، وبالتالى لابد من تأمين وعزل التماثيل عن السور أثناء النقل، مشيراً إلى أنه عند اللجوء لاستخدام الرافعة، فلابد من تأمينها جيداً حرصاً على سلامة التمثال.